كتب عبدالعظيم القاضي
من قلب العاصمة الروسية موسكو، حيث التأريخ يلتقي بالحداثة، صدحت كلمة السلام من منصة المؤتمر العلمي الدولي «السلام بين الشعوب»، الذي انعقد أواخر أكتوبر 2025، بمشاركة مميزة من مؤسسة رسالة السلام العالمية، ممثلة بوفد رفيع المستوى برئاسة الكاتب الصحفي مجدي طنطاوي، المدير العام للمؤسسة، وعضوية محمد فتحي الشريف، رئيس مركز العرب للأبحاث والدراسات، والدكتور محمد يحيى غيدة، نائب رئيس المركز ومسؤول لجنة الأبحاث.
المؤتمر، الذي جمع نخبة من المفكرين والباحثين وصنّاع القرار من مختلف دول العالم.
ناقش سبل تعزيز ثقافة السلام والتعايش الإنساني، وكان لرسالة السلام حضور لافت أكّد أن الإسلام ليس دين صراع، بل مشروع حياة يقوم على الرحمة والعقل والعدل.
في كلمته، قال مجدي طنطاوي: “السلام ليس شعارًا بل أسلوب حياة، والإسلام جاء رسالة للعالمين تدعو إلى المحبة ونبذ العنف والتطرف.”
وأضاف أن تجديد الخطاب الإسلامي أصبح ضرورة حضارية لمواجهة تحديات الواقع، مشددًا على أن المؤسسة تعمل على إعداد جيل جديد قادر على الموازنة بين الأصالة والانفتاح، من خلال مشروعات فكرية وتعليمية تربط بين النص القرآني ومبادئ العلم والعقل والرحمة.
أما محمد فتحي الشريف، فأكد أن العودة إلى المنهج القرآني تمثل المدخل الحقيقي لترسيخ السلام في المجتمعات، موضحًا أن الخطاب المشوّه والروايات البشرية المتناقضة مع مقاصد الشريعة هي التي ولّدت الانقسامات والصراعات.
وقال:”رسالة السلام تسعى إلى نشر ثقافة السلم الإنساني عبر حماية حقوق الإنسان وتحصين المجتمعات من الفكر المتطرف والإرهاب.”
ومن جانبه، أوضح الدكتور محمد يحيى غيدة أن المؤسسة تربط بين الفكر والتطبيق العملي لبناء ثقافة التعايش، مضيفًا أن السلام لا يتحقق إلا بإحياء المنهج القرآني في حياة الناس، ليعيشوا في أمن ووئام واستقرار.
وعلى هامش المؤتمر، قدم وفد المؤسسة إصدارات المفكر العربي الكبير علي محمد الشرفاء الحمادي — المترجمة إلى الروسية — لكل من مكتبة جامعة موسكو الاتحادية وكاتدرائية القديس باسيليوس في الساحة الحمراء، في خطوة رمزية لنشر قيم الرحمة والتعاون بين الأديان.
رحبت إدارة المكتبة ومسؤولو الكاتدرائية بهذا الفكر المستنير، وأشادوا بدور المؤسسة في مدّ جسور التفاهم الثقافي والديني بين الشعوب، مؤكدين أن «السلام الحقيقي يبدأ من الحوار والمعرفة».
كما أقامت المؤسسة سلسلة لقاءات مع أكاديميين ومعلمين روس، بحثت خلالها سبل التعاون المشترك، وقدّم خلالها الوفد عرضًا متكاملًا لمنهج المؤسسة القائم على الفكر القرآني الإنساني الذي أسسه المفكر علي الشرفاء، والداعي إلى تحويل قيم الإسلام إلى مشروع إنساني عالمي.
واختتم المؤتمر فعالياته بتكريم وفد مؤسسة رسالة السلام تقديرًا لدورها الريادي في تجديد الخطاب الإسلامي ونشر ثقافة التعايش الإنساني. وأكد مجدي طنطاوي في كلمته الختامية أن «رسالة السلام» لا تكتفي بالخطاب النظري، بل تعمل على تحويل الفكر إلى برامج واقعية تُترجم على الأرض في التعليم والإعلام والمجتمع.
في موسكو، كما في كل محطاتها الدولية، أثبتت مؤسسة رسالة السلام أن الإسلام رسالة رحمة للعالمين، وأن السلام ليس حلماً مؤجلاً، بل أسلوب حياة يمكن أن يتحقق حين يلتقي الفكر بالفعل، والقرآن بالإنسان
«رسالة السلام» من قلب موسكو تؤكد: الإسلام ليس دين صراع بل مشروع حياة يقوم على الرحمة والعقل والعدل

