محاربة التنطع في الدين ودعوات الفرقة بين أبناء الوطن الواحد والتجهم لغير المسلمين واجب أكيد على كل مسلم غيور على دينه ووطنه.
ونحن علماء الأوقاف ودعاتها واجبنا أن نبين للناس ما أحل الله لهم وما حرم عليهم وما جعله في دائرة المباح.
معتمدين في ذلك كله على كتاب ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم وفعل سلفنا الصالح.
وإنه لأصبح لدى بعض المسلمين – هدانا الله وإياهم لما يرضيه عنا – عادة سيئة لا يريدون تركها ألا وهي إننا نراهم ودون مبرر كلما اقترب رأس السنة الميلادية يطلقون فتاواهم المنفرة والمفرقة بين أخوة الوطن والنسب بدعوى غيرتهم على الدين والدين مما يذهبون إليه براء ويحرمون ما لم يحرمه الله تعالى من تقديم التهنئة لإخواننا المسيحيين في أعيادهم.
لذا رأيت أن أقدم لحضراتكم الرد الفصل على هؤلاء لعلنا جميعا نجتمع على الحق.
وأسميته ب “القول الفسيح في حكم التهنئة بأعياد المسيح”.
بداية نسوق نسوق أقوال المانعين والتي منها:
١- لأنه عيد ديني يتفق مع احتفال النصارى بعيد ميلاد الرب عيسى المسيح – في معتقدهم –
س : فهل يليق بأمة تحفظ وتردد “قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد”. أن تبارك وتهنيء على مثل هذه المعتقدات الضالة الباطلة ، وكأننا نقول لهم : كل عام وأنتم على الكفر بالله !!!
٢- عيدٌ يكرس لعقيدة عدم الإيمان بمحمد عليه الصلاة والسلام ولا برسالة الإسلام ..
س: فهل يليق بأمة تشهد أن محمداً عبده ورسوله أن تبارك هذا المعتقد وكأننا نقول لهم: كل عام وأنتم على الكفر بمحمد بن عبدالله وبرسالته ؟!
٣- عيدٌ يقر للمسيح عيسى بأنه إله أو ابن للإله أو ثالث ثلاثة ومعتقدنا في عيسى عليه السلام أنه عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وأنه لم يُقتل ولم يصلب وأنه حي يُرزق عند الله في السماء
إلى أن ينزل في آخر الزمان ثم يقبضه الله إليه وأنه بشر في الإنجيل بنبوة محمد عليه الصلاة والسلام ..
س : فهل يجوز لنا أن نهنئهم على هذا المعتقد بحجة مجاملتهم في عيدهم كما يجاملوننا في أعيادنا ؟ وهل نحن شتمنا الله في أعيادنا أو نسبنا له الولد ؟!!!
٤- عيدٌ أباحوا فيه كل المنكرات والمخالفات بحجة الاحتفال بقدوم عام جديد وبالكريسماس ..
س : فهل يجوز للأمة أن تمارس مثل هذه الطقوس والمعاصي والمنكرات وتبيع دينها وأخلاقها بعرَض من الدنيا قليل ؟!!
٥- عيدُ يُتهم كل من لا يباركه ولا يهنيء عليه بأنه حقود طائفي ؟!!
إلى غير هذا من الأقوال والكتابات غير المسئولة والتي لا نتهم قائليها بل نريد أن نبين لهم خطورة تلك الأقوال على تشويه ديننا الحنيف وتشويه صورة نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم وبياننا لهؤلاء اعتماده على القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة وعلى القياس والمصلحة المرسلة ،
وإننا إذ نقدم هذا البيان فإننا لا نريد فتح باب الجدل في هذا الباب فمن اقتنع به فذاك أملنا ومن لم يقتنع فهذه سنة الله في الاختلاف في قوله: “ولا يزالون مختلفين”. ويكون بياننا من باب قوله تعالى: “فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر”.
وقبل أن نسوق الأدلة على جواز تهنئة غير المسلمين – لا سيما أخواننا المسيحيين – نقول إن هذا من الأمور المباحة بل والمستحبة الدّالة على حسن الأدب ورفعة الخلق ومن باب إكرام الجار وبره ولا غرو أن هذا كله مما ربانا عليه ربنا في كتابه ورسولنا في سنته. وهاك الأدلة بشيء من التفصيل:
أولا: الأدلة من القرآن الكريم:-
1- قال تعالى: “ﻭاﻋﺒﺪﻭا اﻟﻠﻪ ﻭﻻ ﺗﺸﺮﻛﻮا ﺑﻪ ﺷﻴﺌﺎ ﻭﺑﺎﻟﻮاﻟﺪﻳﻦ ﺇﺣﺴﺎﻧﺎ ﻭﺑﺬﻱ اﻟﻘﺮﺑﻰ ﻭاﻟﻴﺘﺎﻣﻰ ﻭاﻟﻤﺴﺎﻛﻴﻦ ﻭاﻟﺠﺎﺭ ﺫﻱ اﻟﻘﺮﺑﻰ ﻭاﻟﺠﺎﺭ اﻟﺠﻨﺐ ﻭاﻟﺼﺎﺣﺐ ﺑﺎﻟﺠﻨﺐ”. (النساء: 36).
