طارق الصاوى يكتب : تركيا وبنو بكر وتاريخ من الخراب

دفعنى ماتقوم به تركيا هذه الأيام للبحث فى تاريخ العرب ثم فى تاريخ المسلمين لأجد شبيها لتلك الدولة التى لا تكل عن جلب المصائب لهذه الأمة التي تدعى الإنتساب لها وأحلام التوسع والسيطرة التي لم تتوقف منذ إقامة الدولة العثمانية التى قامت وتوسعت على دماء العرب والمسلمين بل وبعض دول شرق وجنوب شرق أوربا ، ولا سيما في دول البلقان التي سيطرت عليها واقامت بها الجرائم والمذابح التي دفع ثمن مورثها المسلمون في البوسنة ثم فى كوسوفو .

ومرورا بجرائمها أيام الحرب العالمية الأولى وما فعلته من مذابح مع الأرمن راح ضحيتها مايزيد عن مليون ضحية من الأرمن ، إلى ان سقطت هذه الدولة علي يد أحد الخونة من قادتها وهو المدعو ” مصطفي كمال أتاتورك ” والذى أسس للعلمانية المعادية للدين والشرع والتى انتشرت في اغلب دول العالم.

واوجدت نزاعات وصراعات ثقافية وايدلوجية انهكت بعض الدول وفرقت بين العديد من المجتمعات بالداخل والخارج.

وبالطبع صارت تركيا من أشد دول العالم ممارسة للبغاء ومعاقرة الخمور وكل ما تنهى عنه الأديان السماوية وتمجه الفطرة السوية.

ثم طلت علينا تركيا بوجه جديد يتخذ ديكورا او مكياجا سرعان مايزول وتظهر حقيقته بوجهه القبيح الذي لم يخرج عما ألفى عليه أباءه واجداده وهو الوجه الذي يدعي الثقافة الإسلامية والإنتماء إلى شريعة الإسلام كذبا.

فقد ظل هذا النظام يحكم تركيا اكثر من ١٥ عاما متوالية ولم يغير من الوضع إلا قدر الديكور ، ولم يحقق خلال الأعوام ال ١٥ مايلزم من نشر الهداية وتحقيق الكفاية في مجتمع اصله مسلم ليقيم فيه شريعة الحلال والحرام..

ولازالت بيوت الدعارة المرخصة ومحلات بيع الخمور وشربها تعمل ليل نهار برعاية دولة ” اردوغان ” الذي سعى للسيطرة علي المنطقة العربية عقب ثورات الربيع العربى ففشلت مساعيه ، ثم ظهرت حقيقته وحقيقة نظامه بعد التأكد من دعمه ورعايته للمرتزقة المخربين في ديار وبلاد العرب ، ممارسين لأسوء العمليات الإجرامية والإرهابية .

وقد اصبح يقينا لاشك فيه أن أردوغان ونظامه هم نافذة الغرب لبلاد العرب والمسلمين لنهب ثرواتهم وزرع الفتن بينهم ومنع الإستقرار من بلادهم .

وتسعى تركيا الآن للسيطرة على خامس احتياطي نفطي في العالم والذى يقدر ب ٧٤ مليار برميل من خام النفط عالي الجودة) تنتجها الأراضى الليبية ، كما يسعى اردوغان تركيا الآن لتعزيز قدراته الإستراتيجية على تهديد منتدى غاز شرق المتوسط وتحقيق السيطرةفى شرق البحر المتوسط .

كما يحاول أردوغان تحقيق إنتصار سياسي يُعزز من موقفه الداخلي فى ضوء إرتباك سياسي تركي داخلي يُهدد مشروعه بالكامل مُستخدماً لخطاب سياسي أيدلوجي قائم على مفهوم إستعادة المجد العثماني الزائل .

