في أبريل الماضي كتبت مقالاً بعنوان «فن إسعاد الناس.. نجوى مثالاً» عن الطاقة الابتكارية الجميلة لدى الفنانة نجوى كرم، حينها كانت مناسبة الحديث هي أغنيتها «ملعون أبو العشق» والتي اقتربت بها من جمهورها في الشارع بطريقة ناجحة فنياً وترويجياً والأهم عاطفياً، فقد أسعد الكليب الكثيرين، وتجاوزت مشاهداته حاجز الـ3 ملايين خلال أيام وتحدثت عنه وسائل الإعلام التقليدي والاجتماعي على حد سواء.
اليوم ونحن نستقبل عاماً جديداً، وصلت مشاهدات الكليب إلى 12.8 مليون، وليس هذا الأهم، بل الأثر المستمر في عقول وقلوب من تسكن السعادة والسرور في قلوبهم كلما شاهدوا الكليب أو استمعوا للأغنية.
نجد نجوى تتفوق من جديد على عشرات الفنانين الذين يستعدون للعام الجديد بصور تقليدية وعبارات تقليدية وطريقة تواصل تقليدية مكررة مع جمهورهم، من خلال فكرة غاية في البساطة والسهولة في الإعداد والتنفيذ، لكنها ذات تأثير إيجابي كبير ومفاجئ ومناسب جداً في توقيته وطبيعته لبداية عام جديد.
اتفقت مع فريق عملها لاختيار مجموعة من محبيها حول العالم ليتواصلوا معهم بصفة إعلامية لمناقشة قضايا تخص الفنانة نجوى كرم، المفاجأة التي أدهشت وأسعدت وشكلت صدمة لذيذة لمن تم الاتصال بهم، أنهم شاهدوا نجوى على شاشة الهاتف تتحدث معهم بالاسم وتهنئهم بالعام الجديد وإحداهن كانت فرحتها مضاعفة عندما هنأتها نجوى بعيد ميلادها، نماذج الدهشة السعيدة كانت رائعة ومميزة ومختلفة عن النسخ المكررة المنتشرة في حسابات أغلبية الفنانين فاقدي حس الإبداع والتجديد.
هنا أريد أن أطرح سؤالاً مباشراً.. ما قيمة نجومية الفنان دون تواصل حقيقي ناجح مع جمهوره؟ وهل يعتبر الفنانين منشوراتهم من نوع «انتظروا أغنيتي.. فيلمي.. كتابي.. قصيدتي.. إلخ» تواصلاً حقيقياً؟ هل تعتبر الفنانات منشوراتهن من نوع «فستاني من تصميم.. وتسريحتي من تصفيف..» تواصلاً أساساً؟ ألا يدركون أن التواصل الحقيقي يعني تحقيق أثر داخلي في عقول وقلوب الجمهور، من خلال إشعارهم بأنك قريب منهم.. ولست أعلى وأهم منهم.