حماية التراث المغمور بالمياه .. ملتقي ثقافي بحضور 11 دولة عربية
كتب فتحي حسين
برعاية د. أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي رئيس اللجنة الوطنية المصرية للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو – ألكسو – إيسيسكو)، نظمت اللجنة الوطنية المصرية للتربية والعلوم والثقافة بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) الملتقى الإقليمي حول “حماية التراث الثقافي المغمور بالمياه في الوطن العربي” بحضور د. أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية، ود. سمية السيد مساعد الأمين العام للجنة الوطنية لشؤون الألكسو، ود. حميد النوفلي مدير إدارة الثقافة بالمنظمة وممثل منظمة الألكسو، واللواء دكتور عمرو عبد المنعم معاون محافظ الإسكندرية، ود. عماد خليل خبير اليونسكو للتراث الثقافي المغمور بالمياه ومدير مركز دراسات البحر المتوسط بمكتبة الإسكندرية، ود. محمد مصطفى خبير التراث الثقافي المغمور بالمياه بوزارة السياحة والآثار.
شارك في الملتقى 11 دولة عربية وهم (تونس – المغرب – الأردن – العراق – سلطنة عمان – البحرين – قطر – الكويت – ليبيا – السودان – مصر)، وعدد من العاملين في مجال التراث الثقافي المغمور بالمياه بقطاع الآثار الغارقة التابع لوزارة السياحة والآثار، ومكتبة الإسكندرية، وكلية الآداب بجامعة الإسكندرية، وكلية الآثار جامعة القاهرة، والأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، والهيئة العامة لحماية الشواطئ، وغرفة سياحة الغوص والأنشطة البحرية، ورئيس مجلس إدارة الاتحاد المصري والعربي للغوص والإنقاذ والمنظمات الحكومية وغير الحكومية، وذلك خلال الفترة من 24-26 ديسمبر 2024، بمقر مكتبة الإسكندرية.
رحب الدكتور أحمد زايد بالحضور، معربًا عن سعادته لاستضافة الملتقى وبالتعاون مع منظمة الألكسو وجامعة الدول العربية التي من شأنها رفعة الوطن العربي من خلال تنظيم هذا الملتقى، مؤكدًا أن مكتبة الإسكندرية تقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط الذي يحتوي على آثار مصرية وآثار الوطن العربي للحضارات المختلفة على مر العصور، حيث أن هذا الملتقى يشجع على الاكتشافات الجديدة التي من الممكن أن تعيد كتابة التاريخ مرة أخرى.
من جانبه نقل د. حميد النوفلي تحيات د. محمد ولد أعمر المدير العام للمنظمة وتمنياته لأعمال الملتقى بالتوفيق والنجاح والوصول إلى أهدافه المنشودة، مشيرًا إلى أن الألكسو لا تدخر جهدًا في دعم الدول الأعضاء في كافة مجالات المنظمة، خاصة فيما يتعلق بأهداف التنمية المستدامة، وحماية التراث الثقافي المغمور بالمياه، وتبادل أفضل الممارسات والخبرات بين الخبراء وصناع القرار، موجهًا الشكر للجنة الوطنية المصرية للتربية والعلوم والثقافة على التعاون مع منظمة الألكسو في مجالات عمل المنظمة، وللاستضافة الكريمة من مكتبة الإسكندرية لفعاليات الملتقى.
أوضح ممثل منظمة الألكسو أن المنظمة وضعت التراث في رؤيتها الجديدة باعتباره أحد أهم مقومات التنمية المستدامة على الرغم من عدم إدراجه ضمن أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة بشكل صريح، مشيرًا إلى أن وجوده يعد قاطرة من قاطرات التنمية الاقتصادية والسياحية والبيئية والاجتماعية، مؤكداً أن الملتقى يهدف إلى إلقاء الضوء على التحديات التي تواجه التراث الثقافي المغمور بالمياه، والتراث البحري، وأفضل الممارسات في حمايته.
ومن جهتها، نقلت د. سمية السيد تحيات د. أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي ورئيس اللجنة الوطنية المصرية، ود. أيمن فريد مساعد وزير التعليم العالي للخطيط والتدريبي والتأهيل لسوق العمل والمشرف على اللجنة الوطنية المصرية، مؤكدة أن الملتقى يهدف إلى التعريف باتفاقية التراث الثقافي المغمور بالمياه 2001، وتقييم الوضع الحالي لحماية وإدارة التراث الثقافي المغمور في المنطقة العربية، وتحديد التحديات الرئيسية التي تواجه هذا المجال، فضلاً عن بناء شبكة من الخبراء والباحثين المهتمين به.
أشارت مساعد الأمين العام للجنة الوطنية المصرية إلى أن هذا التراث الثري من تاريخ الإنسانية يحمل في طياته أسرار الحضارات القديمة وآثارها التي وجدت طريقها إلى أعماق البحار والأنهار، وتشمل بقايا السفن الغارقة والمدن المغمورة والمعابد التي غرقت بفعل التغيرات المناخية، مؤكدة أن هذا النوع من التراث يعد شاهدًا حيّا على تفاعل الإنسان مع البيئة المائية عبر العصور.
ومن جهته، نقل اللواء الدكتور عمرو عبد المنعم تحيات السيد محافظ الإسكندرية، مرحبًا بالحضور، مشيرًا إلى أهمية هذا الملتقى الذي يعد فرصة لتبادل المعارف والخبرات وإتاحة الفرص بين الدارسين والباحثين في هذا المجال، مؤكدًا أهمية الجهود الفاعلة والتخطيط متعدد الاستراتيجيات الذي يعد عاملاً مهمًا للحفاظ على التراث المغمور بالمياه، حيث توجد مواقع أثرية غارقة تربطنا بحقب زمنية سابقة، داعيًا إلى أهمية تكاتف المنظمات الدولية والحكومات العربية لنشر التوعية المجتمعية بهذه المواقع الثقافية المغمورة بالمياه والحفاظ عليها، مما يساهم في الحفاظ على الهوية الثقافية العربية ووضع آفاق جديدة لدمج التراث المغمور بأهداف التنمية المستدامة وتحقيق البحث العلمي وتوفير فرص للعمل.
اختتم الملتقى أعماله بتوصيات من ضمنها العمل على تطوير تشريعات وطنية تتسق مع اتفاقية اليونسكو للتراث المغمور بالمياه 2001، ودمج التراث الثقافي المغمور بالمياه في المناهج التعليمية وتطوير برامج دراسية على مستوى الجامعات، وتدشين لجنة استشارية عربية للتراث المغمور بالمياه، وتطوير تطبيقات تفاعلية لإشراك الشباب في التعرف على التراث المغمور بالمياه، والعمل على ضرورة أن تلعب اللجان الوطنية العربية دورًا في تنفيذ التوصيات العامة وتحويلها إلى أنشطة ومشروعات في إطار تعاون اللجان الوطنية العربية.