توصلنا في الجزء الأول من هذا المقال إلى الحقيقة المرة التى يسعى عدونا وأتباعه لإخفائها وتغييرها في ثقافة جيل بعد جيل إلى ان تطمس معالمها فيغمى عليها بالكلية ليحققوا فينا مايهدفون ويسوقونا إلي الدروب التى يريدون.
وهذه الحقيقة أن إسرائيل هذه مجرد كيان مصطنع جاء من شتات الأرض وصنعه الغرب المحتل من ضعفنا وخيبتنا وقلة حيلتنا ، ليشغلنا به عما يفعله بنا وليمتص دماء وثروات بلادنا من خلاله.
هذه حقيقة تاريخية تكاد أن تتغير ابعادها من فترة إلي أخرى فى اذهان وثقافة شبابنا الذين لم يعاصروا شئ من الصراع العربي مع العدو الصهيونى بما يقدمه لهم الإعلام العالمي المتصهين والمضامين المتسربة منه إلي إعلامنا مفتقد الهوية.
فقد استخلف الغرب المحتل هذا الكيان الصهيونى على احتلال بلادنا وحربنا وضرب جميع مصالحنا ، وظل الغرب ينفخ في قربة هذا الكيان المصطنع إلي ان أوهمنا أنه قوة لا نقدر علي قهرها ، وقد سقط هذا الوهم وظهر جليا علي حقيقته فى حرب أكتوبر عام ١٩٧٣م.
ويبقى السؤال : لماذا لم تتغير الأحول حين انسحب بساط القيادة العالمية من الغرب الأوروبى إلى الولايات المتحدة الأمريكية ؟
والإجابة أن أمريكا تعتقد نفس الأهداف التى من اجلها زرع هذا الكيان السرطاني في جسد أمتنا العربية والإسلامية ، وأن الولايات المتحدة الأمريكية وجدت شبابها فى إسرائيل التى تشابهها تاريخيا وأيدلوجيا .
حيث قامت إسرائيل بنفس الطريقة التى قامت عليها الولايات المتحدة ، فقد قامت أمريكا كما قامت إسرائيل على احتلال أرض وإبادة شعب فقد احتلت الأمريكان بلاد الهنود الحمر وقاموا بإبادتهم واقاموا دولتهم عليها ، مما أوجد رباطا وقربا نفسيا بين أمريكا وإسرائيل يقويه وجود لوبى صهيوني قوى رأسمالى إقتصادى وسياسى داخل الولايات المتحدة الأمريكية التى تقود المجتمع الدولي وهيئات الأمم المتحدة .
وظل النظام الأمريكي والفيتو الأمريكي والسياسة الامريكية التي تقود النظام العالمى يقدم كل الدعم والعون والمساندة للإجرام الإسرائيلى علي أرض فلسطين ويغض الطرف عما يحدث لإخواننا هناك من قتل وتشريد وهدم لبيوتهم ومقدساتهم وبناء المستوطنات الصهيونية عليها.
وجميع الشواهد التاريخية والكتب السماوية التي أنبأت بهذه الأحداث تؤكد أن الزمان سيدور دورته وسيتخلى الغرب والأمريكان الذين تحكمهم المصالح عن الكيان الصهيوني وعن اليهود المخربين اعداء البشر والشجر والحجر ، وانه سوف تقوم حرب في آخر الزمان بيننا وبينهم وسوف نستأصل شافتهم.
فقد قال تعالي في سورة الإسراء ” وَقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (4) فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ ۚ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا (5) ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا (6) إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ ۖ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ۚ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا (7).
وفي صحيح مسلم (2922) من حديث أبي هريرة أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ: ( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ ، فَيَقْتُلُهُمُ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ، فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوِ الشَّجَرُ: يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللهِ هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي ، فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ ، إِلَّا الْغَرْقَدَ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ ).
فهذه هى الحقيقة التى يجب ان نؤمن بها ونعتقدها ونعمل من اجلها ونربى ابنائنا لها ونجعلها في مناهج التعليم ومضامين الإعلام والأعمال الفنية والدرامية والروايات الأدبية . إلي غير ذلك من مصوغات ثقافة مجتمعنا ومعطيات معرفة ابنائنا وشبابنا.
ولتعلموا يا أبنائنا ويا شبابنا ان إسرائيل كيان مغتصب لأرضنا وأن اليهود هم أشر خلق الله احتلوا ارضنا ومقدساتنا . وان الأرض التى قامت عليها هذا الكيان أرض فلسطينية عربية قد احتلوها بعد ان ابادوا شعبها ، ولتعلموا ان هؤلاء اليهود لا عهد لهم ولا ميثاق فقد خانوا كل عهودهم وغدروا كل وعودهم في كل زمان ومكان بل إنهم قتلوا رسلهم وانبيائهم الذين أرسلهم الله تعالي.
بقلم : طارق الصاوي المستشار الاعلامي لجمعية الطرق العربية