في موسم الحج.. تحذيرات طبية من مخاطر الجفاف ونقص الأملاح وطرق الوقاية لضمان سلامة الحجاج

كتبت-عبير أبورية
يمثل الحج تحديًا فريدًا بسبب الظروف المناخية الحارة والجهد البدني الكبير الناتج عن أداء المناسك، مما يزيد من خطر فقدان الجسم لكميات كبيرة من السوائل والأملاح.
يمكن أن يؤدي نقص المياه والأملاح إلى مضاعفات صحية خطيرة، لذا فإن فهم آليات هذا الفقدان واستراتيجيات مقاومته أمر بالغ الأهمية لسلامة الحجاج.
قالت الدكتورة شيماء عبد الصادق الباحثة بقسم الكيمياء الطبية الحيوية بالمركز القومي للبحوث يؤدي نقص المياه والأملاح إلى مضاعفات صحية خطيرة، لذا فإن فهم آليات هذا الفقدان واستراتيجيات مقاومته أمر بالغ الأهمية لسلامة الحجاج.
أوضحت”عبد الصادق” أنه في الطقس الحار ومع الجهد البدني، يفرز الجسم كميات كبيرة من العرق لتبريد نفسه، حيث يحتوي العرق على الماء والأملاح الأساسية مثل الصوديوم والبوتاسيوم والكلوريد. بالإضافة الي فقدان الجسم كمية من الماء على شكل بخار أثناء التنفس، وتزداد هذه الكمية في الأجواء الجافة.
كما يتعرض بعض الحجاج للإسهال أو القيء نتيجة العدوى أو التغيرات في النظام الغذائي، مما يؤدي إلى فقدان كبير للسوائل والأملاح.
أضافت أن نقص الاملاح والماء يسبب العديد من المخاطر مثل الجفاف حيث يؤدي نقص الماء إلى انخفاض حجم الدم وزيادة لزوجته، مما يجهد القلب ويؤثر على وظائف الأعضاء الأخرى، و تشمل أعراض الجفاف الصداع، الدوخة، التعب، قلة التبول، وجفاف الفم والجلد، ويترتب علي الجفاف زيادة من خطر الإصابة بالإجهاد الحراري وضربة الشمس، وهما حالتان طبيتان طارئتان تهددان الحياة.
أضافت أن فقدان الأملاح الأساسية يمكن أن يؤدي إلى ضعف العضلات، التشنجات، اضطرابات في ضربات القلب، ومشاكل في وظائف الأعصاب. و نقص الصوديوم بشكل خاص يمكن أن يكون خطيرًا.
أشارت الي أهم استراتيجيات مقاومة نقص المياه والأملاح:
شرب كميات كافية من السوائل بانتظام: يجب على الحجاج شرب الماء قبل الشعور بالعطش، و تناول ما لا يقل عن 2-3 لترات من الماء يوميًا، أو أكثر في الأيام الحارة وأيام الجهد البدني.
تناول المشروبات التي تحتوي على الاملاح الأساسية: يمكن للمشروبات الرياضية التي تحتوي على الصوديوم والبوتاسيوم أن تساعد في تعويض الأملاح المفقودة، خاصة بعد التعرق الغزير. يمكن أيضًا استخدام المحاليل الفموية في حالات الإسهال أو القيء.
تناول الأطعمة الغنية بالماء والأملاح: فالفواكه والخضروات مثل البطيخ والخيار والطماطم تحتوي على نسبة عالية من الماء والأملاح.
تجنب المشروبات المدرة للبول: يجب الحد من تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين (مثل القهوة والشاي بكميات كبيرة) والمشروبات الغازية، لأنها يمكن أن تزيد من فقدان السوائل.
المراقبة الذاتية لأعراض الجفاف: يجب على الحجاج التعرف على علامات الجفاف المبكرة (مثل جفاف الفم والصداع الخفيف) واتخاذ إجراءات فورية لتعويض السوائل.
استخدام مظلات والبحث عن الظل: تقليل التعرض المباشر لأشعة الشمس يقلل من التعرق وبالتالي فقدان السوائل والأملاح.
الراحة وتجنب الجهد البدني الشديد في أوقات الذروة: أخذ فترات راحة منتظمة وتجنب الأنشطة المجهدة في أشد أوقات اليوم حرارة يساعد في الحفاظ على توازن السوائل والأملاح.
ارتداء الملابس القطنية الفضفاضة: حيث تساعد على امتصاص العرق وتسمح بتهوية جيدة للجسم، مما يقلل من فقدان السوائل ويحافظ على برودة الجسم. كما أن الملابس الفضفاضة تمنح حرية الحركة وتجنب الاحتكاك الذي قد يزيد من التعرق.
وبناءا علي ما سبق فان الحفاظ على رطوبة الجسم وتعويض الأملاح المفقودة هو أمر حيوي خلال موسم الحج. ومن خلال التخطيط المسبق واتباع استراتيجيات فعالة لشرب السوائل وتناول الأطعمة المناسبة وتجنب العوامل التي تزيد من الفقدان، يمكن للحجاج تقليل خطر نقص المياه والأملاح والحفاظ على صحتهم.