أهم الأخبارعرب و عالم

السفير صالح موطلو شن: عام 2025 الذكرى المئوية لتأسيس العلاقات الدبلوماسية التركية- المصرية

مصر وتركيا يدٍ بيد على طريق السلام والتنمية خلال الفترة المقبلة.. ووحدة سوريا وسلامة أراضيها، وعروبتها خطوط حمراء

كتب: محمد حربي
أكد السفير صالح موطلو شن- سفير الجمهورية التركية بالقاهرة، أن عام 2025، سوف يشهد الذكرى المئوية لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين تركيا الحديثة ومصر الحديثة. موضحاً، أن البعثة الدبلوماسية التركية في القاهرة، تخطط للقيام بأنشطة متنوعة، بهذه المناسبة، وعلى مختلف الأصعدة: من دينية، وأكاديمية، مشيراً إلى أن تركيا ومصر، بلدان شقيقان، وسوف يواصلان العمل جنبًا إلى جنب ويدًا بيد، على طريق الأمن والسلام والاستقرار والتنمية خلال الفترة المقبلة. لافتاً إلى أن وحدة سوريا وسلامة أراضيها، وطابعها كدولة عربية تشكل خطوطاً حمراء بالنسبة لتركيا. مشدداً على ضرورة التصدي لنظام PKK و YPG ، الذي يريد الانفصال بشمال شرق سوريا، ويقوم بسرقة موارد الغاز الطبيعي والنفط، والتي هي الموارد الطبيعية الوحيدة لسوريا. كما نوه إلى ضرورة مغادرة الإرهابيين الأجانب للأراضي سوريا على الفور، ويجب على عناصر YPG الأخرى إلقاء أسلحتهم، والاستسلام للحكومة.
وقال السفير موطلو شن، خلال مؤتمر صحفي، مع الصحفيين والإعلاميين، في حصاد عام 2024: إن الشعب السوري عانى بما فيه الكفاية، لدرجة أنه أصبح فقيرا، وتشرد من دياره واضطر للهجرة إلى الخارج، وأن سوريا لم تعد تتحمل أي صراع، أو عدم استقرار من جديد، وأنه ينبغي على الجميع أن ينتهزوا الفرصة. وأنه ينبغي على تركيا وجميع الدول العربية، بما فيها مصر والأردن والعراق والسعودية والإمارات وقطر، مساعدة الإدارة الانتقالية القائمة الآن في سوريا، وتحسين الظروف المعيشية لإخواننا السوريين الذين سيعودون الى بلادهم من تركيا، الأردن ولبنان ومصر والعراق. وانه على كافة دول المنطقة ان تتخذ نهجاً بناءً في الفترة الانتقالية، نحو تشكيل حكومة شاملة تضم جميع شرائح البلاد، بما في ذلك العرب والعلويين والأكراد والتركمان واليزيديين والدروز والمسيحيين، دون النظر الى اللغة والدين والعرق والانتماء العرقي والهوية، وضرورة التعامل مع إدارة المرحلة الانتقالية. ‎
وقد أشاد السفير صالح موطلو شن، باستضافة مصر، ورئاستها بنجاح للقمة الحادية عشرة لمجموعة الثماني؛ والتي شارك فيها رئيس الجمهورية التركية- رجب طيب أردوغان. موضحاً أن القمة كانت فرصة لإجراء مشاورات بين تركيا ومصر حول القضايا الثنائية والإقليمية، بما في ذلك سوريا. وأن تركيا ترحب كثيرا بدعم الرئيس السيسي لمشروع منظمة الثماني لرئيس الوزراء المرحوم نجم الدين أربكان، الذي يهدف إلى التنمية المستقلة والتصنيع والتنمية من خلال التعاون وتجميع الموارد بين اقتصاديات الدول الإسلامية الكبرى وترأس مصر الرئاسة في هذه الفترة. لافتاً إلى الدور الكبير الذي لعبته مصر بمناسبة رئاستها للدورة الحالية لقبول عضوية أذربيجان في مجموعة الثماني. وأن مصر هي الدولة الوحيدة التي زارها رئيس الجمهورية التركية، رجب طيب أردوغان، مرتين في عام 2024، وأن يجب قراءة دلائل ورسائل زيارة الرئيس رجب طيب أردوغان إلى مصر بعناية فائقة.
وأوضح السفير صالح موطلو شن، أن التغيرات التي تشهدها الساحتين الإقليمية والعالمية تحتم تعميق التشاور والتنسيق بين مصر وتركيا، وفي السياسة الخارجية التركية تعد مصر أكثر أهمية دول العالم إستراتيجية. كما تشكل مصر العمود الفقري للاستقرار الإقليمي، وستواصل تركيا ومصر تطوير التعاون من أجل السلام والاستقرار والتنمية في المنطقة والعالم. وأن تركيا تدعم بشكل كامل أمن واستقرار وتنمية مصر تحت قيادة الرئيس السيسي، وبهذا المعنى، فإن وتركيا ومصر معًا، جنبًا إلى جنب، تحت قيادة الرئيس السيسي والرئيس رجب طيب أردوغان متماسكة بشكل وثيق وسيتقدمان سويا إلى المستقبل.
وأشار السفير صالح موطلو شن، إلى أن سوريا، ومنذ 60 عاماً، ويتم حكمها بطريقة تخالف الواقع الاجتماعي ومشاعر الناس وتفضيلاتهم، ومن قبل نظام عائلة يفكر في مصالح النظام وليس رفاهية الشعب. وألان توجد فرصة تاريخية لتشكيل حكومة شاملة تناسب رغبات وتفضيلات ومشاعر وبنية غالبية الشعب في سوريا. ومع تغير هذه النظام في سوريا، سنحت الفرصة للمنطقة لتحقيق الاستقرار الدائم بتأسيس حكومة بهذا الشكل. ‎وأنه يمكن للأتراك والعرب الآن إعطاء الأولوية للاستقرار والتنمية في المنطقة من خلال حماية شؤونهم وعلاقاتهم واحترام سيادتهم ووحدتهم. ‎
ومن أجل تقييم هذه الفرصة بشكل جيد، يمكن للدول العربية، بما في ذلك تركيا ومصر، أن تدعم عملية التحول والتغيير هذه. ويمكن إكمال هذه العملية وتأمينها من خلال توفير الدعم، وليس من خلال عزل إدارة المرحلة الانتقالية. جاء ذلك خلال التقييم الذي أجراه سفير الجمهورية التركية بالقاهرة صالح موطلو شن، حول عام 2024 في سياق العلاقات التركية المصرية والتطورات الإقليمية والعالمية.
وقال السفير صالح موطلو شن: أنه تم إحراز تقدم تاريخي في العلاقات التركية المصرية خلال آخر 2024 عامًا، موضحا أن الرئيس رجب طيب أردوغان قام بزيارة تاريخية إلى القاهرة في 14 فبراير، كما قام الرئيس السيسي بزيارة تاريخية إلى أنقرة في 4 سبتمبر، وأخيرا، في 19 ديسمبر، قام الرئيس رجب طيب أردوغان بزيارة تاريخية إلى القاهرة، و زار العاصمة الإدارية الجديدة في وقت حرج بمناسبة انعقاد قمة مجموعة الثماني.

