سكرتير البرلمان الأوروبي : التصعيد الأمريكي ضد الحوثيين يكشف انقسامًا داخليًا ويزيد الضغوط على أوروبا

كتب عبدالعظيم القاضي
أكد السفير الدكتور الحبيب النوبي، السكرتير العام للجنة السياسات العربية والإفريقية في البرلمان الأوروبي، مستشار عمدة مدينة نيويورك أن التصعيد الأمريكي الأخير ضد الحوثيين في اليمن يكشف عن وجود انقسامات حادة داخل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأشار السفير النوبي، في بيان له، إلى توتر العلاقات الأمريكية الأوروبية بسبب الخطط العسكرية الأمريكية ضد الحوثيين، والتي تشمل توجيه ضربة عسكرية في البحر الأحمر.
وكشف السفير، عن تسريبات غير مسبوقة لمناقشات داخل واشنطن، حيث تم تداول أفكار بين نائب الرئيس جيه دي فانس، ووزير الدفاع بيت هاجسيث، مستشار الأمن القومي مايكل والتز، وكبير مستشاري ترامب ستيفن ميلر، حول توقيت وأبعاد الضربة العسكرية.
وأوضح السفير النوبي، أن الضربة كانت تهدف إلى حماية حركة الملاحة البحرية والحد من تأثير إيران في المنطقة، لكن فانس، الذي يعد أحد الشخصيات البارزة في إدارة ترامب، أشار إلى ضرورة أن تتحمل أوروبا عبء تأمين الممرات البحرية، حيث تعتمد القارة الأوروبية بشكل أكبر على قناة السويس مقارنة بالولايات المتحدة.
ولفت السفير النوبي، إلى أن فانس عبّر عن موقف عدائي تجاه الحلفاء الأوروبيين، متجاهلاً مساهماتهم في الحروب الأخيرة مثل حروب أفغانستان والعراق، واصفًا إياهم بـ “دول عشوائية”.
وأشار النوبي، إلى أن هذا التصعيد يعكس تزايد نفوذ فانس في صنع السياسة الخارجية الأمريكية، ما يزيد القلق في أوروبا التي بدأت في مواجهة ضغوط متزايدة بسبب المواقف الأمريكية المتشددة.
وأوضح السفير النوبي، إلى أن المداولات حول هذه الضربة العسكرية كانت تزداد سخونة، في الوقت الذي كانت تسعى فيه إدارة ترامب إلى وضع أوروبا في موقع محرج وتحميلها تكلفة التدخل العسكري.
وأكد أن النقاشات داخل الإدارة الأمريكية عكست انقسامًا بين موقف ترامب البراغماتي، الذي يركز على الضغوط الاقتصادية على حلفاء أوروبا لزيادة إنفاقهم الدفاعي، وبين تشدد فانس الذي يعتقد أن القيم الأوروبية تتعارض مع القيم الأمريكية.
وتابع أن التصعيد الأمريكي ضد أوروبا أصبح ظاهراً بشكل أكبر من خلال التصريحات الإعلامية لمبعوثين أمريكيين، مثل ستيف ويتكوف، الذي ألمح إلى أن اقتصادات الخليج قد تصبح بديلًا أقوى من أوروبا في المستقبل.
وفي هذا السياق، تساءل النوبي، عن مستقبل العلاقات عبر الأطلسي وكيف سيؤثر تصاعد هذه الانقسامات على التحالف الغربي.
وأردف السفير النوبي، أن سياسة إدارة ترامب تحت قيادة فانس تتجه نحو تقليل الالتزام الأمريكي تجاه أوروبا، وتوسيع النفوذ العسكري كأداة لممارسة الضغط، مما يضع أوروبا أمام تحدٍ استراتيجي في إعادة تقييم سياساتها الدفاعية في عالم مليء بالتوترات والتحولات الكبرى.