Site icon بوابة العمال

د.فتحي حسين يكتب: الاحتفال باليوم العالمي للحمار !

 

صدق أو لا تصدق، للعالم يومٌ يحتفل فيه بالحمار! نعم، الحمار! الكائن الذي يسير في صمت، يحمل ما لا يُحتمل، ويؤدي عمله بلا شكوى، ولا ينتظر منك كلمة شكر، ولا حتى ابتسامة على الطريق.

قرر العالم – الذي يكاد ينفجر من الغباء البشري – أن يخصص للحمار يومًا عالميًا… لكن، مهلاً…عن أي حمار نتحدث؟

أهو الحمار الذي يحرث الأرض، ويقف على عتبة القرى صامتًا كأنه نبيّ من أنبياء الصبر؟

أم ذاك الذي يصرخ الناس في وجوه بعضهم بصفته شتيمة، بينما لا يفعل صاحبه إلا أن يكون أهدأ وأعقل منهم جميعًا؟!

في بلادنا، يحتفل الناس بالحمار كل يوم، لكن على طريقتهم!

بجلده، وسحله، وتسخيره في أدوار لا يحتملها بشر.

فهو وسيلة نقل، ووسيلة إهانة، ووسيلة تعليم أيضًا… فكم من معلم قال لتلميذه “حمار”!

وكم من سياسي خاطب شعبه وكأنهم “قطيع حمير” يجرّهم من ذيلهم إلى صناديق الاقتراع!

يا سادة… الحمار مظلوم.

فهو يعمل أكثر من المسؤول، ولا يتقاضى راتبًا.

يحفظ الطريق أكثر من ضابط المرور، ولا يعرف الرشوة.

يصبر على الجَلد أكثر من المواطن، ولا يُضرب إلا لأنه موجود!

والغريب، أن من يحتفلون بيوم الحمار العالمي في الغرب، لا يعرفون أن في بلادنا، تم تكريم الحمار في مناهج التعليم، وفي السياسة، وحتى في الإعلام، على طريقة:

“إذا لم تفهم، فأنت حمار… وإذا فهمت، فأنت خطر يجب إسكاته!”

أعذروني،

لكن لو كان الحمار يتكلم، لقال لنا في هذا اليوم:

“كُفّوا عن استخدام اسمي في السخرية، فالغباء ليس لي، بل لكم!”

ولربما طالب بحقه في “التقاعد المبكر”… بعد أن حمّلتموه وزر أنظمتكم، ومناهجكم، وحتى نكاتكم الثقيلة!

في يوم الحمار العالمي… دعونا نعترف:

لسنا نحن من نُعلّمه، بل هو من يعلّمنا، دون أن يدّعي النبوة أو الوزارة أو البرلمان!

Exit mobile version