الغاز لب الصراع فى الشرق الأوسط .. كيف انتصرت مصر السيسى على تحالف الشيطان.. لماذا رفض مبارك التعاون مع تركيا .. ودور طنطاوى فى منع مرسى من تنفيذ طلب العثمانلى

تقرير يكتبه : عاطف عبد الستار

التنافس على موارد الطاقة يمثل أهم الغايات الرئيسة للدول الكبرى التي تسعى إلى تأكيد نفوذها، وتأمين احتياجاتها من النفط الخام والغاز، في ظل اضطرابات مالية تصيب الاقتصاد العالمي باهتزازات متتالية، من هنا تكمن أهمية الشرق الأوسط الذى يعد من أهم المناطق التي تتنافس فيها الدول الكبرى في العالم .

 

نتيجة للتنافس الدولي والنزاعات والتوترات الداخلية، يعاني الشرق الاوسط من اضطرابات وتوترات نتيجة تحوله إلى بؤرة لمخططات الصراع الدولي بين الدول الكبرى التي تتنافس في سباق محموم في الصراع على مصادر الطاقة من النفط والغاز والبترول الصخري.

 

هناك احتياطيات هائلة من الغاز، اكتشفت في قاع شرق البحر المتوسط، الذي تطل عليه دول كل من تركيا ولبنان وسوريا وإسرائيل ومصر واليونان وقبرص، وسط تداخل الحدود البحرية بينها، وتوسع واحدة على حساب الأخرى.

 

يحتدم الصراع في الشرق الأوسط بسبب هذه الثروة الجديدة، والتي سوف تكون عماد الطاقة في المستقبل، فإسرائيل استطاعت أن تسوي الأمر مع مصر واليونان، وستبدأ بتصدير الغاز عبر مصر، لتبقي لبنان في تنازع معها حول مسألة المياه الإقليمية.

 

تركيا غارقة في صراعها مع اليونان حول قبرص من جهة، وحول المياه الإقليمية بين قبرص واليونان ومصر من جهة أخرى، واستخدمت مصر سياستها الناعمة مع إسرائيل وقبرص واليونان، لتستريح القاهرة من مشاكل المستقبل.

 

ما زال الكل يضغط للحصول على أكبر قدر ممكن من المكاسب في المنطقة، مهما طال أمد الصراع، فمن يملك الغاز، سيكون محرك الطاقة المستقبلية. ووسط الصراع المحموم على انتاج الغاز..مصر السيسى تهزم تحالف الشيطان.. التفاصيل كاملة فى التقرير كما هو تالى.

 

الـغـاز لب الصراع الحالي والمستقبلي فى الشرق الأوسط

 

تعود قصة اكتشافات الغاز بشرق المتوسط إلى بداية الألفية الثالثة حين أعلنت شركة بريتش جاس عن اكتشافها لحقل غاز طبيعي قبالة سواحل غزة باحتياطي يقدر بـ 1.4 تريليون متر مكعب ، لكنها انسحبت منه بسبب مضايقات الاحتلال الصهيوني ، وكان ذلك الكشف هو شرارة البداية في اكتشافات شرق المتوسط .

 

وفى عام 2004 أعلنت شركة «شل» الأمريكية عن اكتشافات هائلة ستغير الخريطة الاقتصادية لمنطقة شرق المتوسط ، بل ومنطقة الشرق الأوسط بأكملها ، إلا أنها انسحبت هي الأخرى وبشكل مفاجئ عام 2010 بحجة عمق المياه ، رغم أنها واحدة من الشركات القلائل التي تمتلك تكنولوجيا الحفر في المياه العميقة . في ذات العام بدأت تتوسع رقعة الاكتشافات حين قامت هيئة «المسح الجيولوجي» الأمريكية بالبحث في المنطقة ، وأكدت أن المثلث الواقع بين فلسطين وسوريا وقبرص قد يحتوي على 3.5 تريليون متر مكعب من الغاز الطبيعي ، وأن «سوريا» تتمتع بالحصة الأكبر من هذا الاحتياطي.

