أهم الأخبارتحقيقات و ملفاتعرب و عالم

خارج الحدود.. المصريون يشاركون بوعي ومجلس الشباب يوثق التجربة بعيون محايدة 

 

التقرير الثاني لمجلس الشباب: وعي سياسي يقود مشهد التصويت بالخارج

 

كتبت – نجوى إبراهيم

 

أصدر مجلس الشباب المصري، من خلال برنامجه الوطني لرصد ومتابعة الاستحقاقات الانتخابية وذراعه الرقابي «مرصد المجتمع المدني»، تقريره الثاني حول تصويت المصريين بالخارج في انتخابات مجلس الشيوخ 2025، والذي رصد فيه بدقة تطور المشاركة خلال اليوم الثاني (السبت 2 أغسطس)، مشيرًا إلى تصاعد ملحوظ في الإقبال خصوصًا في أوروبا والخليج، وتحسنًا إداريًا وتنظيميًا في دول آسيا وأفريقيا، وسط أجواء انتخابية يغلب عليها الطابع الوطني والوعي المدني.

تميز التقرير بنهج مهني منضبط وتحليل رقابي حيادي لا ينحاز لجهة ولا يهاجم أخرى، بل جاء بمثابة «عين وطنية راصدة» حرصت على الإشادة بالنجاحات، والإشارة إلى نقاط تستحق المراجعة، دون تضخيم أو تعمية.

وحرص معدّو التقرير ، من فريق مجلس الشباب ومتطوعي المجتمع المدني في 22 دولة ، على أن يكون العمل وثيقة تحليلية تُنصف كل من ساهم في إنجاح التجربة الديمقراطية، من البعثات الدبلوماسية إلى أبناء الجاليات، مرورًا بالهيئة الوطنية للانتخابات.

ما جاء بالتقرير يؤكد أن الهدف من الرصد ليس اصطياد الأخطاء أو تصدّر مشهد التقييم، بل المساهمة في تطوير التجربة الديمقراطية، وضمان استدامة التحسين المؤسسي، وهو ما ظهر بوضوح في صياغة التوصيات التي تميزت بالموضوعية والروح الوطنية.

يعد هذا التقرير جزء من عملية وطنية أكبر تعكس التزام منظمات المجتمع المدني، وفي مقدمتها مجلس الشباب المصري، بالانحياز إلى الصالح العام وحق المواطن في المشاركة والتقييم والتطوير.

 

      انضباط إداري 

أبرز ما كشفه التقرير هو ارتفاع نسبة المشاركة في أوروبا الغربية ودول الخليج، حيث جاءت السعودية والكويت والإمارات في صدارة الدول من حيث عدد المشاركين، بينما شهدت مدن أوروبية مثل برلين وباريس وستوكهولم تحولا نوعيا في نمط التصويت، سواء من حيث الفئات العمرية أو الطابع السياسي للنقاشات داخل اللجان.

كما أشار التقرير إلى انضباط إداري ملحوظ في دول آسيا مثل الهند واليابان، حيث جرت العملية بسلاسة وسط مشاركة متوازنة من الجاليات الأكاديمية والمهنية، إضافة إلى استمرار التصويت في بعض الدول الأفريقية رغم التحديات الأمنية، بما مثل رسالة رمزية عن ارتباط المصري بالخارج بوطنه.

مشاركة واعية

واحدة من أهم ملاحظات التقرير تمثلت في تحول نمط المشاركة من الشكل الرمزي إلى الفعل السياسي الواعي، حيث سجل رصد المراقبين في فرنسا وألمانيا والدنمارك وغيرها مظاهر جديدة مثل:حلقات نقاش بين الناخبين ، تساؤلات حول اختصاصات مجلس الشيوخ، اهتمام ملحوظ بجدوى المشاركة كفعل وطني مؤثر.

