السفير الروسي بالقاهرة: مصر تستطيع تمويل مشروعاتها الاجتماعية بالاقتراض من ” بنك التنمية” بالبريكس
أمريكا والغرب فقدوا الهيمنة المالية عالمياً.. والشرق والجنوب أكثر حضارة وقيم أخلاقية
كتب: محمد حربي
أشاد السفير الروسي بالقاهرة- جيورجى بوريسينكو، بالعلاقات المصرية- الروسية، موضحا أن مصر بإمكانها أن تحصل على قروض من ” بنك التنمية” لمجموعة بريكس” لتنفيذ ما تحتاج إليه من برامج تنموية اجتماعية. مشيراً إلى أن مريكا والغرب فقدوا هيمنتهم المالية العالمية. جاء ذلك، خلال مؤتمر “بريكس: آفاق التعاون الاقتصادى والثقافى”، الذي نظمه مركز الحوار للدراسات السياسية والإعلامية تحت رعاية السفارة الروسية بالقاهرة، وبالتعاون مع عديد المؤسسات البحثية المصرية: المؤسسة المصرية الروسية للثقافة والعلوم، مؤسسة شرف للتنمية المستدامة، والصالون البحري مع عديد المؤسسات البحثية المصرية. وبحضور الدكتور عصام شرف رئيس وزراء مصر الأسبق.
أكد السفير جيورجى بوريسينكو، أن البداية الأولى لـ ” بريكس ” كانت في (عام 2006م.)، باتفاق بين روسيا، والصين، والهند، والبرازيل، وكانت تعرف آنذاك باسم مجموعة ” بريك”، ثم بانضمام جنوب أفريقيا، تم إضافة ” إس”؛ فأصبحت ” بريكس”. وأنه منذ (عام 2012م.)، بدأت “بريكس ” تستقطب بعض الدول الأخرى؛ كما دعمت روسيا طلب انضمام مصر، لعضوية البريكس. وذلك انطلاقاً من خصوصية العلاقات التاريخية المصرية- الروسية.
وقال السفير جيورجى بوريسينكو: إن روسيا تقوم بإدارة تجمع ” بريكس”؛ والذي يهدف إلى تحقيق تعاون متعدد الأطراف، ورغبة في زيادة العضوية؛ موضحاً أنه خلال (عام 2024م.)، كانت هناك أكثر من 200 فعالية، كما قام أكثر من 12 وفد مصري رسمي بزيارة لروسيا. وأن التعاون بين مجموعة ” بريكس”، هو تعاون سياسي دولي، وأمن قومي، مع تنظيم للفعاليات المختلفة، في مجالات عديدة، مثل: الزراعة، والنقل، والرياضة، كما يضم البريكس مختلف الدول من متقدمة ونامية.
وأوضح السفير جيورجى بوريسينكو، أن قرار ألمانيا برفض الغاز الروسي، قد انعكس سلبياً على الألمان من حيث فقد ريادتهم عالمياً. مشيراً إلى أن ” بريكس”، ينمو اقتصاديا وتجارياً، وأنه يجب أن يكون هناك نظاماً للتعامل المالي، بدلاً عن الدولار في التجارة الدولية. مشدداً على أنه لا توجد هناك أي نوايا لوقف أو الامتناع عن التعامل بالدولار، وإن كانت أمريكا هي التي تفرض ذلك على عملتها من خلال العقوبات التي تفرضها على الآخرين، وبالتالي تضع القيود على حركة الدولار. ونوه إلى أن هناك نحو 300 مليار دولار لروسيا تم احتجازها. وأن هذا جعل الآخرين يعيدون حساباتهم خشية أن يجدوا أنفسهم في نفس هذا الموقف، في حال اختلفوا مع أمريكا. لافتاً إلى أن أمريكا والغرب، بدأوا يفقدون سيطرتهم على الآليات المالية.
وشدد السفير جيورجى بوريسينكو، على أهمية تعاون مجموعة ” بريكس” في الآلية المالية، وذلك من خلال بحوث الخبراء، ووضع الحلول. وأنه بإمكان مصر الحصول على قروض من ” بنك التنمية” التابع لـ ” بريكس”، من أجل تنفيذ ما تريد من مشروعات تنموية اجتماعية .
وقال السفير جيورجى بوريسينكو: إن عضوية ” بريكس ” ليست مجرد تأثير اقتصادي فحسب، بل لها بعد يتعلق بالسيادة، والقرار السياسي؛ بحيث إذا كان الغرب يتعمد فرض سياسته على الآخرين؛ إلا أن ” بريكس” على النقيض يمنح الأعضاء الاستقلالية، وكل دول تتمتع بالحقوق؛ وهذا من شأنه أن يساعد في انشاء عالم متعدد الأقطاب. موضحاً أهمية الحديث عن المسؤولية الأخلاقية في العالم. وأن شعوب الشرق والجنوب، تحافظ على حضارتها وأخلاقها، ولا تسعى للانحطاط.
وأضاف السفير جيورجى بوريسينكو، بأن هناك نحو إضافة عضو أو اثنين لتجمع ” بريكس”، وأن هناك 13 دولة مرشحة من مناطق مختلفة، من بينها الجزائر. لافتاً إلى أهمية قمة ” قازان”، وما أكدت عليه من علاقات تتسم بالثقة بين مصر وروسيا، ورغبة في تعزيز التعاون المشترك، وهناك تفاهات كبيرة، تعطي زخماً في إطار ” بريكس”.
جدير بالذكر أن المؤتمر؛ قد ناقش عبر مسارين العديد من الأوراق البحثية في المجالين الاقتصادي والثقافي، من خلال أربعة جلسات تستعرض 23 ورقة بحثية قُدمت لإدارة المؤتمر، من باحثين من الجانب المصري والعربي والروسي، وذلك عن موضوعات عديدة منها: الأمن الغذائي وأمن الطاقة والأمن المائي والتعاون المالي والنقدي والقطاع السياحي والذكاء الاصطناعي، وكذلك موضوعات عن التراث المادي وغير المادي وصناعة السينما والترجمة وكذلك التعليم والإعلام.
وقد قام بالتعقيب على الأوراق كل من: الدكتور سعيد عبد الخالق والسفير، ورؤوف سعد والسفيرة جيلان علام والسفير علاء الحديدي، واللواء طارق المهدي، واللواء أحمد ونيس واللواء أحمد عبد الله، والفنان سامح الصريطي، ورئيس مؤسسة الحور للدراسات والبحوث الانسانية اللواء أركان حرب حمدي لبيب.