سحر الزارعي تكتب : الموسيقى والسعادة .. والدماغ البشري

يقول ألبرت أينشتاين: لو لم أكن فيزيائياً لأصبحتُ موسيقياً، أنا أفكّر عادة بالموسيقى، أنا أعيش أحلام يقظتي في الموسيقى، أرى حياتي بمصطلحات الموسيقى، إنني أحصل على المتعة الأكبر في حياتي من الموسيقى.

 

أبقراط وأرسطو كانا ممن تحدّثوا عن العديد من الآثار العلاجية للموسيقى، أما العالم والفيلسوف العربي الفارابي الذي يعتبره البعض مخترع آلة القانون الموسيقية، فقد قدَّم عدة كتب منها «صناعة علم الموسيقى» و«الموسيقي الكبير» و«كلام في الموسيقى» و«إحصاء الإيقاع» و«كتاب في النقلة».

 

وتحدّث الكثيرون عن ربطه بين الرياضيات والموسيقى في بعض الأمور، بالإضافة إلى نظريتي «الفيض» و«معاني الفكر» اللتين يناقش فيهما الآثار العلاجية للموسيقى وتأثيرها الكبير على المزاج الإنساني.

 

أما الموسيقي وعالم الأعصاب جامشيد باروشا، فقد قال رداً على سؤال عن علاقة الموسيقى بالدماغ، إنني أعتقدُ أنك تطرح سؤالاً لا يسعنا مهما فعلنا أن نتجاوز مرحلته السطحية، فطبيعة تفاعل الدماغ مع الموسيقى أعمق بكثير مما يمكن تصوره.

 

طبقاً لدراستين لجامعة ستانفورد، فإن الموسيقيين يستطيعون التعامل مع اللغات بشكل أفضل من غيرهم ولديهم مهارات واسعة في ذلك، حيث يقومون بتمييز الفارق في المقاطع اللفظية أفضل بكثير من غيرهم. وأظهرت تلك الدراسات أيضاً أن الموسيقيين يتمتعون بذاكرة لفظية أفضل بكثير من غيرهم.

 

وخرجت دراسة أخرى إلى أن الموسيقى لا تؤثر فقط على مزاجنا أو حتى دماغنا، ولكنها تؤثر أيضاً على إدراكنا للمحيطين بنا، فقد كان الخاضعون للتجربة في هذه الدراسة يستمعون للموسيقى بينما يقومون بتعريف الوجوه المعروضة عليهم والتي كانت حينها مبهمة بعض الشيء، فيقولون إذا كانت تلك الوجوه مبتسمة أو لها مظهر مبهج أو بائس، ليختبروا ما إذا كانت الموسيقى ستؤثر على اختيارهم ورؤيتهم للعالم، وكانت النتائج أن الخاضعين للتجربة كانوا أكثر ميلاً لرؤية وجوه مبهجة عندما كانوا يستمعون لموسيقى مفرحة والعكس صحيح.

 

الصوت المصاحب للموسيقى له أهمية كبرى أيضاً، فبعض الأصوات تذوب في الدم لتنتج المشاعر السعيدة، بينما بعض الأصوات الأخرى يجب ألا يُسمح لها بالغناء مطلقاً! فصوت أبواق السيارات أقل إزعاجاً منها.

زر الذهاب إلى الأعلى