فإذا كان اللاه تعالى يأمرنا بالإحسان بالجار الجنب الذي فسره بعض المفسرين بأنه الجار غير المسلم ، ولا شك أن الإحسان هو أعلى مقامات المعاملة ومعناه أن تأخذ أقلّ مما هو لك وأن تعطي أكثر مما عليك وأن تقوم بواجبك وأكثر دون أن تطلب حقا على ذلك الواجب ، ولا شك أيضا أن أقل مراتب الإحسان مشاركة ذلك الجار في أفراحه بالمباركة والتهنئة وفي أتراحه بالمواساة والتعزية.
وليس هذا أبداً يعني أن المهنئ يُقر عقيدة من يهنئه وإلا لأصبح معظم غير المسلمين مسلمين بتهنئتهم للمسلمين بما يقتضيه مفهوم المخالفة وفق هذا المنطق المعلول.
ونضيف أيضاً إذا كانت التهنئة هي إقرار بعقيدة من نهنئه فما بالنا بالزواج منه أليس هذا آكد من التهنئة ؟ فهل يُعد الزواج من المسيحية أو اليهودية إقرار لعقيدتهما ؟!!!. وهل إذا جمع المسلم بين مسلمة ومسيحية ويهودية فلأي دين نلحقه ؟.
أليس من الإحسان والبر من الزوج لزوجته أن يحترم عقيدتها وأن يوصلها لدور عبادتها إن طلبت منه ذلك أو احتاجت إليه ؟! إذا كان الأمر كذلك أليس من البر بها تهنئتها في عيدها بكلمة طيبة تدخل السرور إلى قلبها ؟!!. أم جفاء المشاعر وتحجر القلوب اللذان سيطرا على الكثيرين منا؟!!!.
2- قال تعالى: “ﻭﻭﺻﻴﻨﺎ اﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﻮاﻟﺪﻳﻪ ﺣﻤﻠﺘﻪ ﺃﻣﻪ ﻭﻫﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﻫﻦ ﻭﻓﺼﺎﻟﻪ ﻓﻲ ﻋﺎﻣﻴﻦ ﺃﻥ اﺷﻜﺮ ﻟﻲ ﻭﻟﻮاﻟﺪﻳﻚ ﺇﻟﻲ اﻟﻤﺼﻴﺮ * ﻭﺇﻥ ﺟﺎﻫﺪاﻙ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺗﺸﺮﻙ ﺑﻲ ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﻟﻚ ﺑﻪ ﻋﻠﻢ ﻓﻼ ﺗﻄﻌﻬﻤﺎ ﻭﺻﺎﺣﺒﻬﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﻌﺮﻭﻓﺎً” (لقمان: 14 , 15).
في هذا القول الكريم أمر بالشكر لله وللوالدين ، وإذا كان الأمر بالشكر هنا خاص بالله وبالوالدين ، فالمسلم مأمور بالشكر لكل الناس ولقد عدّ رسولنا الكريم شكر الناس شكراً لله بل عدّ التنكر للناس وعدم شكرهم تنكراً لله تعالى ، فقال: “أشكر الناس للناس أشكرهم لله” ، “من لم يشكر الناس لم يشكر الله”. وربنا هنا يأمر بالشكر للوالدين الكافرين ليس هذا فقط بل يحضان ولدهما ويدعوانه للكفر ومع ذلك أمره بشكرهما ، ولم يقل عاقل أن شكر مثل هذين الوالدين يُعتبر إقرارا لهما على عقيدتهما ، وإذا كان المسلم مأمور بمعاملة مثل هذين تلك المعاملة الراقية التي تدل على مدى رقي هذا الدين وعظمته فما بالنا من وصفهم قرآننا أنهم الأقرب إلينا مودة ورحمة فقال تعالى: “ﻟﺘﺠﺪﻥ ﺃﺷﺪ اﻟﻨﺎﺱ ﻋﺪاﻭﺓ ﻟﻠﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮا اﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭاﻟﺬﻳﻦ ﺃﺷﺮﻛﻮا ﻭﻟﺘﺠﺪﻥ ﺃﻗﺮﺑﻬﻢ ﻣﻮﺩﺓ ﻟﻠﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮا اﻟﺬﻳﻦ ﻗﺎﻟﻮا ﺇﻧﺎ ﻧﺼﺎﺭﻯ ﺫﻟﻚ ﺑﺄﻥ ﻣﻨﻬﻢ ﻗﺴﻴﺴﻴﻦ ﻭﺭﻫﺒﺎﻧﺎ ﻭﺃﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﺴﺘﻜﺒﺮﻭﻥ” (المائدة: 82).
