Site icon بوابة العمال

محمود عرفات: الطريق نحو مستقبل مستدام ضرورة ملحة

كتبت سامية الفقى

خلال كلمته الختامية في “المؤتمر العربي الثاني للطاقات المتجددة والمستدامة”، عبّر المهندس محمود عرفات، أمين عام نقابة المهندسين المصرية ورئيس المؤتمر، عن اعتزازه بالنتائج والتوصيات المثمرة التي توصل إليها المؤتمر، مؤكدًا أن النقاشات التي شهدها لم تكن محصورة في إطار محلي أو عربي أو إقليمي، بل عالجت قضية عالمية تمس كوكب الأرض بأسره. موضحًا : “لم تعد قضية الطاقة النظيفة والحفاظ على البيئة شأناً محلياً، بل أضحت تحديًا عالميًا. فعلى مدار مئات السنوات، استخدم الإنسان الوقود الأحفوري بشكل كبير متغاضياً عن آثاره السلبية المدمرة لكوكب الأرض، واليوم نحن نواجه آثارًا تراكمت بفعل كثافة الصناعات الملوثة للبيئة دون إدراك كافٍ لعواقبها”.

وقال: “في ختام هذا المؤتمر العربي، نقف جميعًا أمام مسؤولية عظيمة وفرصة تاريخية. لقد أظهرت النقاشات والأفكار المطروحة خلال هذا الحدث أن الطريق نحو مستقبل مستدام ليس خيارًا، بل ضرورة ملحّة تمليها علينا التحديات البيئية، الاقتصادية، والاجتماعية التي تواجه عالمنا اليوم؛ لذا أدعو كل المشاركين سواء مسؤولين أو باحثين أو ورواد أعمال إلى تحويل ما ناقشناه إلى خطط عمل ملموسة، فالأفكار وحدها لا تغير الواقع، وإنما الإرادة والالتزام هما مفتاح التغيير”.

وأشار “عرفات” إلى أن نقابة المهندسين واتحاد المهندسين العرب بمختلف لجانهما يمثلان جزءًا لا يتجزأ من المؤسسات الرسمية في الدول العربية، مما يضع على كاهلهم مسؤولية كبيرة في متابعة وتنفيذ توصيات المؤتمر، مضيفًا: “جهودنا وبحوثنا لن تتوقف، وكل مؤسساتنا ملزمة بمواصلة البحث عن حلول لهذه القضايا المصيرية؛ فالاستثمار في الطاقة المتجددة ليس فقط استثمارًا في التكنولوجيا، بل هو استثمار في حياة كريمة، في بيئة نظيفة.

وتوجه “عرفات” بجزيل الشكر إلى لجنة الطاقة في اتحاد المهندسين العرب وكل المشاركين الذين أثروا المؤتمر بأفكارهم وخبراتهم القيّمة، بالإضافة إلى أعضاء اللجنة المنظمة الذين بذلوا جهودًا مضنية لإخراج المؤتمر بصورة مشرّفة تليق بمكانة المهندسين.

كما أشاد “رئيس المؤتمر” بالتجارب التي قدمتها الدول العربية خلال المؤتمر، مسلطًا الضوء على التجربة الرائدة التي عرضها المهندس فراس بشارات من فلسطين، والتي عكست قدرة الشعب الفلسطيني على مواجهة الصعوبات بإبداع وفعالية وبأقل التكاليف. وقال: “نحن أمام شعب مثقف وواعٍ يحقق طموحاته رغم كل التحديات والعقبات، وسنظل نفخر به دائما”.

واختتم “عرفات” كلمته بالتأكيد أن نهاية هذا المؤتمر ليست سوى بداية لمزيد من التعاون في مجال البحث العلمي سعيًا لتطوير قدراتنا التكنولوجية في مجال الطاقة المتجددة، وصولًا للتكامل على مستوى الحكومات والمجتمع المدني العربي في هذا المجال. مشددًا “فلنجعل من هذا المؤتمر نقطة انطلاق حقيقية نحو بناء منظومة عربية للطاقة المستدامة، تقوم على التعاون، الابتكار، وتعزيز الشراكات العربية والإقليمية، فدعونا نكون نموذجًا يحتذى به في قيادة مجتمعاتنا نحو اقتصاد أخضر، والمهندسون مؤهلون لذلك بما يمتلكونه من علم وخبرة، وبقدرتهم على صناعة الفارق والمساهمة الفاعلة في كافة القضايا القومية والمشروعات المستقبلية.

Exit mobile version