المرأة

المرأة الجديدة: مصرع عمال زراعيين يكشف غياب العدالة والأمان في حقول مصر

كتبت : ميادة فايق 

 نعت مؤسسة المرأة الجديدة ضحايا حادث التصادم المأساوي الذي وقع على الطريق الصحراوي الغربي قرب قرية تونا الجبل بمركز ملوي بمحافظة المنيا، وأسفر عن مصرع 8 أشخاص وإصابة 25 آخرين، معظمهم من العمال والعاملات الزراعيين، من بينهم أطفال، في مشهد يفضح حجم الهشاشة التي يعيشها هؤلاء بعيدًا عن أي مظلة حماية.

وأكدت المؤسسة في بيانها اليوم  أن هذا الحادث ليس مجرد واقعة فردية، بل هو انعكاس لسياسات ممنهجة تُقصي الفئات العاملة في الزراعة من أبسط حقوقها في الأمان والحماية والحياة الكريمة.

وأضاف البيان أن الحادث يكشف من جديد عن غياب الإرادة السياسية لضمان السلامة المهنية للعاملين في قطاع الزراعة، رغم أنه يضم ملايين النساء والرجال الذين يفتقرون لأدنى مقومات الأمان من وسائل نقل آمنة، أو ساعات عمل إنسانية، أو أدوات وقاية وتدريب وتأمين.

وانتقدت المؤسسة استمرار استغلال الأطفال في العمل الزراعي، معتبرة وجودهم في سيارات نقل العمال مخالفة صارخة للقوانين المصرية واتفاقيات منظمة العمل الدولية، ودليلًا واضحًا على تفشي عمالة الأطفال في ظل غياب الرقابة وغياب البدائل الاقتصادية والتعليمية للأسر الفقيرة.

وشدد البيان على أن استمرار هذه الحوادث المروعة هو نتيجة مباشرة لغياب استراتيجية وطنية شاملة للسلامة والصحة المهنية تشمل العاملين والعاملات في الزراعة، مع التأكيد على أن النساء يعانين من ظروف عمل بالغة الهشاشة وانعدام كامل لأدوات الحماية أو الضمانات.

وجددت مؤسسة المرأة الجديدة دعوتها إلى:

  • الاعتراف الرسمي بالعاملات والعمال الزراعيين كفئة مستحقة للحماية الكاملة بموجب قانون العمل والاستراتيجية الوطنية للسلامة المهنية.
  • تفعيل القوانين التي تلزم أصحاب العمل بتوفير وسائل نقل آمنة ومؤمّنة.
  • حظر عمالة الأطفال في الزراعة وتوفير البدائل الاقتصادية والاجتماعية للأسر الفقيرة.
  • إدماج النوع الاجتماعي في جميع بنود سياسات السلامة المهنية، وخاصة في قطاعات العمل غير الرسمي.

واختتم البيان برسالة مؤثرة: “هؤلاء ليسوا مجرد ركّاب شاحنة، بل أرواح لم تجد في هذا الوطن مأوى آمنًا للعيش أو الكسب أو حتى الموت بكرامة. نرفض أن نُطبّع مع الألم أو أن يُختزل الموت في سطر إخباري… إنهم ليسوا أرقامًا”.

زر الذهاب إلى الأعلى