كتبت سامية الفقي
بقلوب يعتصرها الألم والحزن، تنعى النقابة العامة للأطباء بمزيد من الأسى والأسف الطبيب الشاب عبد اللطيف فرج محمد، طبيب الطوارئ بمستشفى المنصورة للتأمين الصحي، الذي وافته المنية أثناء تأدية واجبه المهني والإنساني في خط الدفاع الأول، داخل غرفة الطوارئ، بين مرضاه الذين نذر حياته لخدمتهم.
لقد كان الطبيب عبد اللطيف نموذجا مضيئا لطبيب شاب وهب عمره في سبيل رسالة الطب النبيلة، مخلصا، متفانيا، رقيقا مع مرضاه، وقويا في مواجهة صعوبات المهنة، حتى اختاره الله إلى جواره وهو على رأس عمله، شهيدا في ميدان الواجب.
نسأل الله تعالى أن يتغمده برحمته الواسعة، وأن يتقبله في الشهداء، وأن يربط على قلوب أهله وزملائه وأحبته بالصبر والسلوان، وأن يجعل ما قدّمه من علم وخدمة وإخلاص في ميزان حسناته، ويجعل قبره روضة من رياض الجنة.
إن هذا الحادث الأليم، الذي خطف روحا طيبة وطبيبا واعدا في مقتبل حياته، يعيد التأكيد على ضرورة توفير بيئة عمل آمنة وكريمة للأطباء، تحفظ أرواحهم وتراعي صحتهم النفسية والجسدية، وهم الذين لم يتأخروا يوما عن أداء واجبهم، حتى في أصعب الظروف.
كما تشدد النقابة العامة للأطباء على ضرورة إعادة النظر بجدية ومسؤولية في أوضاع الأطباء داخل أماكن العمل، لا سيما في أقسام الطوارئ، من حيث عدد ساعات العمل، وضغط الحالات، وتوافر الراحة والدعم النفسي.