الاحتفال بمولد السيدة زينب من اشهر الموالد التي يأتي إليها أعداد غفيرة من كل فج عميق ،ولا تجد موضع لقدم في محيط الميدان والمسجد وشارع السد والدوران وبورسعيد ،ياتون للاحتفال بحفيدة النبي صلى الله عليه وسلم.. ولازلت حريص علي حضوره قبل ٣ سنوات ،وحتي الان منذ استقريت في المنطقة !
من أبرز المقولات التي تنسب إلى السيدة زينب رضي الله عنها عن مصر، قولها:”إننا نحب مصر وأهلها، فهم في رباط إلى يوم القيامة، وهم خير أجناد الأرض.”
وهذه المقولة يقال إنها جاءت عند قدومها إلى مصر بعد موقعة كربلاء، حين استقرت هناك في بيت عابدين بالقاهرة. كانت السيدة زينب تؤكد في كلماتها على مكانة مصر وشعبها، وعلى ما ورد في الأحاديث النبوية عن فضل أهلها وخصائصهم.
لكن من المهم التنبيه إلى أن كثيرًا من الأقوال المنسوبة إلى السيدة زينب لم توثق بشكل دقيق في المصادر التاريخية، وإنما تتناقل عبر التراث الشعبي والإيمان بحب آل البيت لمصر. ومولد السيدة زينب هو احتفالية روحانية وتراث شعبي بين الإيمان والجدل.. ويعد مولد السيدة زينب، حفيدة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، من أبرز المناسبات الدينية والاجتماعية في مصر. يحمل هذا الاحتفال طابعًا خاصا يجمع بين الروحانية والتقاليد الشعبية، ويشهد حضور آلاف الزوار من مختلف أنحاء البلاد، بل ومن خارجها. ومع ذلك، تثير هذه المناسبة بعض الآراء الجدلية بين المؤيدين والمشككين.
والسيدة زينب هي ابنة الإمام علي بن أبي طالب والسيدة فاطمة الزهراء، وأخت الحسن والحسين رضي الله عنهم. عرفت بشجاعتها وبلاغتها، ولقّبت بـ”أم العواجز” لحنانها ورعايتها للضعفاء.
ويعتقد أن مقامها في مصر، بحي السيدة زينب بالقاهرة، يجذب ملايين الزائرين سنويا. ومن أبرز مظاهر الاحتفال بمولد السيدة زينب ،اقامة
الخيام في الساحات المحيطة بالمسجد، وتحيي الطرق الصوفية حلقات الذكر والمديح النبوي، التي تعكس أجواء روحانية عميقة. فضلا عن الطعام الذي يقدم مجانا للزوار، وهي عادة تعبر عن الكرم والبركة في هذه المناسبة.
وتقام أمسيات إنشادية تمدح النبي وأهل بيته، ويتبارى المنشدون في تقديم أروع القصائد الصوفية.
و يتحول المولد إلى مهرجان شعبي، حيث تنتشر الأسواق والبازارات التي تعرض المنتجات التقليدية، مثل الحلوى والألعاب.
ويرى البعض أن الاحتفال بالمولد بدعة غير مأثورة عن النبي أو الصحابة، وأن الإسلام يدعو إلى التمسك بالعبادات التي وردت في النصوص الشرعية فقط ،ويعتبرون أن المولد ليس عبادة مستقلة، بل هو تعبير عن المحبة والارتباط بأهل البيت، ولا يتعارض مع الإسلام إذا خلى من المحرمات..
كما أن الهدف من المولد تعزيز القيم الروحية والمحبة، مع دعوات مستمرة لتصحيح الأخطاء.
ولذلك رغم الجدل، يظل مولد السيدة زينب مناسبة تجمع بين عبق التاريخ ودفء الإيمان، ويعكس الروح الجماعية للمصريين الذين يجتمعون على حب أهل البيت. وبين المؤيدين والمشككين، يبقى الاحتفال بالمولد تقليدًا عريقًا يحمل معاني العطاء، الرحمة، التي ربما نفتقدها في حياتنا الطبيعية !