الدكتور حسنى ابوحبيب يكتب:جنة الدنيا وجنة الاخرة

قال أحد العارفين: إن لله جنة في الدنيا من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة. ألا وهي جنة الرضى فمن رضي الله عنه أرضاه وأدخله الجنة وهو لا يزال يطأ بقدميه الغبراء فتراه مطمئن البال يشعر بسعادة لا يشعر بها من هو على غير حاله ،

يجد للإيثار لذة لا تدانيها لذة الأثرة ويجد للإنفاق لذة لا تقاربها لذة الكنز والجمع كما يشعر بلذة للجوع والظمأ لا تدانيها لذة المأكل والمشرب.

في المقابل تجد من سخط الله عليه يبتليه بالهم والنكد وضيق الصدر وفساد البال فلا تراه إلا متبرماً ساخطاً لا يشعر إلا بالظلم والقهر مهما أُعطي من الدنيا أو نال ، لا يرى لله نعمة ولا ينظر إلا للمفقود وهو دائماً وأبداً في عمى عن الموجود ، وكأن الله تعالى عجل له العذاب في الدنيا قبل الآخرة.

هذا عملاً بقول النبي صلى الله عليه وسلم: من رضي فله الرضى ومن سخط فله السخط.فانظر أخي إلى حالك هل أنت في جنة أم لا ؟ فإن كنت في جنة فحافظ عليها وإن كانت الأخرى فانقذ نفسك منها وارض عن ربك كي يرضى عنك ويرضيك. جعلنا الله وإياك من المنعمين السعداء في الدنيا والآخرة.

زر الذهاب إلى الأعلى