كيف نتعلم من سيدنا النبي شحن الهمم؟.. أيمن أبو عمر يجيب

فوقيه ياسين
قال الدكتور أيمن أبو عمر، من علماء وزارة الأوقاف، إن النبي صلى الله عليه وسلم استخدم في تعليمه للصحابة أسلوبًا راقيًا يقوم على تحريك الذهن وإثارة التفكير، وهو ما يُعرف في الأساليب التربوية الحديثة بالتعليم النشط.
وأوضح خلال حلقة برنامج “منبر الجمعة”، المذاع على قناة الناس، اليوم الخميس، أن ذلك يتضح في حديثه الشريف حينما جلس مع أصحابه وسألهم: “إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها وهي كالمؤمن، أخبروني ما هي؟”، مشيرًا إلى أن هذا السؤال تضمن قياسًا لفهم الحاضرين وتقييمًا لمعارفهم.
وأضاف أن الصحابة – لكونهم يعيشون في البادية – أخذوا يذكرون أشجار الصحراء المحيطة بهم، دون أن يصلوا إلى الإجابة الصحيحة، حتى أخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن المقصود هو النخل.
وتابع أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما وقع في نفسه أن الإجابة هي النخل، لكنه سكت حياءً، فلما أخبر والده عمر رضي الله عنه بذلك، قال له: “لو أنك قلتها لكان أحب إليّ من كذا وكذا”.
وأشار الدكتور أبو عمر إلى أن هذا الموقف يبين كيف وجّه سيدنا عمر رضي الله عنه ابنه برفق ولين، مؤكدًا أن الحياء مطلوب، لكن الجرأة المؤدبة المنضبطة مطلوبة أيضًا، لافتًا إلى أن القصة تمثل درسًا في التربية، والتوجيه، وأسلوب الحوار الراقي الذي رسّخه النبي صلى الله عليه وسلم.