3- قال تعالى: “ﻻ ﻳﻨﻬﺎﻛﻢ اﻟﻠﻪ ﻋﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻟﻢ ﻳﻘﺎﺗﻠﻮﻛﻢ ﻓﻲ اﻟﺪﻳﻦ ﻭﻟﻢ ﻳﺨﺮﺟﻮﻛﻢ ﻣﻦ ﺩﻳﺎﺭﻛﻢ ﺃﻥ ﺗﺒﺮﻭﻫﻢ ﻭﺗﻘﺴﻄﻮا ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺇﻥ اﻟﻠﻪ ﻳﺤﺐ اﻟﻤﻘﺴﻄﻴﻦ”. (الممتحنة: 8).
ما نفهمه من ذلك القول الكريم أن البر والقسط بغير المسلمين خلق قرآني ، وهذا ما رأيناه في سنة نبينا صلى الله عليه وسلم فها هو يقف لجنازة يهودي ومرة يبكي عليها فهل كان وقوفه لها وبكاؤه عليها إقراراً لعقيدة اليهود ، أيضا نراه يزور الغلام اليهودي فهل كانت زيارته له إقراراً لعقيدته. بل لدينا ما أكثر من ذلك ، لما وفد إليه نصارى نجران استقبلهم في مسجده وعندما حان وقت صلاتهم همّوا بالخروج من المسجد فأذن لهم صلى الله عليه وسلم أن يؤدوا صلاتهم في مسجده ، فهل نقول وفق منطق هؤلاء القوم إن هذا إقراراً من الرسول بعقيدتهم ؟!! أم نقول إن المسجد انقلب إلى كنيسة ؟!! لم نسمع بأحد من عقلاء هذه الأمة وفقهائها قال ذلك أو أنكره ، ومن هنا ذهب ابن القيم وغيره إلى جواز صلاة أهل الكتاب في مساجد المسلمين.
ثانياً: الأدلة من السنة النبوية:-
1- ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم مع وفد نصارى نجران والذي ذكرناه آنفاً ، ولا شك أنه لا يوجد مسلم أعلم بمراد الله من كلامه كرسول الله ، كما أنه لا يوجد مسلم أغير على دين الله من رسول الله.
2- اﺗﻔﻘﺖ اﻟﻤﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺻﻠﺔ اﻟﺮﺣﻢ وإكرام الجار ﻭاﺟﺒﺔ ﻭﺃﻥ ﻗﻄﻴﻌﺘﻬﺎ ﻣﺤﺮﻣﺔ. ﻭﻗﺪ ﺻﺢ ﺃﻥ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ ﻷﺳﻤﺎء ﻭﻗﺪ ﺳﺄﻟﺘﻪ: ﺃﺃﺻﻞ ﺃﻣﻲ؟. قال: ﻧﻌﻢ ﺻﻠﻲ ﺃﻣﻚ) ﻓﺄﻣﺮﻫﺎ ﺑﺼﻠﺘﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﻛﺎﻓﺮﺓ. كما أننا أمرنا بإكرام الجار والبر به ، روى البخاري بسنده ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: “ﻣﺎ ﺯاﻝ ﺟﺒﺮﻳﻞ ﻳﻮﺻﻴﻨﻲ ﺑﺎﻟﺠﺎﺭ، ﺣﺘﻰ ﻇﻨﻨﺖ ﺃﻧﻪ ﺳﻴﻮﺭﺛﻪ”. الجار أيّاً كانت عقيدته ، وأقل الوصية تكون بالكلمة الطيبة له.
