كتب: محمد حربي
أعطني سفيراً نشطاً، أُعطك علاقات متميزة بين الدول.. فمازال نشاط وعطاء السفير صالح موطلو شن- سفير الجمهورية التركية بالقاهرة، وحرمه أيشن بلتشيق شن، يتدفق بغزارة، لتعزيز وتوثيق أطر العلاقات بين مصر وتركيا، من خلال زيادة التفاعل المجتمعي، والأنشطة الثقافية، والاجتماعية؛ دون الاكتفاء بالأطر الدبلوماسية التقليدية؛ حتى أصبح مقر السفير التركي؛ وكأنه مجمع ثقافي، واجتماعي، ودار ضيافة، وواحة للحمة الشعبية بين المصريين والأتراك.
واستمراراً لهذا الدور؛ فقد استضافة حرم السفير التركي، بمقر الإقامة، عرضاً للأزياء، برعاية نجلاء عبد السلام- حرم الدكتور بدر عبد العاطي- وزير الخارجية، وبحضور عدد من زوجات السفراء المصريين، والأجانب المقيمين في مصر. حيث تم عرض تقاليد الزفاف العريقة في الأناضول. ويأتي ذلك بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين تركيا ومصر. وقد شاركت تركيا في الفعاليات الثقافية المُنظمة، ضمن إطار مبادرة “أهلًا بكم في مصر”، بعرض أزياء بعنوان “لدينا زفاف” ومعرض “باقة الزفاف”.
وتم تنفيذ المشروع في القاهرة بالتعاون مع وزارة الخارجية التركية، ووزارة التعليم الوطني التركية، ومعهد أنقرة للموسيقى والفنون الجميلة، ومركز أبحاث وتطبيقات موسيقى العصر العثماني بجامعة إسطنبول، و رابطة زوجات الدبلوماسيين المصريين (EDSA)، وبرعاية الخطوط الجوية التركية (THY).
وتم عرض أزياء “لدينا زفاف” ومعرض “باقة الزفاف” للضيوف، على أنغام الموسيقى التركية الكلاسيكية وألحان المطربة المصرية ام كلثوم، وذلك في الذكري الخمسون لوفاتها. كما يشارك معهد إزمير للتطوير، التابع للمديرية العامة للتعليم المستمر بوزارة التعليم الوطني في جمهورية تركيا، في أنشطة تهدف إلى إعادة تصميم فساتين الزفاف وباقة العروس بما يعكس تقاليد الزفاف العريقة في الأناضول، ونقلها إلى الأجيال القادمة وتعريفها بالعالم من خلال مشروع “لدينا زفاف “. وكذلك تضمن العرض فساتين زفاف تقليدية وفساتين زفاف من كل منطقة في الأناضول، مصممة بحرفية عالية.
ومن جانبها، أكدت أيشن بلتشيق شن- حرم السفير صالح موطلو شن، أن تقاليد الزفاف، مثل باقة العروس، لا تزال قائمة في مصر، رغم الاختلافات المحلية، موضحة أن تقليد جهاز العروس يُعد العنصر الثقافي الذي يوحدنا جميعًا، من آسيا إلى أوروبا، ومن الشرق الأوسط إلى أفريقيا.
وذكرت أن هذه الكنوز المشتركة، التي تكشف عن البعد الفني والذاكرة الاجتماعية، تعكس القيمة التي توليها حضارتان عريقتان مثل التركية والمصرية، للأسرة.
وأكدت أيشن بلتشيق شن أن مبدأ “المرأة القوية، الأسرة القوية، تركيا القوية” كان محور رؤية “قرن تركيا”، التي أُعلنت برعاية رئيس الجمهورية التركية- الرئيس رجب طيب أردوغان. وأشارت إلى أنه انطلاقًا من هذا المفهوم، أُعلن عام 2025 “عام الأسرة” في تركيا.
كما صرحت أيشن بلتشيق شن أن فنانون أتراك عزفوا اغنية “الف ليلى وليلى” للفنانة المصرية ام كلثوم خلال عرض الأزياء. وأضافت أنه من المقرر بالتعاون مع مصر تنفيذ مشاريع مختلفة تتعلق بالتفاعل الموسيقي التركي والمصري بحلول عام ٢٠٢٥، الذي أعلنته مصر عام “أم كلثوم”.
وقد لاقى عرض الأزياء استحسانًا كبيرًا من الضيوف وحظي بتصفيق حار.
من جهة أخرى فقد زار وزير الثقافة والسياحة في جمهورية تركيا، محمد نوري إرصوى القاهرة في 6 مايو لحضور اجتماع وزراء السياحة للدول الأعضاء بمنظمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي D8 ، والتقى بوزير الثقافة المصري الدكتور أحمد هنو. وقد وصرح السفير صالح موطلو شن بأنه تمت خلال هذا الاجتماع مناقشة تنظيم حفلات موسيقية تعكس التقاليد الموسيقية التركية والمصرية والجوانب المشتركة بينهما.
حرم السفير التركي بالقاهرة: كنوز مشتركة تكشف البعد الفني والذاكرة الاجتماعية للحضارتين المصرية والتركية.. وتقليد جهاز العروس عنصر ثقافي يوحدنا
