الرعاية الصحية: شراء 7.9 مليار جنيه أدوية ومستلزمات طبية من سلاسل الإمداد

كتبت عبير أبورية
أطلقت الهيئة العامة للرعاية الصحية، برئاسة الدكتور أحمد السبكي، رئيس مجلس إدارة الهيئة والمشرف العام على مشروع التأمين الصحي الشامل، المنتدى الأول لسلاسل الإمداد تحت شعار “إمداد المستقبل”، وذلك في إطار استراتيجية الهيئة نحو بناء منظومة صحية مستدامة تعتمد على سلاسل إمداد ذكية ومؤمّنة، تسهم في تعزيز كفاءة الخدمات الصحية وضمان استمراريتها، بما يواكب توجهات الدولة نحو التحول الرقمي وتحقيق رؤية “مصر 2030”.
شارك في المنتدى الدكتور هشام بدر، والدكتور عمرو جاد، نائبا رئيس الهيئة المصرية للشراء الموحد والإمداد والتموين الطبي وإدارة التكنولوجيا الطبية، نيابةً عن الدكتور هشام ستيت، رئيس الهيئة، والدكتور ياسين رجائي، مساعد رئيس هيئة الدواء المصرية، نيابةً عن الدكتور علي الغمراوي، رئيس الهيئة، والدكتور محمد حساني، مساعد وزير الصحة والسكان لشئون مشروعات ومبادرات الصحة العامة، والدكتور نعمة سعيد عابد، ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر، إلى جانب ممثلي الهيئات الصحية وقطاعات الصحة المختلفة، ونخبة من الخبراء الدوليين والمتخصصين في مجال سلاسل الإمداد والرعاية الصحية.
كما شارك من قيادات هيئة الرعاية الصحية كل من الدكتور هاني راشد، نائب رئيس مجلس إدارة الهيئة، وأعضاء مجلس إدارة الهيئة، والدكتور أمير التلواني، المدير التنفيذي للهيئة، إضافة إلى مستشاري الهيئة، ورؤساء ومديري الإدارات المركزية والعامة، ورؤساء الأقاليم ومديري الفروع، وممثلي إدارة الإمداد برئاسة الهيئة وما يماثلها في الفروع بالمحافظات التي تُطبق بها منظومة التأمين الصحي الشامل.
أكد الدكتور أحمد السبكي، رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية والمشرف العام على مشروع التأمين الصحي الشامل، أن الهيئة نفذت سلسلة من العمليات المحكمة لإدارة سلاسل الإمداد بقيمة 4,4 مليار جنيه في الأدوية، و3,5 مليار جنيه في المستلزمات الطبية، إلى جانب تحقيق وفر مالي بلغ 489 مليون جنيه، نتيجة ترشيد الاستخدام وتطبيق نظم ذكية لإدارة المخزون الطبي، فضلًا عن إعادة تدوير أدوية بقيمة 230 مليون جنيه، ومستلزمات طبية بقيمة 317 مليون جنيه.
وأكد “السبكي” على أن سلاسل الإمداد في الرعاية الصحية لم تعد مجرد عمليات لوجستية، بل باتت أحد ركائز الجودة والمأمونية، لافتًا إلى التعاون الوثيق مع هيئتي الشراء الموحد والدواء المصرية لتكامل قواعد البيانات في الإمداد، وتوطين صناعة الأدوية والمستلزمات والأجهزة الطبية، مشيرًا إلى أن الجهود بالتوازي مع اهتمام الدولة بملف الدواء والتعاون مع الشركاء الدوليين، أسفرت عن تجاوز صادرات الدواء المصري لحاجز المليار دولار، مع استهداف الوصول إلى 3 مليارات دولار بحلول عام 2030، بل وقد يتحقق هذا الهدف قبل ذلك في ظل الإرادة السياسية القوية وتكاتف الجهود وتحقيق الاستقرار.
وأضاف”السبكي” نجحنا في الهيئة في إطلاق المنظومة الإلكترونية لإدارة الموارد المؤسسية (ERP) لنواصل النجاحات بشكل أكبر، ونتيجة الجهود والتنسيق المستمر تمكّنا من التغلب على التحديات، ولدينا الآن مؤشر وفرة يتجاوز 98.6% من الأدوية داخل منشآت الهيئة بالمحافظات التي تُطبق بها منظومة التأمين الصحي الشامل.