وهكذا كانت تركيا منذ أن قاد سليم الاول الفتوحات الدموية للدولة العثمانية والتي طالت بلدنا وقتل سليم الأول قائنا المملوكي البطل ” طومان باي” وعلق رأسه علي باب ” زويلا ” إنتقاما منه لما قام به من قيادة المقاومة المصرية للإحتلال العثمانى الدموي لمصر ، ومن حينها ظلت تركيا ” مفراك شر ” في هذه الامة.

وهى الآن تجر الشرق الأوسط إلى صراع دموى لتحقق أطماعها لتحقق اهداف الغرب وتكون ذراعه الجديدة في تحقيق اغراضه ولا سيما إنهاك الجيشين القوين الذين بقيا لدول الإسلام بعد انهيار الجيشين العراقي والسورى وكل ذلك لايصب سوي في مصلحة الكيان الصهيونى ومن يدعمه.

وحين بحثت فى تاريخ العرب عن شبيه للأتراك وجدت قبيلة من أكبر قبائل العرب تدعى ” بنى بكر ” كانت هذه القبيلة بين العرب اشبه ماتكون بتركيا وما تفعله في أمة الإسلام ، فكانت ” مفراك شر ” جلب الوبال علي العرب وفرقهم عقودا طويلا واوجد بينهم عادات دميمة واساء اليهم واظهرهم في بعض المواقف علي غير عادتهم ” مخالفين للعهود ”

ولم يكف بنوبكر شرهم حتي عن أبناء عمومتهم ، بل اشعلوا حربا بينهم وبيت بنى تغلب وهم ابناء عمومة، استمرت لأكثر من ٣٠ سنة متوالية في حرب الباسوس التي انقسم فيها قبائل العرب إلي شطرين متحاربين ، حين قتل الجساس بن مرة البكري ” كليب” وائل بن ربيعة ملك العرب .

ثم تمر الأيام فتدور حرب بين بني بكر وبني تميم ، وينتصر فيها بنو تميم ويسبوا نساء بنى بكر ويأخذوهن إلى ديارهم ، وكان بنو بكر غلاظ القلوب يسيئون معاملة نسائهم ولا يكرموهن ، علي عكس ما وجدن في ديار بنى تميم الذين كانوا يكرمون النساء ويحسنون معاملتهن ويقدروهن ويدللوهن.

فلما تصالح بنو بكر مع بنى تميم وطلبوا نسائهم السبايا ، قال لهم بنو تميم خيروهن فى هذا الامر فاخترن أن يبقين سبايا في ديار بنى تميم ولا يعدن لمعاشرة غلاظ القلوب أحرارا في بنى بكر ، وعاد بنو بكر يؤدن بناتهن ثم تنتشر هذه العادة الدميمة بين العرب » وئد البنات ” .
وتمر السنين ويبعث رسولنا صلى الله عليه وسلم ويدور ما كان بينه وبين قبائل قريش ثم يهاجر إلي المدينة ويبرم بينه وبين قبائل قريش ” معاهدة الحديبية ” .
فإذا ببني بكر يخرجون من بينهم لينقضوها ويقتلوا حلفاء رسول الله صلي الله عليه وسلم من بني خزاعة في حرمة البيت الحرام ، ليجدوا رسول الله صلوات الله وسلامه عليه قادم لفتح مكة على رأس جيش ما رأى العرب مثله قط

وكذا تفعل تركيا بامة الإسلام الآن ، وانظروا إلى النظام التركى الذى يريد تدخلا عسكريا علي الأراضى الليبية وبتأييد من البرلمان التركى الذي اغلبيته من اتباع نظام أردوغان ، لمذا لم يرسلوا قوات تركية لحماية العراق او سوريا اوغيرها لمذا ليبيا علي وجه التحديد إلا انهم يريدون تعزيز الاجندة الغربية التي عجزت داعش في تحقيقها في بلادنا.

بقلم : طارق الصاوي المستشار الاعلامي لجمعية الطرق العربية

زر الذهاب إلى الأعلى