في عالم الصناعات المنزلية والتقليدية، تخرج الأمثال الشعبية من رحم التجربة. وها نحن اليوم أمام مثل شائع يتداوله الناس بمرارة حين تُفسد الأمور: “إنت خلتها خلّ!”.
ولكن، ما أصل هذا المثل؟ وما الحكاية وراءه؟
تبدأ القصة مع أحد الهواة ممن قرر أن يخوض تجربة تخمير عصير العنب لصناعة النبيذ أو الخمر في بيئة منزلية، مستخدمًا أدوات بدائية ومعرفة سطحية.
ففي عمليات التخمير، تنتج الخميرة غاز ثاني أكسيد الكربون بوفرة، وهو ما يسبب ارتفاع الضغط داخل الوعاء إذا تم إغلاقه بإحكام دون نظام تنفيس دقيق.
وهنا تبدأ أولى التحديات الفنية:
إذا لم يُنفّس الغاز دوريًا، قد ينفجر الوعاء نتيجة لتراكم الضغط.
لكن التنفيس نفسه يحمل مخاطرة: فإذا تم فتح الغطاء بطريقة غير محكمة أو في وجود هواء، يدخل الأوكسجين.
ودخول الأوكسجين هو العدو الأول للتخمير الكحولي، إذ أنه يغير مسار التفاعل الحيوي. فبدلاً من إنتاج الكحول، يتحول المسار الكيميائي إلى إنتاج حمض الخليك، وهو المكوّن الأساسي في الخل!
وهكذا، رغم حماسه ومجهوده، أفسد الشاب التجربة. فعندما عاد صاحب المكان ليذوق الناتج، صدم وقال له بتهكم:
“إيه ده؟ إنت خلتها خل!”