 

في منتصف العقد الأول من بداية الألفية الثالثة ، أعلن المهندس سامح فهمي وزير البترول المصري آنذاك عن اكتشاف كميات كبيرة من الغاز الطبيعي قبالة السواحل المصرية ، واتضح فيما بعد أن أرقام الاحتياطيات المعلن عنها وقتها كان مبالغ فيها نوعا ما ، وفي ذات الوقت تم انشاء مصنعين لإسالة الغاز ، أحدهما في مدينة دمياط ، والآخر في مدينة إدكو ..كل واحد بتكنولوجيا مختلفة.

 
في نفس عام 2010 أعلنت اسرائيل عن اكتشاف حقل ليفياثان بمياه شرق المتوسط باحتياطي قدره 520 مليار متر مكعب ، بالاضافة لحقل آخر أصغر منه هو حقل تمارا.

 

في تلك الأثناء بدأنا نعرف و نسمع عن مشكلة اعتماد «أوروبا» على الغاز الروسي ، وبدأنا نسمع أيضا عن مشروع خط غاز يسمى خط أنابيب «نابوكو» لجلب الغاز من «أذربيجان» في وسط آسيا ، وأيضا من كل من «قطر» و «ايران» ( تتشارك كل من قطر وإيران في حقل غاز “بارس الجنوبي” وهو أكبر حقل غاز طبيعي في العالم كله باحتياطيات تقدر بـ 850 تريليون قدم مكعب).

 

ثم يمتد هذا الخط غربا عبر الحدود الشمالية للأراضي السعودية ، ومنها إلى «سوريا» وصولا لـ «تركيا» ، ومنها يمتد لدول جنوب وشرق أوروبا لتقليل اعتماد أوروبا على الغاز الروسي ، ولكن «سوريا» الأسد رفضت أن يمر هذا الخط عبر أراضيها لكونه يضر بمصالح حليفتها «روسيا» ، فكان أن اشتعلت سوريا بما يعرف بثورات «الربيع العربي» بتخطيط ودعم من كل من «تركيا» و«قـطـر» اللذين يريدان ان بتحكما في دول اوروبا عبر التحكم في إمدادات الغاز.

 

وبعد مرور ما يقرب من العشرة سنوات من حرب الميليشيات السورية ، وبعد تشديد العقوبات الأمريكية على «إيران» وتلاشي الأمل في إعادة إحياء خط أنابيب «نابوكو» ، إتجهت أنظار كل من «تركيا» و «قـطــر» غربا إلى الخزان الليبي الدسم للاستيلاء على ما به من ثروات وضمان أن يكون تحت يد نظام حكم مطيع يدور في فلك المحور التركي القطري الإيراني ويأتمر بأوامرهم ليسهل لهم التحكم في أوروبا أيضا ، ولكن بطريق غير مباشر هذه المرة .

 

يمثل الغاز الليبي بديلا اقتصاديا ممتاز لإمداد أوروبا بالغاز نظرا لقرب ليبيا من أوروبا ووجود خط غاز «جرين ستريم» الذي يخرج من حقل غاز «وفاء» بالجنوب الليبي ليصل إلى مدينة «صبراتة» الليبية على ساحل المتوسط ، ومنها يعبر المياه ليصل إلى جنوب «إيطاليا» ، ومنها لباقي دول أوروبا.

كل التربيطات والصراعات الكبيرة كانت بتدور مصر غارقة في أحداث 2011 والأورجازم الثوري والمليونيات العبثية .. بينما مصانع البتروكيماويات تعاني من نقص الغاز ، ومصنعين الإسالة توقفوا تماما عن العمل ، وبالمناسبة بعد أسبوع من تولي «مرسي» للحكم تم إعادة تصدير الغاز لاسرائيل ، ولم يتم مهجامة خط غاز «العريش- عسقلان» الناقل للغاز طوال عام كامل من حكم الجماعة ، واختفى «الملثم» اللي كان بيفجر هذا الخط في سيناء كل أسبوع مرتين .


