Site icon بوابة العمال

د.فتحي حسين يكتب: ماذا بعد طرد ترامب لـ زيلينسكي من البيت الأبيض ؟

لو عاد بنا الزمن قليلا، وتحديدا إلى الأيام الأولى للحرب الأوكرانية، لرأينا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يتنقل بين العواصم، يتحدث كزعيم عالمي، يوزع الاتهامات، ويطالب بالمزيد من الأموال والأسلحة تحت شعار “الدفاع عن الديمقراطية”. لكنه لم يكن يعلم أن السياسة لا تعرف العواطف، وأن المصالح تتغير كما تتغير فصول السنة الأربعة !

واليوم، وجد نفسه وجهًا لوجه مع ترامب، الرئيس الأمريكي العائد بقوة، لكن هذه المرة ليس كحليف سخي، بل كرجل أعمال لا يوزع شيكات بلا مقابل!

في المكتب البيضاوي، لم يكن زيلينسكي أمام جو بايدن، الذي اعتاد أن يربت على كتفه ويعده بالمزيد من الدولارات، بل كان أمام دونالد ترامب، الرجل الذي يؤمن بأن “أمريكا ليست ماكينة صراف آلي”، وأن كل دولار يجب أن يكون مقابل شيء ملموس. دخل زيلينسكي اللقاء حاملًا نفس الأسطوانة القديمة: “نحن بحاجة إلى المزيد من الدعم”، لكن ترامب لم يكن في مزاج للاستماع إلى مناشدات، بل كان مستعدًا لإجراء الحسابات.

وبحسب التسريبات، فإن النقاش بدأ ساخنًا وسرعان ما تحول إلى مواجهة كلامية، حيث قال له ترامب بوضوح: “متى تنوي إنهاء هذه الحرب؟”، وهو سؤال يحمل في طياته تلميحًا بأن أوكرانيا قد استُخدمت كورقة ضغط وانتهى دورها. وحينما حاول زيلينسكي تبرير طلباته، كان رد ترامب أكثر حدة: “أمريكا دفعت ما يكفي.. حان الوقت لأن تجدوا حلًا بأنفسكم!”

في لحظة لم يتوقعها زيلينسكي، قرر ترامب إنهاء الاجتماع قبل موعده، وببساطة طلب منه المغادرة. هذا المشهد، وإن لم توثقه الكاميرات، إلا أن أصداءه انتشرت كالنار في الهشيم، وأصبحت حديث الإعلام. “لقد طُرد زيلينسكي من المكتب البيضاوي!”، عنوان تردد في الصحافة العالمية، ليؤكد أن الرجل الذي كان ملء السمع والبصر بات اليوم عبئًا سياسيا!

هذا الطرد العلني لم يكن مجرد تصرف غاضب من ترامب، بل رسالة واضحة بأن سياسة “الشيكات المفتوحة” انتهت، وأن واشنطن لم تعد تعتبر زيلينسكي رجل المرحلة. في الوقت ذاته، فإن الروس، الذين يتابعون المشهد عن كثب، يدركون أن أوكرانيا أصبحت مكشوفة أكثر من أي وقت مضى، وأن ما كان مستحيلًا بالأمس، ربما يكون ممكنًا غدًا!

في النهاية، عاد زيلينسكي إلى كييف بخفي حنين، بينما خرج ترامب أمام أنصاره وهو يردد: “لقد أوقفت نزيف الأموال.. وأعدت أمريكا أولًا!”، وكأن الرجل يقول: “اللعبة انتهت يا زيلينسكي!”

Exit mobile version