حامد المحلاوى يكتب : الجيش وانقاذ مصر من مصير مؤلم

هل كنا معرضون فعلاً لأن نكون مثل سوريا والعراق واليمن ؟!

معارضو الرئيس السيسي يقولون هو كلام لتخويف الشعب من المصير الذي آلت إليه هذه الدول .. والهدف تثبيت نظام حكمه ومده إلى أطول فترة ممكنة .

رأيي أن أغرب تصريحات الرئيس على الإطلاق كان طلبه من الشعب أن يكون لديه ” فوبيا ” من ضياع الدولة ! .. ال” فوبيا ” هي الخوف المرضي .. لكن هل كان الأمر قد وصل فعلا هذه الدرجة ؟!

مؤكد أن هناك شيئا ما جلل لا نعرفه هو الذي دفعه ليقول مثل هذا الكلام الخطير .. لكن اللبيب تكفيه الإشارة .. فالمؤكد أن السر لدى قادة الجيش المصري البطل .

أتبعه فيما بعد بكلامه على أن أخطر ما يواجه بلادنا أن تسود حالة الفوضى بخروج الناس إلى الشارع ويحدث معها الفراغ الأمني .. وأضاف : من يملأ هذا الفراغ سيكونون أهل الشر والقوى المتربصة بمصر ولم يسمها لكنها معروفة وواضحة .

تقريبا هذا ما تم بالضبط في كل دول ما يعرف بالربيع العربي .. أفلحت المؤامرة في العراق وسوريا واليمن وليبيا وإلى حد ما في تونس وفشلت في مصر .. لماذا ؟ .. لأن فيها جيشا وطنيا عقيدته الوطن فلم يكن طائفيا أو مذهبيا كجيوش تلك الدول .

لذلك ظل تفكيك هذا الجيش وزرع بذورالفرقة فيه وتغيير ولاءاته هدفا استراتيجيا عملوا من أجله بكل جد لأن فيه فك الشفرة لنيلهم الجائزة الكبرى .. سقوط مصر !!

لكن ما الدليل على وجود خطة محكمة لتفكيك هذا الجيش وضربه في موطن قوته ؟

سأوجزها في عدة نقاط محددة ومختصرة :

• تشتيت جهوده للقتال في عدة جبهات من كافة الجهات خصوصا من ناحية الغرب ” ليبيا ” ومن الجنوب ” السودان ” لاستحالة التحكم الكامل في ضبط هذه المداخل الحدودية المترامية الأطراف لإدخال السلاح والرجال .

• توجيه السلاح الليبي المخزن في المخازن الليبية ليخزن في مخابئ سرية في مصر ورأيي أنه مازال مخبوءا حتى الآن رغم الجهود المضنية التي بذلت .

لاحظ تزامن الثورة الليبية وسقوط ألقذافي بثورة يناير وتلاه تدفق السلاح الليبي إلى مصر ولا يمكن أبدا نسيان التريلات الضخمة التي كانت تنقل السلاح الليبي بما فيه الصواريخ المحمولة على الكتف المضادة للطيران .. متى كان سيتم استخدام كل هذا الكم من الأسلحة ؟! .

• سيطرة جماعة الإخوان المسلمين على الجيش ..كان هذا هو المخطط الأكبر لضرب نقطة القوة التي لدى هذا الشعب .. أعتقد أنه لم يعد خافيا تبعية نظام الإخوان للمخابرات البريطانية والأمريكية والتركية وهي القوي التي تسعى إلى تدمير مصر .. ولا تقل لي محض خيال ! .. سأذكر لك الدليل .. تغيير قيادة الجيش ” الوزير ورئيس الأركان ” في حركة مفاجئة واستدعاء اللواء عبدالفتاح السيسي لأداء اليمين فور قرار الإقالة مباشرة ” كان واقفا بالباب” .