واعلنت مصر عن اكتشاف حقل «ظهر» أكبر حقل غاز طبيعي في شرق المتوسط باحتياطيات تقدر بـ 33 تريليون قدم مكعب ، ومع احتمالية وجود احتياطيات اكبر ، و الغاز المصري عالي النقاوة بتركيز قليل من الكبريت والشوائب ، ومع كل هذه المبشرات لابد من ترسيم الحدود البحرية مع كل من «اليونان» و «قبرص» لتشجيع وجذب الشركات الأجنبية لمزيد من البحث في المياه الاقتصادية لمصر .

 

مـصـر لم تكتفي بترسيم الحدود ، ولكنها أصدرت في نفس الوقت «قانون تجارة الغاز» لتسهيل مهمة تحويل «مـصـر» إلى “مركز إقليمي لتجارة وتوزيع الغاز” في المنطقة ، وبالتالي أصبح من السهل تجميع غاز شرق المتوسط كله من «مـصـر» و «قبرص» و «اسرائيل» ، ومستقبلا من «لبنان» و «سوريا» لإسالته في مصانع الإسالة المصرية ثم إعادة تصديره عبر سفن «التانكرز» أو عبر خط انابيب لدول أوروبا.

 

مع إعلان تشغيل مصنع الغاز المسال في «إدكو» بكامل طاقته ، كان على تركيا أن تتصرف ، فبدأت بالتفاوض مع اسرائيل لإقامة خط الغاز اللي أشرنا إليه في بداية كلامنا في محاولة منها لسحب البساط من تحت قدم الغاز المسال في مصر و بالتوازي لابد من حسم معركة ليبيا والسيطرة عليها والاستيلاء على مصادر الطاقة بها .

 

لماذا لم تفكر اسرائيل وتركيا في إنشاء مصنع إسالة غاز ؟

ببساطة لأن تكلفة انشاء مصنع إسالة مرتفعة جدا جدا وبشكل مهول ، واجمالي احتياطيات الغاز الاسرائيلي غير مجدية اقتصاديا لإقامة مصنع إسالة جديد ، ويكفي أن نعلم مثلا أن آخر مصنع إسالة تم انشاؤه في «استراليا» عام 2012 تكلف 17 مليار دولار.

 

وبالاضافة للتكلفة العالية دي لسه انت عايز وقت لتدريب الكوادر البشرية على عملية الإسالة المعقدة ، ومع الوضع في الاعتبار الحالة السياسية المضطربة في الإقليم وعلاقات الجوار المهتزة في كل من «اسرائيل» و «تركيا» يصبح انشاء مصنع عالي التكلفة بالشكل ده هو ضرب من الجنون .

 

كيف انتصرت مصر السيسى على تحالف الشيطان

طلبت ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﻩ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﻳﺤﺪﺩ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﻪ ﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻋﺎﻡ 1970.. وﻓﻰ 16 ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ 1973 ﺍﻋﻠﻨﺖ ﺍﻻﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﻩ ﺑﺼﺪﺩ ﺍﻧﺸﺎﺀ ﺍﺗﻔﺎﻗﻴﻪ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺒﺤﺎﺭ ﻭﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻋﻀﻮ ﻓﻰ ﺍﻻﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﻩ ﺑﺎﻟﺘﻘﺪﻡ ﺑﺎﻻﻗﺘﺮﺍﺣﺎﺕ ﺣﺘﻰ ﻳﺘﻢ ﻟﻠﺪﻭﻝ ﺍﻟﻤﻮﺍﻓﻘﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ.

