عبدالمنعم الجمل يكتب : من شرم الشيخ تبدأ الحقيقة.. ومصر تكتب نهاية الحرب

من مدينة السلام “شرم الشيخ”، خرجت الحقيقة التي حاول كثيرون طمسها، وتجلى الدور المصري الأصيل في أبهى صوره.
فمصر، بقيادتها الحكيمة، لم تكن يوما متفرجة على نزيف الدم في فلسطين، بل كانت ولا تزال اليد التي تمتد لتوقف الحرب، وتزرع الأمل، وتعيد للإنسانية معناها.
إن التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، برعاية مصرية خالصة، لم يكن حدثا عابرا، بل محطة جديدة في مسيرة ممتدة من الثبات والشرف والمسؤولية.
إنه تتويج لجهودٍ صادقة بذلتها الدولة المصرية على مدار شهور من الاتصالات والمفاوضات المضنية، قادها الرئيس عبدالفتاح السيسي برؤية متوازنة ، واضعا نصب عينيه أن القوة الحقيقية ليست في السلاح، بل في القدرة على صناعة السلام.
لقد أثبتت مصر مجددًا أنها مركز القرار في المنطقة، وصاحبة الموقف الذي لا يتبدل مع تبدل الظروف.
فبينما كانت الأصوات تتعالى بالتحريض والتأجيج، كانت القاهرة تعمل في صمت، تجمع الفرقاء، وتبني الجسور، وتحمي ما تبقى من إنسانية في مشهد عربي ملئ بالجراح.
ومن رحم هذا الجهد خرج الاتفاق الذي أنهى الحرب، وأعاد الأمل إلى ملايين الأبرياء في غزة والمنطقة بأسرها.
ورغم وضوح الحقائق، لم تسلم مصر من حملات الأكاذيب والتشويه التي حاولت النيل من مواقفها، وكأن من يسعى للسلام بات متهما، ومن يحافظ على المبادئ أصبح هدفا.
لكن الرد المصري كان أبلغ من أي بيان أو تصريح ، كان في قوافل المساعدات التي لم تتوقف، وفي المستشفيات التي فتحت أبوابها للجرحى، وفي الدبلوماسية الصلبة التي لم تفرط في حق ولم تساوم على كرامة.
إن من يهاجم مصر إنما يجهل تاريخها، أو يتناسى أنها قدمت آلاف الشهداء على أرض فلسطين دفاعًا عن العروبة والحق والإنسان.
فمصر لم تُزايد يومًا على القضية الفلسطينية، لأنها ببساطة كانت وما زالت جزءًا منها، وجدانا وتاريخا ومصيرا.
وفي هذه اللحظة الفارقة، نؤكد نحن عمال مصر أننا نقف بكل فخر ووعي خلف قيادتنا الوطنية، داعمين كل جهد مصري يرسي دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، ويعيد للقيم العربية أصالتها.
إن الرئيس عبدالفتاح السيسي يقود سياسة تقوم على الثبات في المبدأ والمرونة في الوسيلة، لا تعرف الانفعال ولا تلهث وراء الشعارات، بل تبني المواقف على العقل والحكمة والإيمان بأن السلام ليس ضعفا، بل انتصار للإنسانية.
لقد علمتنا مصر أن الوطن لا يُقاس بمساحته على الخريطة، بل بدوره وتأثيره في ضمير العالم.
واليوم، من شرم الشيخ، كتبت مصر فصلا جديدا من فصول مجدها، تكتب نهاية الحرب وتبدأ مرحلة الحقيقة، لتؤكد للعالم أن السلام لا يولد إلا من رحم القوة، ولا يُصان إلا بالإخلاص للمبدأ.
ستبقى مصر بإذن الله صخرة تتكسر عليها الفتن، وصوت الضمير العربي الحي، وراية العدل والسلام في زمن ضاقت فيه الأصوات الصادقة ، فمن شرم الشيخ خرجت الكلمة الفصل: كفى دما. ولتبدأ الحياة من جديد.
عبدالمنعم الجمل
رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر