الدكتور فتحى حسين يكتب : فبركة الأخبار والأمن المجتمعي

انتشرت في الفترات الاخيرة خلال السنوات الأربعة ظاهرة الاخبار المفبركة والكاذبة والشائعات التي تعني فن الاقناع بالاوهام والاكاذيب بواسطة قنوات خارجية معروفة بميولها الارهابية وسلوكياتها العدوانية والتأمرية.

 

مثل قناة الجزيرة القطرية والشرق ومكملين وغيرها من القنوات الارهابية الاخوانية ضد الدولة المصرية وهذا بلا شك سيؤثر بالسلب علي قطاع عريض من الافراد الغير متعلمين و رجل الشارع ذو الثقافة البسيطة وغيرهم مالم نقدم المعلومات الصحيحة في وقتها من اجل انهاء هذه الاكاذيب في مهدها !

ولابد أن تكون هناك استراتيجة واضحة المعالم للتعامل مع فبركة وتزييف الأخبار يشارك فى صياغتها الإعلاميون والخبراء وأساتذة الإعلام وبعض المسؤولين في الدولة المعنيين بذلك.من خلال
الاهتمام بقضية بناء الوعى وتنميته لدى الجمهور من خلال وسائل الإعلام ووسائطه والأنشطة الثقافية والتربوية التى تقوم بها العديد من مؤسسات الدولة.

ولابد أن يتمتع الإعلام بوسائله المختلفة التقليدية والإلكترونية بالاحترافية المهنية والسرعة فى ظل بيئة عمل تتسم بالحرية المسؤولة وضمان قنوات مفتوحة للمعلومات وعلاقة صحية مع مصادر الأخبار، خاصة المصادر المسؤولة.

مع ضرورة الاهتمام ببرامج التربية الإعلامية والرقمية لتنمية قدرة الجمهور على التعامل بشكل نقدى مع ما تقدمه وسائل الإعلام ووسائط التواصل الاجتماعى وذلك من خلال تخصيص برامج لذلك فى المدارس بكل مستوياتها والجامعات، فضلاً عن برامج تقدم من خلال وسائل الإعلام.

 

ولابد من تنظيم مجموعة متنوعة من الأنشطة والفعاليات للطلاب بالجامعات المصرية مثل ورش العمل، العروض النقدية للمواد الإعلامية، استضافة خبراء، إنتاج مواد إعلامية تعليمية وإرشادية، مسابقات، التدريب على تحليل محتوى وسائل الإعلام التقليدية والإلكترونية.

 

وهذا يتطلب ايضا المطالبة بتفعيل النصوص القانونية التى تجرم من يرتكبون جرائم تتعلق ببث ونشر الأخبار الزائفة والكاذبة وفبركتها ودراسة هذه النصوص لتطويرها لتلبى التطورات السريعة والمتلاحقة فى تكنولوجيا الاتصال والمعلومات التى ساعدت على تطور أساليب التزييف والتضليل.

 

كما ينبغي مطالبة الدولة بضرورة التفاوض والضغط على إدارة كل من فيس بوك وتويتر لوضع اتفاقيات عادلة تقلل من انتشار الأخبار المفبركة والكاذبة عبرها.
مع ضرورة دعوة وسائل الإعلام المهنية التقليدية والإلكترونية بالاهتمام بالصحافة التفسيرية التى تقدم الخلفيات وتضع الأحداث فى سياقها السياسى والاجتماعى والاقتصادى.

وكذلك العناية بالصحافة الاستقصائية التى تستخدم الأسلوب العلمى ووسائل البحث العلمى الاجتماعى فى التقصى والتحرى.

كما ينبغي وضع ميثاق دولى يقدم للأمم المتحدة للحد من تزييف وفبركة الأخبار حول العالم…لان خطورة الاخبار المفبركة تتعدي تأثيرتها علي الامن الداخلي واستقرار الوطن الجميل مصر الذي ننتمي اليه ونعمل جميعا من اجله!!

زر الذهاب إلى الأعلى