 

ﻓﻰ 20 ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ 1973 ﺗﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﻟﻤﻨﺎﻗﺸﻪ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻭﺗﻢ ﺫﻟﻚ ﺣﺘﻰ ﺳﻨﻪ 1980 ﻭبموﺍﻓﻘﻪ 90 ﺩﻭﻟﻪ ﺗﻢ ﺍﺳﺘﻜﻤﺎﻝ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻴﻪ ﻛﺎﻣﻠﻪ ﻓﻰ 1990 ﻭﺗﻢ ﺗﺤﺪﻳﺪ 16 ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ 1994 ﺑﺎﻟﺘﻮﻗﻴﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ.

 

ﺗﻢ ﺍﺳﺘﻜﻤﺎﻝ ﻛﻞ ﺷﺊ ﻭﻓﻰ 16 ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ 1994 ﺗﻢ ﻃﻠﺐ ﺗﻮﻗﻴﻊ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﻭﻗﺪ ﻭﻗﻊ 85 ﺩﻭﻟﻪ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﻩ ﻭﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﻭﻛﻨﺪﺍ ﻭﺗﺮﻛﻴﺎ ﻭﺍﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻟﻢ ﻳﻮﻗﻌﻮﺍ ..!!! مع أن ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﻩ ﻫﻰ ﺍﻟﻤﺘﻘﺪﻣﻪ ﺑﺎﻟﻄﻠﺐ !!!؟

 

اعترضت ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻤﻮﻗﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﻗﻒ ﺍﻣﺮﻳﻜﺎ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻣﺮﻳﻜﺎ ﻟﻢ ﺗﺴﺘﺠﺐ ﻟﻬﻢ ﻭﺗﻢ ﻋﻤﻞ ﺗﺤﺎﻟﻒ ﺑﻴﻦ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﻭﻛﻨﺪﺍ ﻭﺍﻣﺮﻳﻜﺎ ﻭﺗﺮﻛﻴﺎ ﻭﺍﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻟﻠﺒﺤﺚ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻰ ﻓﻰ ﺍﻋﺎﻟﻰ ﺍﻟﺒﺤﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ وهو ماسمى بـ “ﺗﺤﺎﻟﻒ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ” .

 

وﻓﻰ 19 ﺍﺑﺮﻳﻞ 2004 ﺗﻢ ﺍﺗﻔﺎﻕ ﻣﻊ ﻣﺼﺮ ﻭﻗﺒﺮﺹ ﻭﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻥ ﺑﺮﺳﻢ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﻪ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭﻃﺒﻌﺎ ﺍﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻭﺗﺮﻛﻴﺎ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﻪ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﻪ .
وﻓﻰ ﻣﺎﺭﺱ 2010 ﺍﻋﻠﻨﺖ ﻫﻴﺌﻪ ﺍﻟﻤﺴﺎﺣﻪ ﺍﻟﺠﻴﻮﻟﻮﺟﻴﻪ ﺍﻻﻣﺮﻳﻜﻴﻪ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻤﺲ ﺩﻭﻝ ﻋﻦ ﻭﺟﻮﺩ ﻛﻤﻴﺎﺕ ﻏﺎﺯ ﻫﺎﺋﻠﻪ ﻓﻰ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻻﻭﺳﻂ.

 

فﻰ 4 ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ 2010 ﺗﻢ ﺍﻋﻼﻥ ﻣﺼﺮ بوجود ﻛﻤﻴﺎﺕ غاﺯ هاﺋﻠﻪ ﺗﻘﻊ ﺑﻴﻦ ﻣﺼﺮ ﻭﻗﺒﺮﺹ .. عليه ﺫﻫﺐ ﻭﻓﺪ ﻣﻦ ﻣﺼﺮ ﺍﻟﻰ ﻗﺒﺮﺹ ﻭﺗﻢ ﺷﺮﺡ الأمر ﻟﻬﻢ … ﻭﻟﻜﻦ ﻗﺎﻣﺖ نـﻛﺴﻪ 25 ﻳﻨﺎﻳﺮ 2011 .

