الدكتور مهاتير محمد رئيس الوزراء الماليزي دعا الى قمة إسلامية مصغرة في ١٨ ديسمبر ٢٠١٩ في كوالالمبور تشارك فيها خمس دول إسلامية فقط وهي ماليزيا وتركيا وإندونيسيا وباكستان وقطر.
هذه التشكيلة صادمة ولأول وهلة لا يمكن التفكير ما الذي يجمع هذه الدول ببعضها البعض غير انها مسلمه. ولكن ما صرح به مهاتير محمد ان بعد امجاد المسلمين السابقة في العلوم والتكنولوچيا “وجدوا أنفسهم الأن في وضع محزن جداً منهم من طُردوا من بلادهم ووُصفوا بأنهم إرهابيون، وبلادهم متورطة في الحرب والصراع إلى درجة لا يمكن السيطرة عليها، وأصبحوا مستهدفين من قبل الإسلاموفوبيا.”
وفكرة هذه القمة ولدت على هامش الاجتماع السنوي العام للأمم المتحدة حيث اجتمع مهاتير محمد مع إمران خان من باكستان وأردوغان من تركيا و فكروا في تأسيس قناة تليفزيونية للتغلب على ظاهرة الإسلاموفوبيا ونشر الوعي بالنسبة للدين الاسلامي. وفي زيارة مهاتير محمد لتركيا في يوليو الماضي اقترح تعاون بين الدول الثلاثة ماليزيا وتركيا وباكستان لاستعادة النهضة الاسلامية من خلال مشاريع تنافسية في مجالات التكنولوچيا والدفاع والعلوم. وعندما اشار الى القيم المشتركة بين الثلاث دول وضح المخطط بجلاء، إذ انه اشار الى “وجود صحافة حرّة وحقوق إنسان وديمقراطية في تلك البلدان.” ثم تم دعوة إندونيسيا لكثرة عدد المسلمين بها وقطر لثرائها ووجود قناة “الجزيرة” لديها.
وبعد ذلك وضح الامر وانه استكمال لخطة التفرقة الدينية ولكن في إطار جديد وتحت شعار لم الشمل الديني. ولكن وضح الامر اكثر انه تكتل سياسي اكثر منه ديني لان التوجهات للدول المتزعمة هى توجهات إخوانية ضمت لها الدولة المسلمة الوحيدة التي لديها قنبله نوويه – باكستان – والدولة العربية الوحيدة التي متأصل في كل مفاصلها الاخوان – قطر – و الدولة الأوروبية الوحيدة وعضو بحلف الناتو ويحكمها الإخوان – تركيا وإندونيسيا لكثرة عدد شعبها – ٢٠٠ مليون.
تم تجاهل باقي الدول الاسلامية تماماً وأوضح تجاهل هو للسعودية ولمصر لان الدولتان من المفروض انهما الرائدتان في هذا الدين حيث توجد الأماكن المقدسة في السعودية وحيث يوجد الأزهر في مصر.
فلماذا همشت هتان الدولتان؟
في برنامج عبد البارئ عطوان اعطى جزء من السبب. ولكن الاكثر كشفاً للأسباب الحقيقية جاءت في التعليقات الموجودة أسفل كلمة عطوان في الرابط التالي. وقبل ان نطلق العنان للغضب الذي سيعتري اي مصري عند قراءة هذه التعليقات، لابد وان نفكر بهدؤ وواقعية فيما وصلت اليه مصر من ناحية الخطاب الديني وهل قام الأزهر بواجبه نحو الدين اولاً ثم نحو الشعب المصري والإسلامي العالمي ثانياً في التصدي للتطرف والمفاهيم المغلوطة لمعنى الدين الصحيح واستعادة مكانة الأزهر العلمية كمنارة تعليمية وقبلة كل من يريد دراسة الدين الاسلامي التنويري الصحيح.
لقد وجهت اتهامات مؤلمة جداً لكل من السعودية ومصر في هذا المجال وأعطت الأمثلة الصادمة، كانت في السياسة التي انتهجتها السعودية من التدخل في الشئون الداخلية لتغير أنظمة حكم على اساس عرقي او معاداة لدول إسلامية على اساس طائفي او التحالف مع امريكا وحتى مع اسرائيل ضد العرب والمسلمين. ولذا وصل الحال الى كل التطاول الذي نراه الان حتى الى بجاحة اقتراح ترامب تأليف لجنة من كبار رجال الاعمال الامريكيين لإدارة مواقع المقدسات كانت إسلامية او مسيحية او يهودية، ونعرف ان غالبية كبار رجال الاعمال هؤلاء من اليهود. اما الاتهامات التي وجهت لمصر فكانت الطائفية وكراهية الاخر حتى لو من نفس الدين، والتفرقة العنصرية المتفشية في المجتمع المصري والذي لا يمت لسماحة الدين الاسلامي الحق بأي صلة.
ونجد هنا في هذه القمة الاسلامية المصغرة نواة لزيادة التفرقة بين المسلمين على أسس طائفية وعرقية إذ لم يمثل فيها الشيعيين وهم يدعون ان هذه القمة للم شمل المسلمين كلهم. ثم نجد أن الأسس التي من المفروض انه على اساسها اشتركت هذه البلاد معاً هي التكنولوچيا والدفاع والعلوم. ويستوقفنا كلمة “الدفاع” لانها الكلمة الفاصلة هنا. التكنولوچيا والعلوم مفهومان متقاربان ولكن الدفاع اخرج هذه القمة من إطارها الديني الى إطار دنيوي سياسي محض.
لنا في مصر فترة ويحاول السيسي إقناع رجال الدين وعلى رأسهم شيخ الأزهر بأهمية إصلاح الخطاب الديني وجاء الوقت الذي نرى فيه كيف أن إهمال هذا الخطاب حتى وصل بالمصريين الى كم التفرقة التي نحن فيها الان والتي أثرت على مكانة مصر كرائدة دينيه وعلى مكانة الأزهر كمنارة علمية ، واستغل الاخوان الذين هم الجزء العربي للصهيونية العالمية والأداة الأكثر تأثيراً في الشرق كان الاوسط او الأدنى في الدول الاسلامية، للقيام باستكمال دور التفرقة وتفتيت الدين الاسلامي مع إضافة عنصر اخر هو العنصر السياسي.
محاولة تهميش كل من السعودية ومصر في هذه القمة “الاسلامية” الإخوانية لابد وان يدق ناقوس الخطر لدي الدولتان وينتفض رجال الدين فيهما لإصلاح الاتجاه للبلدان والعودة الى مبادئ الدين الصحيح والذي هو اساسه مكارم الأخلاق التي يبني على اساسه كل شئ من تكنولوچيا وعلوم وتقدم وازدهار في ظل تناغم مجتمعي يضم كل الأطياف من اديان وطوائف.
واذكر مره اخرى بما طالب به السيد الرئيس مراراً وتكراراً لاننا الان بما يحدث عالمياً نعى المعنى الأعمق لما قاله وما كان يحذر منه.
حفظ الله مصرنا الحبيبه وأبنائها الواعين.