صرح السفير صالح موطلو شن أنه خلال زيارة الرئيس رجب طيب أردوغان يوم 14 فبراير، تم إنشاء مجلس التعاون الاستراتيجي بين تركيا ومصر، وعقد الرئيس السيسي الاجتماع الأول لهذا المجلس في 4 سبتمبر بمشاركة العديد من الوزراء .
وذكر السفير صالح موطلو شن أنه تم التوقيع على 17 اتفاقية في اجتماع المجلس في أنقرة، وقال إن معظم هذه الاتفاقيات كانت حول العلاقات التجارية والاقتصادية والأنشطة التنموية المشتركة. و صرح السفير صالح موطلو شن أن الرئيس رجب طيب أردوغان زار دولة واحدة فقط مرتين في عام 2024، وهي مصر. وقال إن هذا الموقف وحده يكشف الأهمية الكبيرة التي توليها تركيا لمصر. ‎
وأوضح السفير صالح موطلو شن عندما يقوم قادة الدول باختيار المشاركة في قمة في إطار منظمة دولية فأن هذا له معنى في حد ذاته. كما أن مشاركة الرئيس أردوغان في قمة مجموعة الثماني ترجع أيضًا بشكل مباشر إلى حواره الوثيق مع الرئيس السيسي، و مرتبط بالأهمية التي يوليها له واهتمامه بمصر.ولذلك، قال لا يمكن اعتبارها المشاركة في قمة مجموعة الثماني كمجرد مشاركة في اجتماع دولي، بل هي خطوة مهمة ترتبط بتطوير العلاقات الثنائية.
وذكر أن كون هذه الزيارة جاءت بعد الأزمة السورية أتاحت الفرصة لتبادل وجهات النظر بشكل متعمق بين البلدين حول القضايا الإقليمية. وعقدت خلال القمة لقاءات بين الرئيس رجب طيب أردوغان والرئيس السيسي، وبين وزير الخارجية هاكان فيدان ووزير الخارجية د. وقال إنه جرت لقاءات ثنائية خاصة بين بدر عبد العاطي، واستمرت اللقاءات كلا على حدا لما يقرب من ساعة، مما يدل على مدى الأهمية التي تحظى بها التشاور والتنسيق المتعمق بشأن القضايا الإقليمية والعلاقات الثنائية بين البلدين.
وأشار إلى أن تركيا تهتم بوجهات نظر مصر ومواقفها بشأن القضايا الإقليمية، وأنها تتشاور مع مصر في كل قضية إقليمية، وتولي أهمية لأخذ موقف مصر في الاعتبار. لافتاً إلى أن مصر والقاهرة من أهم المراكز الدبلوماسية في العالم، لافتا انه إنه قد يكون من الصعب أحيانًا على الدبلوماسيين متابعة الاجتماعات والزيارات والمفاوضات والتطورات السياسية والدبلوماسية في القاهرة بسبب هذه السرعة والكثافة.
وفي هذا السياق، قال إنه خلال قمة مجموعة الثماني، أتيحت الفرصة للعديد من الدول لتبادل وجهات النظر بشأن سوريا في مصر، مستفيدة من هذه الفرص المتنوعة. ‎
قال السفير صالح موطلو شن إن دلالة ورسالة زيارة الرئيس رجب طيب أردوغان إلى مصر يجب أن تقرأ بعناية فائقة. وبهذا المعنى، تدعم تركيا بشكل كامل أمن واستقرار وتنمية مصر تحت قيادة الرئيس السيسي، فتركيا ومصر تحت قيادة الرئيس السيسي والرئيس رجب طيب أردوغان، ، تتلاحمان وسوف يسيرا إلى المستقبل سويا.
وذكر السفير صالح موطلو شن أن الحرب في غزة مستمرة للأسف في عام 2024، وذكر أن تركيا، بالتعاون مع السلطات المصرية، واصلت إرسال المساعدات الإنسانية على نطاق واسع حتى شهر مايو، أي حتى الهجوم الإسرائيلي على معبر رفح الحدودي. لكن إسرائيل أغلقت المعبر ، وقال إن هذه المساعدات توقفت إلى حد كبير نتيجة احتلال وتدمير المعبر على يد القوات المسلحة الإسرائيلية.