 

ﻓﻰ ﻳﻨﺎﻳﺮ 2012 ﺍﻋﻠﻨﺖ ﻗﺒﺮﺹ ﻋﻦ ﺍﻛﺘﺸﺎﻑ ﺍﻛﺒﺮ ﺍﺣﺘﻴﺎﻃﺎﺕ ﺍﻟﻐﺎﺯ ﻓﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻭﺗﻘﺪﺭ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺒﺪﺋﻰ ﺑﻨﺤﻮ 37 ﺗﺮﻳﻠﻴﻮﻥ ﻗﺪﻡ ﻣﻜﻌﺐ ﻭﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ﺗﺼﻞ ﺍﻟﻰ 220 ﻣﻠﻴﺎﺭ ﺩﻭﻻﺭ ﻭﻓﻰ 2012/5/20 ﻃﻠﺒﺖ ﻗﺒﺮﺹ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﺑﺎﻟﻤﺼﺮﻳﻴﻦ ﻭطلبت مصر ﻣﻨﻬﻢ ﺗﺎﺟﻴﻞ ﺫﻟﻚ ﺣﺘﻰ ﻳﻨﺘﺨﺐ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻭﺗﻢ ﻗﺒﻮﻝ ﺫﻟﻚ ﺑﺼﺪﺭ ﺭﺣﺐ .

 

ﺗﻢ ﺍﻧﺘﺨﺎﺏ الجاسوس ﺍﺣﺪ ﺍﻻﺧﻮﺍﻥ ﺍﻻﺭﻫﺎﺑﻴﻴﻦ ﻭﺟﺪﺩ ﻭﺯﻳﺮ ﺧﺎﺭﺟﻴﻪ ﻗﺒﺮﺹ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ ﻭﻟﻜﻦ الجاسوس ﺭﻓﺾ ﻭﺟﺎﺀ ﻭﻓﺪ ﻓﻰ 27 ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ 2012 ﻋﻠﻰ ﺍﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﻣﻦ ﻗﺒﺮﺹ ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﺪﺧﻞ ﻣﻦ ﻣﻄﺎﺭ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﻩ ﻭﺗﻢ ﺭﺟﻮﻋﻬﻢ ﺍﻟﻰ ﻗﺒﺮﺹ !

 

ﻭﺗﺮﻛﻮﺍ ﺭﺳﺎﻟﻪ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ الجاسوس ﺗﻘﻮﻝ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻭﺑﻴﻦ ﻣﺼﺮ ﺍﺗﻔﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﺍﻟﺒﺤﺮية ﻭﻧﺤﻦ ﻗﺪ ﻭﺟﺪﻧﺎ ﺍﺣﺘﻴﺎﻃﺎﺕ ﻏﺎﺯ ﻭﺑﻴﻦ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﻦ ﻭﻫﻮ ﺣﻘﻞ ” ﺍﻓﺮﻭﺩﻳﺖ ” ﻭﻳﻌﺘﺒﺮ ﺍﻛﺒﺮ ﺑﺌﺮ ﻏﺎﺯ ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ ﺍﻟﻜﺮﻩ ﺍﻻﺭﺿﻴﻪ …. ﻭﻧﻨﺘﻈﺮ ﺭﺩﻛﻢ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ.

 

ﻟﻢ ﻳﺮﺩ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺋﺎﺳﻪ ﻻﻥ ﻗﺒﺮﺹ ﻋﺪﻭ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﻭﻣﺼﺮ ﻋﺪﻭ ﺍﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻭﺍﻻﺧﻮﺍﻥ ﻳﻮﺟﺪ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭﺑﻴﻦ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﻭﺍﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﺗﺤﺎﻟﻒ … وبالتالى ﺗﻮﻟﻊ ﻣﺼﺮ ﻭﺷﻌﺒﻬﺎ ﻭﻃﻆ ﻓﻰ ﻣﺼﺮ ﻭﺍﻫﻞ ﻣﺼﺮ.

