حامد المحلاوى يكتب : 2020 .. موسم الحصاد وجني المحصول
وصلنا قمة المنحني .. وها هي السبع الشداد على وشك أن تنقضي .. في مثل هذا اليوم من العام الذي سيرحل بعد ساعات كتبت مودعا العام المنقضي ( 2018 ) مستقبلا العام الجديد ( 2019 ) :
يبدو أننا لم نصبح بعد مؤهلين كبقية الشعوب لأن نستقبلك بالاحتفالات والزهور وأشجار الميلاد والغناء والرقص مع كثير من البهجة وقليل من الهم والغم .. أعتقد أن ذلك كثير علينا الآن . كان ذلك منذ عام ..
وها أنا اليوم أقول ل ( 2020 ) بثقة لا حد لها : أهلا بك .. يملؤني التفاؤل وكلي أمل أنك ستقطعين الشك باليقين وستثبتين للجميع أننا لم نكن نجرى وراء سراب .. وأن الخير قادم قادم بفضل من الله أولا .. ثم بفضل الجهد الجهيد من القلة القليلة التي تركت الكلام والرغي لتعمل في صمت وإيثار نادر ( يضرب به المثل ) من أجل بناء وإعلاء اسم وشأن هذا الوطن ..
عام سعيد على الجميع ومصرنا الغالية دائما في رفعة وتقدم عاما بعد عام .
مع أنها ليست دولة بترولية : لماذا مصر مهمة للدول صاحبة النفوذ ؟ ..
لاغنى عن مصر للأسباب التالية :
– الأكبر عددا للسكان في المنطقة
– تملك الجيش الأقوى
– موقع سحري يتوسط العالم ولديها شريان الحياة بالنسبة للتجارة العالمية ( قناة السويس )
– إرث حضاري رائع لا مثيل له في العالم أكسبها الكثير من الاحترام
– قوة ناعمة هائلة في مجالات الأدب والفنون والثقافة ومناطق التأثير عموما .. يضمن لها البقاء طويلا على عكس الدول التي تملك الثروات فقط .. وجودها مرتبط بوجود هذه الثروات التي ستنتهي حتما يوما ما ..
– هل استفدنا من هذه الميزات النسبية الهائلة ؟ ..
من أسف لم نستفد كثيرا فيما سبق وأضعنا الكثير من الفرص بالدخول في صراعات لا لزوم لها ثم دخولنا دائرة الاستقطاب نحو إحدى الدولتين الأعظم .. مرة بالانحياز إلى الاتحاد السوفيتي فروسيا فيما بعد .. ومرة إلى أمريكا .. جاء حسب توتر أو تحسن العلاقات مع كليهما فخسرنا الاثنين ..
– وهل تستطيع مصر أن تكسب ثقة أمريكا وروسيا معا ؟ ..
كانت تلك هي المعضلة .. لكن الرئيس السيسي استطاع ببراعة وقدرة فائقة أن يحقق المعادلة المستحيلة من غير الدخول إلي دائرة الاستقطاب مرة أخرة .. ليست مسألة هينة كما قد يظن البعض ..
كل التحية لصانع القرار السياسي المصري وللدبلوماسية الرائعة التي تحقق المصلحة الوطنية بأفضل ما يكون قدر المتاح ..