أهم الأخبارعرب و عالمعمال

مؤتمر لشبونة يرفع شعار “الناس قبل الربح”.. ونقابة النقل البحري تحذر من تغييب العمال في زمن التحول الآلي

 

حسام الدين مصطفى: الأتمتة سلاح ذو حدين.. والتحول الآلي يجب أن يحمي العامل لا يستغني عنه

 

أحمد حلمي: عمال الموانئ والأرصفة ليسوا أرقاما.. والأتمتة قد تنتزع أرزاق الأسر إن لم تُنظم

 

كتبت ـ نجوي ابراهيم 

تتسارع وتيرة الأتمتة في الموانئ حول العالم، وهي عملية استبدال العمل اليدوي بالأنظمة الآلية والروبوتات والذكاء الاصطناعي لإدارة عمليات الشحن والتفريغ، والتحكم في الرافعات والمركبات دون تدخل بشري مباشر.

ورغم ما تحققه من كفاءة وسرعة وتقليل للحوادث، إلا أنها تثير مخاوف حقيقية لدى العمال من فقدان وظائفهم وتراجع دورهم في واحدة من أقدم وأهم المهن البحرية.

في هذا السياق، جاءت مشاركة النقابة العامة لأعمال النقل البحري برئاسة الدكتور حسام الدين مصطفى، في مؤتمر “الناس قبل الربح” الذي عُقد في لشبونة بالبرتغال، للتعبير عن الموقف المصري الواضح ، نعم للتكنولوجيا، ولكن ليس على حساب الإنسان.

ثورة صناعية 

قال الدكتور حسام الدين مصطفى، رئيس النقابة العامة لأعمال النقل البحري، إن الأتمتة تمثل “ثورة صناعية جديدة في الموانئ” تعتمد على أنظمة ذكية قادرة على تشغيل الرافعات ومتابعة الشحنات ذاتيا، لكنها في الوقت نفسه تهدد بتقليص فرص العمل وتسريح أعداد كبيرة من عمال الأرصفة.

واضاف إن الأتمتة ليست شرا في ذاتها، لكنها تصبح خطرا عندما تتحول إلى وسيلة لتقليل العمالة وزيادة الأرباح على حساب الأمان الوظيفي ، مضيفا :إننا نؤمن بالتطوير، لكننا نرفض أن يكون التقدم التكنولوجي سببا في تهميش الإنسان أو حرمانه من عمله

وأشار حسام الدين مصطفى ، أن النقابة تؤمن بضرورة إشراك نقابات النقل البحري في كل مراحل التحول الآلي بالموانئ المصرية والعربية، لضمان أن يتم التنفيذ بشكل عادل يراعي حقوق العمال ويمنحهم فرص التدريب والتأهيل على وظائف المستقبل، لافتا إلي أن ما نحتاجه هو عدالة انتقالية تضمن أن من يُستبدل عمله بآلة، يجد بديلا كريما عبر برامج تدريبية حقيقية تمكنه من العمل في المنظومة الجديدة.

تحدي اجتماعي

وأكد أحمد حلمي، أمين صندوق النقابة العامة لأعمال النقل البحري، أن مفهوم الأتمتة رغم ما يحمله من فرص للتطور يُعد تحديا اجتماعيا خطيرا إذا لم تُوضع له ضوابط تضمن العدالة.

وأوضح أن الأتمتة تعني ببساطة أن الآلات ستؤدي مهاما كان يقوم بها البشر في الموانئ،و هذا يعني أن الروبوت سيقود الرافعة، وأن المركبة ستتحرك دون سائق ، لكن السؤال: أين يذهب العامل الذي عاش عمره على الأرصفة؟ ماذا عن أسرته؟ عن مستقبله؟

وأضاف حلمي أن المؤتمر الدولي في لشبونة كشف عن آثار سلبية ملموسة للأتمتة، أبرزها تسريح العمال، تراجع التأمينات الاجتماعية، وضغط نفسي متزايد على من تبقى في العمل خشية الاستبدال ، قائلا: عمال الموانئ ليسوا أرقاما في جداول الإنتاج ، هم روح الميناء ونبضه ، وما نطالب به هو تدريبهم على إدارة التكنولوجيا الجديدة، لا إقصاؤهم منها.

وقال حلمي أن أبرز توصيات مؤتمر “الناس قبل الربح بلشبونة 2025، هو ، إشراك النقابات في كل خطط التحول الآلي قبل التنفيذ ، ووضع تشريعات تضمن الحد الأدنى من العمالة البشرية داخل الموانئ ، وتوفير برامج تدريب وتمويل للعمال المتأثرين.

كما اوصي بتأسيس لجان رقابية نقابية دولية لمتابعة تطبيق الأتمتة بعدالة، و دمج البعد الاجتماعي في أي خطة للتحول التكنولوجي، واوصي علي تعويضات عادلة للعمال الذين تُلغى وظائفهم بسبب الأنظمة الآلية.

موانئ ذكية بعدالة إنسانية. 

وفي الختام أكد الدكتور حسام الدين مصطفى ، رئيس النقابة العامة لأعمال النقل البحري ، أن مصر قادرة على تحقيق نموذج متوازن بين التحديث التكنولوجي والعدالة الاجتماعية، بحيث تبقى الموانئ المصرية في طليعة التطوير العالمي دون أن يدفع العمال ثمن التقدم، مؤكدا أن التكنولوجيا لا يجب أن تُقصي الإنسان، بل تُمكنه ، وهذا ما نؤمن به، و ما نحمله من لشبونة إلى كل ميناء مصري.

زر الذهاب إلى الأعلى