د.فتحي حسين يكتب: مسلسلات رمضان تهين المرأة المصرية

وكأن المرأة المصرية لا وجود لها إلا في أحد القوالب الجاهزة التي أبدع صناع الدراما في تكرارها وإعادة تدويرها كل عام! إما خائنة، متسلطة، مثل زوجة ريكو الخائنة ، وعجيبة وزوجة العمدة غلاب في مسلسل فهد البطل ،او نصابة، راقصة، بلطجية، أو قاسية القلب مثل الهام شاهين في سيد الناس ، أو على العكس تمامًا ضعيفة، مكسورة، مقهورة، مغلوبة على أمرها، مثل زوجة اسعد في مسلسل قلبي وعقلي أو ساذجة يسهل خداعها!
هل هذه هي المرأة المصرية التي نعرفها؟ تلك التي تدير بيتا وأسرة، تعمل وتجتهد، تتحمل مسؤولياتها بشجاعة، وتحقق نجاحات يومية بصمت، دون الحاجة للجوء إلى الخداع أو القوة الغاشمة؟ هل هذا هو النموذج الوحيد الذي تريدون أن تقدموه عن المرأة في بلد أنجبت هدى شعراوي، أم كلثوم، سميرة موسى، وأجيالا من السيدات الرائدات في كل المجالات؟
يا سادة، نحن أمام إصرار غريب على تشويه صورة المرأة المصرية، سواء في الأحياء الشعبية أو الراقية، حتى أصبح الأمر أشبه بحملة منظمة لتصدير صورة مغلوطة لا علاقة لها بالواقع. نعم، هناك نماذج سلبية في كل مجتمع، ولكن متى كانت الاستثناءات قاعدة؟
الحقيقة التي يعرفها الجميع أن الغالبية العظمى من النساء المصريات محترمات، مكافحات، متفانيات في أعمالهن وأسرهن، يقدّمن نموذجا مشرّفًا للمرأة العربية. لسنا بحاجة إلى مزيد من الدموع والانكسار على الشاشات، ولا إلى شخصيات مفبركة تتلاعب بالمبادئ والأخلاق تحت ذريعة “الواقع”!
كفى تشويهًا، كفى استسهالًا، كفى تصديرًا لصورة مزيفة عن المرأة التي صنعت تاريخ هذا الوطن وما زالت تصنع مستقبله.!!
الواقع يقول إن هناك نساء مصريات كثيرات محترمات، مهذبات، ناجحات في بيوتهن وأعمالهن، مخلصات لأسرهن، متفانيات في كل شيء. ولسن فقط الوزيرات أو النائبات أو المديرات، بل سيدات عاديات يعملن بجد ويواجهن التحديات بشرف وقوة.
إن النسبة الأكبر من نساء مصر مشرفة وتستحق أن تُقدَّم بشكل إيجابي يعكس واقعها الحقيقي. فهل آن الأوان أن تتوقف الدراما عن تشويه صورة المرأة المصرية؟