وثمّن الدكتور السبكي الجهود الوطنية لهيئتي الشراء الموحد والدواء المصرية، مشيدًا بقياداتهما الحالية والسابقة، مؤكدًا أنه يتم استكمال النجاحات الحالية بالبناء على النجاحات السابقة، ومؤكدًا أن هيئة الرعاية الصحية هي الأقل تأثرًا بالنواقص وقوائم الانتظار. مشيدا بفرق الإمداد بهيئة الرعاية الصحية وفروعها والمنشآت التابعة لها، وكذلك بدور التحول الرقمي وشركاء النجاح من القطاع الخاص، لافتًا إلى أن منظومة الإمداد بالهيئة قائمة على العلم والتكنولوجيا.
وأكد أن “المستقبل آمن”، وأن المؤسسات الصحية تعمل بتكامل وتعاون مما يسهم في استعادة ثقة المواطن في النظام الصحي الحكومي، وتحقيق رعاية صحية تليق بمكانة مصر والمصريين، مؤكدًا على أهمية توثيق قصص النجاح.
أكد الدكتور عمرو جاد، نائب رئيس الهيئة المصرية للشراء الموحد، خلال كلمته نيابةً عن الدكتور هشام ستيت، أن هيئة الرعاية الصحية شريك رئيسي في النجاح، وأن التعاون بين الهيئتين يشمل توطين صناعة الأجهزة الطبية والتحول الرقمي الشامل، بما يعزز من استمرارية النجاحات، ويحقق أهداف الاستدامة في القطاع الصحي.
أوضح الدكتور ياسين رجائي، مساعد رئيس هيئة الدواء المصرية، أن سوق الدواء في مصر شهد تطورًا ملحوظًا، حيث تجاوز 300 مليار جنيه، يشكل القطاع الحكومي منها نحو 94 مليار جنيه، مقارنة بـ69 مليارًا فقط في عام 2023، مشيرًا إلى أن هذا النمو يعكس قوة القطاع الدوائي المصري وقدرته على تلبية احتياجات السوقين المحلي والدولي.
وأضاف أن هناك تعاون مثمر بين هيئتي الرعاية الصحية والدواء المصرية لدعم الصناعة الوطنية، ولافتًا إلى أن مصر تُصدر أدوية لأكثر من 147 دولة، وأن قدرتها على ذلك يُعد دليلًا على كفاءة وريادة الصناعة الدوائية المصرية.
فيما أكد الدكتور محمد حساني، مساعد وزير الصحة والسكان لشئون مشروعات ومبادرات الصحة العامة، أن هيئة الرعاية الصحية أثبتت نجاحها المستمر منذ تطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل، وأن لديها رغبة حقيقية في تطوير القطاع الصحي وتوفير خدمات عالية الجودة للمواطنين. وأضاف أن القطاع الصحي أثبت صموده خلال الأزمات، وأن حسن إدارة سلاسل الإمداد كان عاملًا حاسمًا، متمنيًا استمرار نجاح الهيئة كجزء من جهود الدولة لتحقيق حياة أفضل لكل المصريين.
من جانبه، أكد الدكتور نعمة سعيد عابد، ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر، خلال كلمته ، أن توفير الأدوية واللقاحات بشكل مستدام وفعّال لا يُعد فقط ضرورة صحية، بل هو ركيزة أساسية لتحقيق العدالة الصحية وضمان ألا يُحرم أي مواطن من حقه في العلاج، بغض النظر عن ظروفه الاقتصادية أو الاجتماعية. وأشار إلى أن منظمة الصحة العالمية، من خلال مبادرة إقليمية، تعمل على تعزيز الوصول العادل إلى المنتجات الطبية، وذلك بدعم الإنتاج المحلي، وتطوير سلاسل الإمداد، وإرساء نظم رقابية فعّالة.
وأضاف “عابد”، أن مصر تُعد من الدول الرائدة في تنفيذ هذه المبادرة، بما يسهم في ربط التقدم الصحي بالتنمية الاقتصادية المستدامة، مؤكدًا أن التقدم الذي تحققه مصر في مسار التغطية الصحية الشاملة هو هدف جوهري تحرص منظمة الصحة العالمية على دعمه بقوة.
وأكد الدكتور وائل عمران، مستشار رئيس هيئة الرعاية الصحية لشئون الإمداد، أن الإمداد الطبي يمثل ركيزة أساسية لتقديم الخدمة الصحية، مشيرًا إلى أن الهيئة كانت سبّاقة في بناء منظومة إمداد متكاملة تعتمد على مرجعيات دولية وإصدار دليل تشغيلي موحد.
وجّه “عمران “الشكر والتقدير للدكتور أحمد السبكي، رئيس مجلس إدارة الهيئة، والدكتور هاني راشد، نائب رئيس مجلس الإدارة، والدكتور أمير التلواني، المدير التنفيذي للهيئة، على دورهم الكبير ومتابعتهم المستمرة ودعمهم اللامحدود لتطوير منظومة الإمداد الطبي.