آراء

د.فتحي حسين يكتب: العالم أخرس.. ودماء غزة تصرخ! 

ها هي إسرائيل تعود لما تجيده جيدا… القتل! و الهدف القتل فقط!

غارتان إسرائيليتان على غزة… والنهاية كما كانت دائما: أطفال شهداء، أمهات ثكلى، بيوت مهدمة، وأشلاء تبحث عمّن يتعرف عليها.

أكثر من 20 شهيدا، بينهم قاصران! وكأن أطفال فلسطين وُلدوا فقط ليكونوا أهدافًا للطائرات الحربية الإسرائيلية !

وكأن حياة الإنسان في غزة، أرخص من ورقة شجرة في مهب الريح!

والمضحك… أو قل المبكي، هو أن العالم كله “مشغول”!

مشغول بالتصريحات العقيمة، والبيانات المعلبة، والقمم التي تنعقد فقط لتشجب، وتدين، وتستنكر… ثم تخلد للنوم!

أما العرب؟ حدث ولا حرج! صمت يُشبه السكوت عن الجريمة! وكأن غزة ليست من لحمنا ودمنا! وكأن فلسطين لا تسكن القلب والضمير!

ثم هناك حماس…مرة تقاوم… ومرة تهادن… ومرة تنتظر التعليمات!

موقفها في مهب الريح… لا صوت واحد، ولا قرار موحد، الا ما ندر ، بينما العدو يعرف ماذا يريد، ويفعل ما يريد… دون أن يرمش له جفن!

غزة تحترق يا سادة… تناديكم، فهل من مجيب؟!أم أن صرخة الطفل الغزاوي لم تعد تزعج أحدا؟

والسؤال هنا هو هل صار مشهد الدم مألوفًا لدرجة أنه لم يعد يهز الضمائر؟

يا سادة، التاريخ لا ينسى…وغدا، حين تكتب السطور، سيقال: “قتلت غزة والعالم كان يتفرّج!” أو عامل نفسه من بنها ! كناية عن التجاهل المتعمد

وسيُقال: “استُشهد الأطفال… والعرب كانوا يفاوضون على بيانات خجولة!”

وسيقال: “كانت الطائرات تقصف… بينما الكاميرات تبحث عن لقطة مؤثرة فقط!”

 

أما حماس… فقد أعلنت “استعدادها” للتفاوض على اتفاق شامل!

يا سلام! وكأن الموت أصبح ورقة تفاوض… وكأن دماء الأبرياء تُستخدم ككروت ضغط على مائدة السياسة!

ترفض الاتفاقات الجزئية، وتُصر على “الشامل”… بينما القصف مستمر، والأطفال يموتون بالجملة، والمستشفيات تصرخ “النجدة” ولا من يُنجد!

وما بين مفاوضات حماس، وصمت العرب، وتواطؤ العالم…

تسقط غزة كل يوم!

تموت بالتقسيط… وتحترق على الهواء مباشرة، فيما منظمات إنسانية تطالب فقط بدخول مساعدات!

أليس من العار أن تتحول الكرامة الفلسطينية إلى طلب عبور شاحنة طحين؟!

أليس من الخزي أن نترك الأمهات تصرخ: “أعطونا ماءً لأولادنا” ونحن نفاوض على اتفاق شامل؟!

لكن تذكّروا…التاريخ لا ينسى، والشعوب لا تسامح، والحق لا يموت…

وستبقى غزة، رغم الدم والدخان، عصية على الانكسار!

وستسقط كل طائرات القتل… أمام دمعة طفل لا يعرف لماذا خُلق ليموت!

فهل ننتظر حتى لا يبقى من غزة إلا الذكرى؟ أم نصرخ بما تبقّى من وجداننا: “ارفعوا أيديكم عن غزة!”

لك الله يا غزة وإذا لم يتحرك أحد فليذهب العالم الي الجحيم ،لان تدمير غزة يعني عدم استقرار منطقة الشرق الأوسط وربما العالم كله !

زر الذهاب إلى الأعلى