غياب الاستقطاب السياسي

أكد التقرير أن غياب المنافسة الحزبية في الخارج أتاح مساحة للنقاش الموضوعي حول أهمية الصوت الانتخابي، وهو ما انعكس في حالات عديدة اختار فيها الناخبون المشاركة دون ضغط حزبي أو إعلامي، بل بدافع من القناعة الذاتية.

وسلط التقرير الضوء على أدوار فاعلة لعبها أبناء الجيل الثاني من المصريين في الخارج، وخاصة الشباب في أوروبا وأمريكا، الذين ساهموا في توعية أسرهم وتنظيم عملية الحضور، في دلالة على اتساع قاعدة الوعي السياسي لدى الجاليات.

إشادات

وثّق التقرير انضباطًا لوجستيًا وتنظيميًا واضحًا في أغلب مقار الاقتراع بالخارج، نتيجة تنسيق مشترك بين الهيئة الوطنية للانتخابات ووزارة الخارجية، مع تفعيل غرفة عمليات مركزية تعمل بتقنيات اتصال فوري مع السفارات والقنصليات، لضمان انتظام فتح اللجان وسرعة حل أي معوقات.

توصيات بنّاءة 

جاءت التوصيات في ختام التقرير لتشكل خارطة طريق قابلة للتنفيذ، منها:تكثيف الحملات التوعوية في أمريكا الشمالية ودول الهامش الأفريقي ، تطوير أدوات الإحصاء اللحظي لمعدلات الإقبال، تدريب كوادر دبلوماسية أكثر تخصصًا في إدارة اللجان الانتخابية، إشراك الجاليات بشكل أوسع في الإعداد اللوجستي والتواصلي.

تحية مستحقة 

وجه التقرير تحية مستحقة لكل من ساهم في إنجاح هذا الاستحقاق، مؤكدًا أن الديمقراطية ليست حدثًا موسميًا بل مسارٌ طويل يبدأ من الثقة وينمو بالممارسة.

وقال الدكتور محمد ممدوح، رئيس مجلس أمناء مجلس الشباب المصري، بأن المجلس، ممثلًا في البرنامج الوطني لرصد ومتابعة الاستحقاقات الانتخابية ومرصد المجتمع المدني، أصدر تقريره الثاني حول مجريات اليوم الثاني من تصويت المصريين بالخارج في انتخابات مجلس الشيوخ لعام 2025.

وأوضح أن التقرير يأتي في إطار متابعة ميدانية ورقمية دقيقة، ينفذها المجلس من خلال شبكة من فرق المتابعة المنتشرة في 22 دولة حول العالم، من بينها دول الخليج العربي، وأوروبا، وأفريقيا، وأمريكا الشمالية، وتعمل ضمن منظومة احترافية تشمل وحدات التحليل والرصد الإلكتروني وغرف العمليات المركزية والفرعية.

وأشار إلى أن التقرير رصد تطورًا لافتًا في مشهد المشاركة بالخارج، تمثّل في ارتفاع نسب التصويت بعدد من دول الاتحاد الأوروبي، خاصة مع عطلة نهاية الأسبوع، إلى جانب اتساع الرقعة الجغرافية للمشاركة لتشمل دولًا أفريقية مثل جنوب السودان، واستمرار دول الخليج العربي في تصدُّر المشهد من حيث الإقبال والتنظيم.

وأكد الدكتور محمد ممدوح أن هذه الجهود تأتي في إطار التزام المجلس الراسخ بدور المجتمع المدني في دعم نزاهة العملية الانتخابية وتعزيز الشفافية والمشاركة الشعبية، انطلاقًا من إيمان راسخ بأن الانتخابات تُعد ركيزة أساسية لبناء دولة ديمقراطية حديثة، ومؤكدا  على أن المجلس سيواصل جهوده خلال الأيام المقبلة من خلال إصدار تقارير دورية وتحليلية، وصولًا إلى التقرير الختامي الشامل عقب انتهاء كافة مراحل التصويت والفرز.

زر الذهاب إلى الأعلى