 

ﻓﻰ 21 ﻳﻨﺎﻳﺮ 2013 ﺟﺎﺀ ﻭﻓﺪ ﺗﺠﺎﺭﻯ ﻣﻦ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﻭﻟﻜﻨﻪ كان ﻣﻦ ضباط ﻣﺨﺎﺑﺮﺍﺕ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﻭﺗﻢ ﺍﻃﻼﻋﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻛﺘﺸﺎﻓﺎﺕ ﺍﻟﻐﺎﺯ ﻭﺫﻫﺐ ﺍﻟﻮﻓﺪ ﻓﻮﺭﺍ ﺍﻟﻰ ﺍﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻭﺗﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﻣﻊ ﺣﻜﻮﻣﻪ ﺍﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻛﺎﻣﻠﻪ ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﺧﺮﺝ ﻭﻓﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﻣﻦ ﺍﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﺍﻟﻰ ﻗﺒﺮﺹ ﻭﺗﻢ ﺗﻮﻗﻴﻊ ﺍﺗﻔﺎﻕ ﺗﻌﺎﻭﻥ ﻣﺸﺘﺮﻙ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﺑﻀﻐﻂ ﻣﻦ ﺍﻣﺮﻳﻜﺎ ﻭﻛﻨﺪﺍ ﻭﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﻭﺗﺮﻛﻴﺎ ﻭﺗﺤﺖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻀﻐﻂ ﻭﻗﻌﺖ ﺣﻜﻮﻣﻪ ﻗﺒﺮﺹ ﻻﻥ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﻴﻦ ﺧﺬﻟﻮﻫﻢ.

 

ﻭﺑﻌﺪ ﺷﻬﺮﺍﻥ ﺍﻋﻠﻨﺖ ﺍﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻋﻦ ﺍﻛﺘﺸﺎﻑ ﺣﻘﻠﻴﻦ ﺍﺧﺮﻳﻦ …ﻭﻓﻰ 25 ﻣﺎﻳﻮ 2013 ﺟﺎﺀ ﻭﺯﻳﺮ ﺧﺎﺭﺟﻴﻪ ﻗﺒﺮﺹ ﺍﻟﻰ ﻣﺼﺮ ﻭﺗﻢ ﺭﻓﺾ ﺍﻟﺪﻭﻟﻪ ﺩﺧﻮﻟﻪ ﻣﻦ ﻣﻄﺎﺭ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﻩ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ: ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺬﻯ ﻳﺤﻜﻢ ﻣﺼﺮ ﺍﻻﻥ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﺣﺮﺍﻕ ﻣﺼﺮﻭﺷﻌﺒﻬﺎ …!!!

 

فور انتخاب الرئيس السيسي تم ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺬﻯ ﺗﻢ بينه وبين ﺭﺋﻴﺲ ﻭﺯﺭﺍﺀ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻥ ﻭﺭﺋﻴﺲ ﻗﺒﺮﺹ وتم التوقيع على اتفاقيات الحدود البحرية وما تلاه من اكتشافات الغاز المباركة.

 

أضاع الجاسوس ﺍﻟﺨﺎﺋﻦ ﻭﺍﻋﻮﺍﻧﻪ ﺍﺿﺎﻋﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺮ 420 ﻣﻠﻴﺎﺭ ﺩﻭﻻﺭ وراح يقترض من قطر وتركيا وكانوا ينوون بيع آثارنا بل وبيع مصر بما فيها … ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺨﺎﺋﻦ ﻭﺍﻋﻮﺍﻧﻪ ﻭﺿﻌﻮﺍ ﻣﺼﺮ ﻭﺷﻌﺒﻬﺎ ﻑ ﻛﻔﻪ ﻭﺍﻟﻜﻔﻪ ﺍﻻﺧﺮﻯ ﺍﻋﻮﺍﻧﻬﻢ ﻓﻰ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﻭﺍﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻭﺗﻢ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭﻫﻢ.

