آراءأهم الأخبارعمال

هشام رضوان يكتب : المعلمين حماة الهوية في وجه التطرف وصُنّاع الوعي في جمهورية ما بعد الثورة

 

حين ارتفعت الهتافات في شوارع مصر يوم 30 يونيو 2013 مطالبة بالخلاص من جماعة اختزلت الدولة في مشروعها، كان المعلمون والعاملين بالتعليم والبحث العلمي من أوائل من شعروا بالخطر الحقيقي، خطر العبث بعقول الأجيال، وتزييف الهوية الوطنية، واحتلال المدرسة من قبل فكر معادٍ لمدنية الدولة.

كان المعلم وقتها يقف في قلب المعركة، لا يحمل سلاحًا، لكن يحمل ما هو أخطر، الكلمة والعقل والموقف.

لقد أدرك أن التعليم هو الهدف الأول لقوى الظلام، وأن السيطرة على المنهج والفصل الدراسي تعني اختراق المجتمع من جذوره.

خرج عشرات الآلاف من المعلمين للمشاركة في ثورة 30 يونيو، معلنين أن المدرسة لن تكون منصة للتحريض أو العنف، بل ساحة لبناء الوعي والانتماء.

ووقفوا سدًّا منيعًا أمام محاولات “أخونة التعليم”، ودافعوا عن مدنية الدولة من داخل الفصول والكتب والساحات المدرسية.

ومع انطلاق الجمهورية الجديدة، بات ملف التعليم في قلب المشروع الوطني، وقد شهدت السنوات التالية للثورة استثمارات غير مسبوقة في البنية التحتية للمدارس، وتحولات في فلسفة المناهج، وتوسيعًا لبرامج التدريب المهني للمعلمين.

اري أبرز مكاسب المعلم بعد الثورة كان الاعتراف بدوره المحوري في بناء الإنسان، من خلال إعادة الاعتبار لمهنته، وزيادة المخصصات المالية، وتطوير منظومة الترقيات، وتحسين بيئة العمل.

كما دافعت النقابة عن حقوق المعلمين المؤقتين والمتعاقدين، وضغطت من أجل تثبيتهم وتحسين أوضاعهم، إلى جانب جهودها في متابعة مشكلات المعلمين في المناطق النائية والحدودية، وضمان وصول الخدمات التعليمية العادلة لكافة أبناء الوطن.

وفي مجال البحث العلمي، شهدت مصر بعد 30 يونيو طفرة في عدد الجامعات والمراكز البحثية، وتعزيزًا للتعاون الدولي في مجالات التكنولوجيا والابتكار، ما وفر فرصًا جديدة أمام الباحثين وأعضاء هيئات التدريس.

في ذكرى الثورة، ارسل ومعي معلمو مصر وكل العاملين بالتعليم والبحث العلمي وكافة اللجان النقابية برسالة واضحة: “سندافع عن الوطن، ونقف خلف القيادة السياسية من أجل استقرار مصر، وسنواصل تعليم الأجيال كيف تحب مصر بعقلها قبل قلبها.

هشام رضوان رئيس النقابة العامة للعاملين بالتعليم والبحث العلمي و أمين صندوق الاتحاد العام لنقابات عمال مصر

زر الذهاب إلى الأعلى