ليست حرب أكتوبر 1973 مجرد معركة في كتب التاريخ، بل مباراة شرف خاضتها مصر ضد جيشٍ وُصف يومًا بأنه «لا يُقهر».صفارة البداية دوت في الثانية ظهر السادس من أكتوبر، حين انطلق الجندي المصري يسابق المدافع والطائرات، ليحرز الهدف الأول في مرمى الغرور الإسرائيلي.
الهدف الأول: معركة العبور العظيم – 6 أكتوبر
في لحظات معدودة، عبرت قواتنا قناة السويس، وتدفقت موجات الأبطال فوق المياه، بخراطيم المياه هُدم خط بارليف الذي قيل إنه حصن لا يُقهر، وسُجل أول هدف مصري في مرمى الاحتلال، هدف صنعته الإرادة والعقل معًا.كانت الضربة الافتتاحية التي غيّرت وجه المنطقة بأكملها.
النتيجة: 1 – 0 لمصر.
الهدف الثاني: معركة تبة الشجرة – 7 أكتوبر
في اليوم التالي مباشرة، تحركت قواتنا لتقتحم موقع القيادة الإسرائيلية المسمى بتبة الشجرة، وتستولي على وثائقه وخططه.
كان هذا الهدف أشبه بتمريرة استخباراتية بارعة اخترقت عمق الدفاع، فأربكت القيادة الإسرائيلية وكسرت هيبتها أمام العالم.
النتيجة: 2 – 0 لمصر.
الهدف الثالث: معركة الفردان – 8 أكتوبر
لم يحتمل العدو الهزيمة، فحاول شن هجوم مضاد في منطقة الفردان شرق الإسماعيلية.
لكن دفاعنا الباسل تصدى ببراعة، وحوّل المعركة إلى مهرجان تدمير للدبابات الإسرائيلية.
أكثر من سبعين دبابة احترقت في ساعات قليلة — وكأنك تشاهد “هاتريك مصري” في قلب المعركة.
النتيجة: 3 – 0 لمصر.
الهدف الرابع: معركة السويس – 24 أكتوبر
حين حاولت إسرائيل دخول مدينة السويس، استقبلها الشعب قبل الجيش، تحولت الشوارع إلى ميادين للقتال، والمنازل إلى حصون، والقلوب إلى مدافع من إيمان.
انسحب العدو مذهولًا، ليُسجل المصريون الهدف الرابع والأجمل — هدف الإرادة الشعبية.
النتيجة: 4 – 0 لمصر.
الهدف الوحيد لإسرائيل: ثغرة الدفرسوار – 15 أكتوبر
في منتصف الحرب، استغلت إسرائيل فجوة بين الجيشين الثاني والثالث، وعدّت ببضع دبابات غرب القناة، الإعلام الإسرائيلي اعتبرها «عودة تاريخية»، وظل يكرّرها لعقود، كأنها نصر مبين!
لكن الحقيقة أنها لم تغيّر مجرى الحرب، تمامًا كركلة مجدي عبد الغني التى صدعنا بها فى هولندا بمونديال 1990! وصدّعوا به العالم، لكنه بقي مجرد رقم بلا أثر.
النتيجة: 4 – 1 لمصر.
صافرة النهاية
انتهت الحرب، وبقيت الراية المصرية ترفرف شرق القناة، بينما كانت إسرائيل تتوسل الهدنة.
مصر استعادت الأرض والعزة والاحترام، وسجّلت في التاريخ نصرًا لا يُمحى.
فحتى لو سجل الخصم هدفًا شرفيًا من «ضربة جزاء مشكوك فيها»،
فالمباراة انتهت منذ زمن، والنتيجة النهائية ما زالت تُعلن للعالم مصر ٤ – إسرائيل ١.
نصرٌ بالجهد والدم، لا بالكلام ولا بالإعادة على الشاشات.
م. خالد محمود خالد يكتب: حرب اكتوبر اهداف صنعتها الإرادة والعقل معًا