 

الجاسوس ﺍﻟﺨﺎﺋﻦ ﻭﺍﻋﻮﺍﻧﻪ ﺟﻌﻠﻮﺍ ﻛﻞ ﺍﺳﺮﺍﺭ ﻣﺼﺮ ﻓﻰ ﺟﻴﺐ ﺍﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻭﺗﺮﻛﻴﺎ الجاسوس .ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺍﻧﻪ ﻳﻮﺟﺪ ﺭﺟﺎﻝ ﻳﺠﺒﻮﻥ ﻣﺼﺮ ﺍﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﺭﻭﺍﺣﻬﻢ ..ﻭﻫﺆﻻﺀ ﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻋﺎﺩﻭﺍ ﻣﺼﺮ ﻣﺮﻩ ﺍﺧﺮﻯ .

 

الأزمة التركية بين ثروات المتوسط ومأزق ترسيم الحدود

 

عام 1982 تم إقرار اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين الدول بمعرفة الأمم المتحدة ، وتم وضعها موضع التنفيذ عام 1994 ، ومن هذا التاريخ تم اعتبارها احدى مواد القانون الدولي الحاكم لجميع الدول.

 

ظهرت مشكلة عويصة بالنسبة لتركيا بالذات ، لأن بحر «إيجه» الفاصل بينها وبين «اليونان» فيه حوالي 6000 جزيرة تابعة لليونان ، منها حوالي 238 جزيرة مأهولة بالسكان.

 

وبالتالي إذا أرادت «تركيا» ترسيم الحدود البحرية بينها وبين «اليونان» لابد ان تتم من أقرب جزيرة يونانية مأهولة لقياس حدودها البحرية انطلاقا من منتصف المسافة بينها وبين تلك الجزيرة وليس من الشاطئ اليوناني ، وهذا الوضع جعل تركيا تقريبا بدون مياه اقتصادية رغم طول شواطئها الممتدة على ساحل المتوسط ، وحرمها من الاستفادة من أي ثروات قد تظهر في هذه المياه.

 

الجزر كلها تابعة لليونان رغم قربها من تركيا بسبب «معاهدة لوزان» التي وقعت عليها الدولة العثمانية عام 1923 بعد هزيمتها في الحرب العالمية الأولى . هذه المعاهدة انتزعت كل الجزر من السيادة التركية واعتبرت ان حدود تركيا الحديثة هي المحصورة في هضبة الأناضول فقط..

 

وفى ذلك الوقت العالم لم يكن يعرف شيئا عن الثروات المخفية تحت مياه البحار ، وليست هناك حاجة للمياه الاقتصادية ، وبالتالي مرت سنين طويلة ولم تكن هناك أي مشاكل بالنسبة لتركيا .

 

مبارك يصطدم أردوغان ويتمسك بالقانون الدولى

 

وبعد اكتشاف وجود ثروات طبيعية تحت سطح البحار ومع تطبيق اتفاقية الحدود البحرية بمعرفة الأمم المتحدة ، اكتشفت تركيا ان لديها شواطئ طويلة على البحر المتوسط ، لكنها طبقا لـ معاهدة لوزان ليس لها أي مياه اقتصادية ، وبالتالي حرمت من الاستفادة من ثروات مياه شرق المتوسط .

 

وهنا لجأ أردوغان لحيلة عجيبة للخروج من هذا المأزق ، بفكرة نرسم الحدود ونعتبر كل الجزر غير موجودة أساسا ، مع اعترافه بسيادة اليونان على تلك الجزر. و ان الجرف القاري لشواطئ تركيا متصل بالجزر اليوناية القريبة من ساحل الأناضول ، وبالتالي هذه الجزر هي اقتطاع من اليابسة التركية ، لكن العالم ضحك لم بعترف بوجهة نظر اردوغان ، وأولهم بالطبع اليونان وقبرص اللذين فى عداء تاريخي تركيا.