إلى غير هذا كثير من سنة نبينا وسيرته التي تدعوا لبر أهل الكتاب وصلتهم لا سيما المسيحيين منهم ، وعقيدة من زمن سيدنا محمد لم تتغير إلى الآن حتى لا يتفزلك أحد ويقول عقائد باطلة وغير ذلك من الوقاحات التي تؤذي غيرنا دون طائل وتكره الناس فينا ، لذا كان من الأدب الذي أدب الله به نبيه في التعامل مع غير المسلمين التواضع وعدم ادعاء ملكية الحق والصواب له وحده لفتح قلوب الناس وتقريبهم بدلاً من تأليبهم وإبعادهم ، اقرأوا معي قوله تعالى مخاطبا نبيه مبيناً له كيفية التعامل مع من لا يؤمنون: “ﻗﻞ ﻣﻦ ﻳﺮﺯﻗﻜﻢ ﻣﻦ اﻟﺴﻤﺎﻭاﺕ ﻭاﻷﺭﺽ ﻗﻞ اﻟﻠﻪ ﻭﺇﻧﺎ ﺃﻭ ﺇﻳﺎﻛﻢ ﻟﻌﻠﻰ ﻫﺪﻯ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺿﻼﻝ ﻣﺒﻴﻦ * ﻗﻞ ﻻ ﺗﺴﺌﻠﻮﻥ ﻋﻤﺎ ﺃﺟﺮﻣﻨﺎ ﻭﻻ ﻧﺴﺌﻞ ﻋﻤﺎ ﺗﻌﻤﻠﻮﻥ * ﻗﻞ ﻳﺠﻤﻊ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﺭﺑﻨﺎ ﺛﻢ ﻳﻔﺘﺢ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﺑﺎﻟﺤﻖ ﻭﻫﻮ اﻟﻔﺘﺎﺡ اﻟﻌﻠﻴﻢ” (سبأ: 24 : 26). لم يؤمر نبينا بالإعلان بامتلاكه الهدى وحده – وإن كان عليه – كذلك أمر بالتواضع فنسب الجرم إليه – وإن كان أبعد الناس عنه – ونسب لغيره العمل ثم أُمر برد الأمر كله لله.
3- قبول الرسول صلى الله عليه وسلم هدية المقوقس وشكره عليها. هل كان ذلك إقراراً منه له على عقيدته؟؟!!!.
ثالثاً: الأدلة من حياة السلف:-
نكتفي بذكر نموزجين:
أحدهما: كان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما لا يذبح أضحية أو غيرها إلا وأمر أهل بيته أن يبدأوا بجارهم اليهودي. وهذا لا شك أعظم من التهنئة باللسان ، وما قال قائل أن هذا إقرار لليهودي على عقيدته. أو تشجيعاً له عليها.
ثانيهما: لما وقع ابن تيمية في أسر التتار ومعه عدد من مسيحي الشام ، لما عرفه التتار وعرفوا منزلته أرادوا أن يطلقوا صراحه فأبى إلا أن يخرج معه مسيحيو الشام إيماناً منه بحق المواطنة لهم وواجبها عليه ، فإذا كان هذا في الأسر فما بالنا بما هو أهون من الأسر بكثير وهو الكلمة الطيبة في مناسباتهم.
رابعاً: القياس:
إنا إذا نظرنا لأدلة من ذهبوا إلى حرمة تهنئة غير المسلمين بأعيادهم لوجدنا أنهم قاسوها بقياس فاسد ألا وهو أن تهنئتهم تعني اعتناق عقيدتهم أو إقرارهم عليها ، ووفق هذا القياس نقول لهم: هل يُعتبر تهنئة غير المسلم للمسلم في عيده إيذانا باعتناقه الإسلام أو حتى الإقرار به. فهذا ما يقتضيه مفهوم المخالفة على هذا المنطق المقلوب.
أم هل لنا أن نعتبر قبول المسيحية أو اليهودية الزواج من المسلم إقرارا منها للإسلام ؟؟؟!!! أو العكس ؟؟؟!!!.
وهل يعني برهم وحب الخير لهم والدفاع عنهم وأكل طعامهم وقبول الهدية منهم أو تقديمها لهم إقراراً بعقيدتهم
من يقول هذا ؟
خامساً: المصالح المرسلة:-
وختاماً نقول من لم يقتنع بكل ما قدمناه من أدلة فعليه على الأقل أن يعدّ ذلك من المصلحة المرسلة لوطننا وشعبنا الكريم ، والمصلحة المرسلة هي التي لم يرد نصٌ في اعتبارها أو إلغائها ويترتب عليها إما جلب نفع أو دفع ضرر. وأي نفع أعظم من وحدة أبناء الوطن الواحد ووقوفهم صفاً واحداً في بنائه والدفاع عنه ، وأي ضرر بعد الفرقة والاختلاف بين أبناء الوطن الواحد.
ومن هنا نقول واجب وطني على كل مصري أن يقف بجانب أخيه المصري بالتهنئة في المناسبات السعيدة والأفراح ، وبالمواساة في الشدة والأتراح.
ولنترك خلف ظهورنا كل من يريد بث الفرقة بيننا وزرع التعصب والكراهية في قلوبنا سواء كان عميلاً خبيث النية أو أحمقاً جاهلاً وإن كان حسن النية ، وليكن حذرنا من الثأني أشد من الأول. فقديماً قالوا: عدو عاقل خير من صديق جاهل. وما أروع قول القائل :
ولئن يُعادي عاقلاً خيراً له من أن يكون له صديق أحمق.
حفظ الله وطننا من كل سوء وهدانا جميعاً لصراطه المستقيم.
وكل عام وجميع الشعب المصري بصحة وسعادة وأمن وأمان.