أهم الأخبارآراءعمال

عبدالرحمن عبدالغني يكتب : عمال الصناعات الهندسية.. في قلب ثورة 30 يونيو وخط الدفاع عن الدولة الوطنية

 

لم تكن ثورة 30 يونيو مجرّد حراك شعبي أطاح بجماعة استبدّت بمؤسسات الدولة، بل كانت نقطة فاصلة أعادت للوطن هويته وللعمال كرامتهم، وفي القلب منهم كان عمال الصناعات الهندسية والمعدنية والكهربائية، الذين تصدّروا الصفوف ورفعوا صوتهم عاليًا دفاعًا عن المصانع المصرية، وعن إرث عمالي طالما كان عمادًا للصناعة الوطنية.

ففي الوقت الذي حاولت فيه الجماعة الإرهابية فرض سطوتها على مفاصل الاقتصاد المصري، كان عمال الصناعات الهندسية على وعي بخطورة ما يحدث، رافضين تفكيك المؤسسات الإنتاجية الكبرى.

سطّروا مواقفهم الوطنية في مواقع العمل، وفي الشوارع والميادين، ليكونوا من أوائل من لبي نداء الوطن في 30 يونيو 2013، في مشهد جسّد وعي العامل المصري والتزامه الوطني.

برز دور النقابة العامة للصناعات الهندسية والمعدنية والكهربائية باعتبارها ممثلاً حقيقيًا لعمال هذا القطاع العريض ، ومنذ اليوم الأول للثورة، أعلنت النقابة وكل لجانها النقابية ، موقفًا ثابتًا مؤيدًا لاستعادة الدولة من براثن الفوضى، مؤكدة دعمها الكامل للقوات المسلحة المصرية، وللإرادة الشعبية التي أسقطت حكم جماعة الإخوان.

وفي السنوات التالية، لم تتوقف النقابة عن أداء دورها في حماية حقوق العمال، وتحقيق التوازن بين الحفاظ على المصالح العمالية، ودعم جهود الدولة في إعادة بناء الاقتصاد الوطني.

كانت النقابة شريكًا أصيلًا في ملفات هيكلة المصانع، وتحسين بيئة العمل، والتدريب والتأهيل، بما يواكب التحولات التكنولوجية في الصناعة.

ما تحقق من إنجازات في قطاع الصناعات الهندسية والمعدنية بعد ثورة 30 يونيو لا يمكن إنكاره.

فقد شهدت الدولة توسعات كبيرة في الصناعات الثقيلة، وإنشاء مجمعات صناعية جديدة، وإعادة تشغيل مصانع كانت على وشك التوقف.

وبرزت أهمية هذا القطاع الحيوي في مشروعات قومية كبرى مثل مشروعات إنتاج الكهرباء والطاقة، ومكونات السكك الحديدية، ومحطات المياه، ومعدات البنية التحتية.

كما استفاد العامل المصري من قرارات داعمة لمستوى معيشته، سواء في زيادة الأجور، أو تحسين نظم التأمين الصحي والاجتماعي، وهو ما انعكس على استقرار المصانع، وزيادة الإنتاج.

أدركت القيادة السياسية أهمية القطاع الصناعي كقاطرة للتنمية، وحرصت على توفير كل أشكال الدعم والمساندة له.

وكانت رسائل الرئيس عبد الفتاح السيسي المتكررة عن دور العمال بمثابة إشارات واضحة على أن الدولة ترى فيهم شريكًا في البناء والتنمية، لا مجرد طرف منتظر للدعم.

وفي هذا السياق، شددت النقابة العامة للصناعات الهندسية على استمرار دعمها للدولة، ولخياراتها التنموية، والعمل جنبًا إلى جنب مع الحكومة ومؤسسات الإنتاج من أجل النهوض بالصناعة الوطنية، وتحقيق الاكتفاء الذاتي، وفتح آفاق التصدير.

في كل عام تحل ذكرى ثورة 30 يونيو، يعود عمال الصناعات الهندسية إلى تذكّر المواقف التي صاغوها بإرادتهم الحرة، ويؤكدون أن انحيازهم للوطن لم يكن لحظة عابرة، بل التزامًا مستمرًا في ميادين العمل، وفي كل تحدٍ تواجهه الدولة.

إنها ثورة أنقذت المصانع من التخريب، وأعادت الاعتبار للعامل المصري، وفتحت آفاقًا جديدة أمام النهضة الصناعية الوطنية.

عبدالرحمن عبدالغني رئيس النقابة العامة للعاملين بالصناعات الهندسية والمعدنية ورئيس الاتحاد المحلي لعمال القليوبية 

زر الذهاب إلى الأعلى