تعتبرالتنمية المستدامة أداة لحماية الحياة البرية والتنوع البيولوجي من خلال ممارسات تضمن استدامة الموارد الطبيعية، مما يساهم في الحفاظ على النظم البيئية وصحة الكوكب وهي تتضمن حماية الموائل، واستعادة النظم البيئية المتدهورة، وتعزيز الاستخدام المستدام للموارد، والتوعية بأهمية التنوع البيولوجي، وتطبيق القوانين الرادعة للصيد الجائرا والاتجار غير المشروع بالكائنات البرية والبحرية. فالتنمية المستدامة ضرورية لحماية الحياة البرية والتنوع البيولوجي لأنها تضمن الإدارة الفعالة للموارد الطبيعية بطريقة مسؤولة، مما يحمي الموائل الطبيعية من التدهور ويحافظ على قدرة النظم البيئية على دعم الحياة البرية والبشر معا.
كما أنها تعالج الأسباب الجذرية لفقدان التنوع البيولوجي، مثل تغير المناخ وتدمير الموائل، وتوفر حلولاً قائمة على الطبيعة لدعم التكيف مع المناخ وتعزيز قدرة المجتمعات على الصمود.
أوجة مساهمة التنمية المستدامة في حماية الحياة البرية والتنوع البيولوجي؟
-حماية النظم البيئية: تتضمن إنشاء مناطق محمية وإدارة الغابات بشكل مستدام لمكافحة التصحر وتدهور الأراضي.
-الاستدامة الاقتصادية والبيئية: تربط التنمية المستدامة بين النمو الاقتصادي والحفاظ على البيئة، مما يعني أن الاقتصادات الحديثة لا تنمو على حساب الموارد الطبيعية.
-المناطق المحمية والأنظمة البيئية السليمة: تدعم التنمية المستدامة إنشاء وتشغيل مناطق محمية جديدة مدارة جيدًا، مما يوفر ملاذات آمنة للحياة البرية ويحافظ على توازن الأنظمة البيئية.
-استعادة النظم البيئية المتدهورة: اتخاذ إجراءات ملموسة لاستعادة النظم البيئية المتدهورة وزيادة الغطاء النباتي.
-إدارة مستدامة للموارد: تبني ممارسات زراعية صديقة للبيئة، مثل تقليل استخدام المبيدات والأسمدة، واتباع نظم زراعة مستدامة.
-الحفاظ على الموائل: تساهم الممارسات الزراعية المستدامة وإدارة الأراضي في تحسين صحة التربة وزيادة الغطاء النباتي والحد من مسببات التدهور، مما يقلل من تدهور الأراضي ويحمي الموائل من التصحر.
-الإدارة المسؤولة للموارد: تعزز الاستدامة الاستخدام المسؤول للموارد الطبيعية، مما يضمن بقاء الأنظمة البيئية منتجة وقادرة على دعم الحياة البرية والبشر على حد سواء للأجيال القادمة.
-معالجة أسباب فقدان التنوع البيولوجي: يساهم دمج المعرفة العلمية في استراتيجيات التنمية المستدامة في تحديد المجالات الحرجة للحماية ووضع استراتيجيات فعالة للحفاظ على التنوع البيولوجي.
-دعم التكيف مع المناخ: يمكن للحياة البرية وخدمات النظم البيئية التي تدعمها أن تشكل أساسًا لاستراتيجيات التكيف مع تغير المناخ والحد من مخاطر الكوارث.
-دعم المجتمعات المحلية: تضمن التنمية المستدامة مشاركة المجتمعات المحلية في تطوير وإدارة المناطق المحمية، مما يخلق فرص عمل وينعش الاقتصادات المحلية مع دعم الحفاظ على البيئة، حسبما ورد في مجموعة البنك الدولي.
-توفير فرص اقتصادية: يعتمد التنوع البيولوجي على توفير خدمات النظم البيئية الضرورية للأنشطة الاقتصادية مثل الزراعة وصيد الأسماك والسياحة، والتي توفر سبل عيش لكثير من الناس حول العالم، وتساهم في العمل اللائق ونمو الاقتصاد.
-مكافحة الأنشطة الضارة بالبيئة: تشديد الرقابة على التلوث، ومنع الاتجار بالكائنات البرية المهددة بالانقراض، وفرض غرامات رادعة.
-الاستثمار العلمي والتقني: استخدام المعرفة العلمية لمراقبة الأنواع المهددة وتتبع حركة مجموعات الحيوانات، وكذلك الاستفادة من التكنولوجيا لجمع وتحليل البيانات البيئية بكفاءة.
-ترسيخ الارتباط بين البشر والطبيعة: تدعو التنمية المستدامة إلى علاقة أكثر انسجامًا بين الإنسان والطبيعة، مع الاعتراف بالاعتماد المتبادل الضروري للحياة على كوكب صحي.
-الوعي والتوعية: رفع الوعي المجتمعي بأهمية الحفاظ على التنوع البيولوجي من خلال حملات إعلامية وتثقيفية تشجع على المشاركة الشعبية في جهود الحماية.
-التشريعات والسياسات البيئية: وضع قوانين وسياسات وطنية ودولية تدعم حفظ التنوع البيولوجي، مثل اتفاقيات التجارة الدولية للأنواع المهددة بالانقراض CITES) ).
-التعاون الدولي والمحلي: تعزيز التعاون بين الهيئات الدولية والمنظمات الحكومية والقطاع الخاص ومجتمعات السكان الأصليين لتحقيق أهداف مشتركة في حفظ البيئة.
ختاما: تعتبرالتنمية المستدامة ضرورية لحماية الحياة البرية والتنوع البيولوجي لأنها تدمج حماية البيئة ضمن استراتيجيات النمو الاقتصادي والمجتمعي، وتدعم النظم البيئية السليمة التي يعتمد عليها البشر في بقائهم. من خلال ممارسات مثل الإدارة المستدامة للغابات والمناطق المحمية، واستخدام الموارد بكفاءة، وتطوير حلول علمية مبتكرة، ويمكن للتنمية المستدامة أن توقف فقدان التنوع البيولوجي، وتعكس اتجاه تدهور الأراضي، وتحافظ على النظم الإيكولوجية من أجل الأجيال القادمة
.كاتب المقال: ا.د/ عاطف محمد كامل أحمد-سفير النوايا الحسنة- مؤسس كلية الطب البيطرى جامعة عين شمس استاذ ووكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة والمشرف على تأسيس ورئيس قسم الحياة البرية وحدائق الحيوان – عضو اللجنة العلمية والإدارية لإتفاقية سايتس- والخبير الدولى للحياة البرية والمحميات الطبيعية والتنوع البيولوجى باليونسكو وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية والإتحاد الدولى لحفظ الطبيعة IUCN وخبير البيئة والتغيرات المناخية بوزارة البيئة- المستشار العلمى لحديقة الحيوان بالجيزة-الأمين العام المساعد للحياة البرية بالإتحاد العربى لحماية الحياة البرية والبحرية- جامعة الدول العربية ورئيس لجنة البيئة بالرابطة المغربية المصرية للصداقة بين شعوب العالم
د عاطف محمد كامل يكتب: التنمية المستدامة وحماية الحياة البرية والتنوع البيولوجي