وقال السفير صالح موطلو شن إنه لا يوجد بديل لمسار مصر فيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية والتعافي وإعادة الإعمار، لذا على إسرائيل تسليم المعبر للفلسطينيين و الانسحاب من معبر رفح الحدودي، والانسحاب من ممر فيلادلفيا، وبدء المساعدات الإنسانية والمعابر البشرية تحت السيطرة الفلسطينية على حدود معبر رفح في أقرب وقت ممكن.
وأكد أن تركيا تدعم موقف مصر بشكل كامل بشأن كل من معبر رفح الحدودي وممر فيلادلفيا. من ناحية أخرى، أشار السفير صالح موطلو شن إلى أن مصر في الطليعة و تبذل بكل صدق جهود وقف إطلاق النار بالتعاون مع قطر في عام 2024، وقال إن الإدارة الإسرائيلية، وخاصة رئيس الوزراء نتنياهو، تضع شروط جديدة عندما تتقدم المفاواضات وذلك سعيا منها لمواصلة الحرب. وبسبب هذا لم تحرز أي نتيجة في المفاوضات. ومع هذا فمصر وقطر تواصلان جهودهما بكل عزم.
وقال إن تركيا قدمت المقترحات والتوصيات اللازمة لجميع الأطراف فيما يتعلق بوقف إطلاق النار، وتأمل أن يتم التوصل إلى وقف إطلاق النار في أقرب وقت ممكن.
وقال إنه يتعين على إسرائيل الانسحاب بشكل كامل من غزة، وليس فقط من معبر رفح الحدودي وممر فيلادلفيا، ولكن يجب أيضًا على المجتمع الدولي جمع المساعدات الإنسانية على الفور والبدء في أنشطة التعافي و إعادة والبناء. ‎
وذكر أنهم يدركون جيدا أن نية إسرائيل الحقيقية هي جعل غزة “غير صالحة للحياة” وإجبار الفلسطينيين على الهجرة الطوعية. وأشار إلى أن هذا أمر معروف لدى السلطات المصرية. وذكر أنه لا ينبغي لتركيا ومصر والمجتمع الدولي السماح للفلسطينيين بالهجرة الجماعية من خلال جعل غزة “غير صالحة للحياة ” وعدم السماح بإعادة إعمار غزة. ‎
وقال السفير صالح موطلو شن أن تركيا شاركت في مؤتمر المساعدات الإنسانية لغزة الذي نظمته مصر في شهر نوفمبر بوفد كبير وأن هذه المبادرة المصرية جاءت في الوقت المناسب للغاية. ‎ و ذكر أنه من أجل نجاح الاستعدادات لهذه المساعدات الإنسانية والإنعاش وأعمال البناء الجديدة، من الضروري الضغط على إسرائيل وجميع الأطراف لضمان وقف إطلاق النار غير المشروط في أقرب وقت ممكن.
وقال السفير صالح موطلو شن، إن تركيا ترسل المساعدات الإنسانية بشكل أساسي إلى غزة وسوريا ثم الصومال والسودان. وذكر أنه تم إرسال كمية كبيرة من المساعدات الإنسانية للسودان في الفترة الماضية إلى بورتسودان. وذكر أن منظمات الإغاثة الإنسانية التركية ومنظمات المساعدة الفنية بدأت بالفعل أنشطتها في سوريا. وأكد أن تركيا استضافت ما يقرب من 4 ملايين سوري لمدة 10 سنوات وأن مساعداتها لسوريا والسوريين جعلت تركيا واحدة من الدول الرائدة في العالم في مجال المساعدات الإنسانية. وعندما يعود اللاجئون السوريون بشكل طوعي ومشرف إلى بلادهم، لن تتركهم تركيا وحدهم. وأشار إلى أن مليون سوري يعيشون في مصر.

زر الذهاب إلى الأعلى