في زمنٍ يتشابك فيه كل شيء — السياسة بالاقتصاد، والمصالح بالمواقف، والأزمات بالتحالفات — تظل مصر وحدها تمضي بخطى ثابتة، لا تتعجل ولا تنجرف، لكنها تصل دومًا إلى حيث ينبغي أن تكون في قلب المشهد، صانعة للتوازن، ومُلهِمة للحكمة.
في عالمٍ تتبدّل فيه المواقف بين عشية وضحاها، تظل الدبلوماسية المصرية واحدة من أكثر المدارس احترامًا وتأثيرًا، لأنها لا تُقام على صخب الشعارات ولا على استعراض القوة، بل على عمق التاريخ، واتزان القرار، ونُبل الهدف.
مصر لم تعد فقط صوتًا من الشرق الأوسط أو إفريقيا، بل أصبحت — كما قال كثيرون في المحافل الدولية — صوت العقل في زمن الضجيج، وصوت الضمير في عالمٍ يضج بالمصالح.
فكل الإنجازات تصنع تاريخًا جديدًا لمصر في العالم،ولأن الكلمة المصرية صارت تُسمَع باحترام، فقد شهدنا في السنوات الأخيرة سلسلة من النجاحات التي تُدوَّن في سجل الدبلوماسية والقيادة المصرية ،
فمثلا الدكتور خالد العناني، المدير العام لمنظمة اليونسكو — إنجازٌ يُعَدّ تاريخيًا بكل المقاييس.
لأول مرة، يقود مصري وعربي واحدة من أهم منظمات الأمم المتحدة المعنية بالثقافة والتعليم والتراث العالمي. فوزه ليس تكريمًا لشخصه فقط، بل اعترافًا بأن مصر – بتاريخها وثقافتها – ما زالت منارة للحضارة والعلم.
ولا يمكن إغفال الدكتورة غادة والي، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة، ومدير مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة — نموذج للمرأة المصرية التي ترفع اسم وطنها في أعلى المحافل الدولية.
وجودها هناك تأكيد على أن الكفاءة المصرية قادرة أن تنافس وتنجح وتُشرّف مصر في أي ساحة.
وايضا السفير ماجد عبد الفتاح، مندوب جامعة الدول العربية لدى الأمم المتحدة — أحد أقوى الأصوات العربية والعاقلة في قلب المنظمة الدولية.
يتحدث بلسان العرب، لكن بحكمةٍ مصريةٍ عميقةٍ تُعيد دائمًا التوازن إلى المواقف.
وهناك السفير محمد إدريس، مندوب الاتحاد الإفريقي في الأمم المتحدة — من الوجوه التي تحمل روح إفريقيا وعقل مصر، يُعبّر عن القارة في الاجتماعات الدولية بوعيٍ ورؤيةٍ تشبه نيل مصر، في عمقها وهدوئها وقدرتها على الاستمرار.
والسفيرة نميرة نجم، المستشار القانوني للاتحاد الإفريقي سابقًا — واحدة من العقول القانونية المصرية التي أرست قواعد العمل الإفريقي المشترك، لتُثبِت أن مصر ما زالت في مقدمة من يصيغون المستقبل القانوني والسياسي للقارة.
كل تلك الأسماء ليست مجرد مناصب، بل قصص نجاح وطنية تُضاف إلى سجل مصر الطويل في صناعة الدبلوماسية الهادئة التي تغيّر الموازين دون ضجيج.
فالقوة الناعمة المصرية لم تعد حكرًا على الفن والثقافة، بل أصبحت قوة دبلوماسية راقية تعمل من جنيف إلى باريس، ومن نيويورك إلى أديس أبابا، حيث يكون الصوت المصري دائمًا مسموعًا، محترمًا، ومتزنا.
في لحظاتٍ كثيرة من تاريخ المنطقة، حين اشتعلت الخلافات وتباينت المصالح، كانت مصر هي الجسر الآمن الذي يعبر عليه الجميع نحو الحلول، وكان دبلوماسيّوها — رجالًا ونساء — هم من يعيدون للعالم اتزانه، وللمنطقة عقلها.
تلك هي مصر التي لا تغيب عن أي مشهد دولي، مهما اشتدت العواصف.
مصر التي ما زالت تُعلّم العالم أن النفوذ لا يُقاس بالصوت العالي، بل بالثقة التي تمنحها الأمم لمن يملك الحكمة.
وفي زمنٍ يحتاج فيه العالم إلى أصواتٍ عاقلة، تظل مصر — بتاريخها، بدبلوماسييها، وبقوتها الهادئة — البلد الذي يكسب حتى في أصعب الظروف… لأنها ببساطة لا تعرف الخسارة.