الكل يعلم أنه تم على اعتبار أن السيسي هو رجل الإخوان في الجيش وكانوا جميعا يمدحونه بألطف العبارات لتعميق شعبيته ليكون أداتهم في السيطرة على القوات المسلحة . هل يوجد خلاف على ذلك ؟! .. التسجيلات على اليوتيوب لمن أراد .

الخطوة الثانية كانت التوسع في قبول أبناء جماعة الإخوان في الكليات العسكرية جميعها لتثبيت هذه السيطرة وتولى قيادة أفرع القوات المسلحة خلال عدة سنوات .. سياسة النفس الطويل التي تتبعها عادة جماعة الإخوان .

• ارتباط جماعة الإخوان بالتنظيمات الإرهابية .. هل تعتقد أن البلتاجي كان يهذي عندما صرح تصريحه الشهير أن العنف سيتوقف فورا في سيناء لحظة تراجع عبد الفتاح السيسي عن الانقلاب والإفراج عن الرئيس محمد مرسي ؟! .

هذه القضية ليست محل جدل كبير .. فلقاء مرسي بأيمن الظواهري في باكستان مثبت والتفاف قتلة السادات حوله في احتفال نصر أكتوبر واستبعاده قادة النصر من هذا الاحتفال ثم اتصالاته التي رصدتها المخابرات الألمانية والروسية بمحمد الظواهري ثم بقيادة بيت المقدس في سيناء .

كلها أدلة واضحة على ارتباط هذه الجماعة بالمنظمات الإرهابية .. لكن لماذا ارتبطت بالإرهاب ؟! .. ليكون حلا بديلا عند عدم التمكن من السيطرة على القوات المسلحة .. مازال قائما حتى الآن ! 

• تصريح خيرت الشاطر الشهير أن هناك 100 ألف مقاتل جاهزون للتحرك الفوري وهم رهن الإشارة لو تم إعلان فوز شفيق بالرئاسة وسقوط مرسي .. من أين كل هذه القوات ومتى تم تدريبها ومن أين جاء السلاح ؟ .. هل كان يهذي هو الآخر ؟! .

• ما شكل السيناريو التالي لسقوط وتفكك الجيش لا قدر الله ؟! .. سيظهر على الفور مخطط التقسيم الذي لم نأخذه مأخذ الجد وقتها .

كلنا يتذكر الكلام حول تقسيم مصر إلى 5 أقاليم .. الصعيد للمسيحيين – إقليم النوبة – ولاية سيناء – دولة في الغرب عند قبائل أولاد على الحدود مع ليبيا .. هل كان هذا المخطط خياليا وغير قابل للتنفيذ ؟ ..في ظل تفكك الجيش وانعدام الولاء الوطني كل شيء ممكن .

• حركة الضباط الملتحين ومحاولة اختراق جهاز الشرطة .. لو تمت السيطرة على الجيش لرأينا نفس النموذج داخل قواتنا المسلحة وأصبح جيشا طائفيا بامتياز .

• الجائزة الكبرى والهدف القاتل كان قريبا جدا من أيدي المخابرات البريطانية والأمريكية .. أرجو أن تسأل نفسك هذا السؤال ولن تكون في حاجة لأجيبك : أين يقيم قادة جماعة الإخوان في الخارج الآن ؟! .

أعتقد أنني أجبت على السؤال عنوان الموضوع .. كنا قريبين جدا من النموذج السوري واليمني والليبي والعراقي لولا ثورة 30 يونيو التي أعادت ضبط مؤشر الميزان مرة أخرى .

نحمد الله أن جيش ” المكرونة ” هذا هو الذي جعلنا نعيش الآن في أمن وأمان ونتحرك بكامل حريتنا ونحيا حياة هادئة مستقرة في ربوع بلادنا .. حتى وإن كان هناك بعض الصعوبة في المعيشة .

الخلاصة : بيادة أصغر جندي في الجيش أعظم من أعظم سياسي .

زر الذهاب إلى الأعلى