 

وجاء أردوغان لزيارة مصر عام 2009 وعرض على «مبارك» ترسيم الحدود بين «تركيا» وبين «مصر» بالطريقة الأردوغانية متجاهلا وجود جزيرة ودولة «قبرص» في المسافة بيننا وبينه .. وحاول يغري «مبارك» بقوله ان طريقته ستعطى مصر مساحة جديدة من المياه الاقتصادية تقدر بـ 40 ألف كيلومتر زيادة ، لكن مبارك رفض لأن مصر موقعة على اتفاقية الحدود البحرية وتحترم كلمتها ، ولا تخالف القانون الدولي الذي وقعت عليه من عشرين سنة.

 

المجلس العسكري يرفض طلب مرسى ويحرج أردوغان

 

وعندما تولى الاخوان الحكم رجع بنفس العرض لـ « محمد مرسي»، لكن المجلس العسكري برئاسة المشير محمد حسين طنطاوى رفض تأييد مرسي لأننا ملتزمون بالاتفاقية التي مصر وقعت عليها ، كما اننا حتى لو وافقنا لا احد في العالم سيعترف بذلك وسنكون مسخرة بين الأمم.

 

والمحصلة النهائية ان تركيا وجدت نفسها طلعت من مولد الغاز بلا حمص ، واكتشفت ان الرئيس «السيسي» بدأ في استخراج غاز حقل ظهر ، و عمل اتفاقية إسالة للغاز الإسرائيلي ، وعمل اتفاقية مع اليونان وقبرص على إسالة الغاز فى مصر، وكسبت مصر الدور الذي كان طمعان يعمله في المتوسط ، وبقت مصر مركز إقليمي لتجميع الغاز في المنطقة.

 


اتفاقية بلطجة مع العميل التركى فى ليبيا

 

بطريقة البلطجة و سياسة الأمر الواقع ، استدعى اردوغان العميل التركى فايز السراج رئيس حكومة الوفاق الليبية المنتهية الصلاحية من طرابلس وأقنعه بفكرة مضحكة وقام بترسيم الحدود بينه وبين «ليبيا» رغم عدم حدود بينهم أصلا ، ورغم وجود جزيرة «كريت» اليونانية في المسافة بين تركيا وليبيا .

 

وهى اتفاقية مخالفة للقانون الدولي و قائمة على نهب حقوق الناس وأكل مال النبي بالمعنى الشعبى. مصر وحلفائها ضغطوا علي الاتحاد الاوروبي وفعلا اصدر قرارا بعدم الاعتراف باتفاقية السراج واردوغان و ارسلوا بارجات حربية لحمايه حدود قبرص واليونان البحرية واجبروا ايطاليا حليف تركيا السابق علي عدم الاعتراف بالاتفاقية.

 

وأصبحت تركيا وحيدة في مواجهة الاتحاد الأوروبي ومصر وحلفائها . وفي ليبيا اصدر المشير حفتر اوامره باسقاط اي سفينة او طائره تركيه تدخل حدود ليبيا البحرية او الجوية بالاتفاق مع مصر حسب معاهده الدفاع المشترك بالإضافة لتحرك قوات الجيش الليبي لدخول طرابلس والقبض علي السراج الخائن.

 

اما بالنسبة لمصر نفذت البحرية المصرية مشروع حرب بالذخيرة الحية هو الاقوي ولاول مرة اطلقت صاروخ هاربون من غواصة اسقط هيكل سفينة بنسبة تدمير 100% جعل الجميع يعيد حساباته.

 
وأجبرت تركيا علي سحب سفنها وخرج رئيس وزرائها بتصريحين مضمونهم انهم يريدون التصالح مع مصر.

مصر اصبحت قوه عظمي واصبحت اللاعب الاساسي في منطقه الشرق الاوسط واصبحت تملك اوراق ضغط علي الاتحاد الاوروبي نفسه بعد ما كان الغرب يبتزوا مصر.والاهم ان الجيش المصري كشر عن أنيابه لأول مره وأربك حسابات الجميع.

زر الذهاب إلى الأعلى