أكد يحيى قلاش، نقيب الصحفيين السابق، أن الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية التي يمر بها الصحفيون وصلت إلى مرحلة الخطر، محذرا من بوادر أزمة كبرى داخل مؤسسات صحفية عدة إذا استمرت حالة الصمت تجاه حقوق الصحفيين وتدهور ظروف عملهم ومعيشتهم.
وقال قلاش، في منشور عبر صفحته الشخصية، إن ما يحدث داخل عدد من المؤسسات الصحفية لم يعد مقبولا، مشيرا إلى اعتصام صحفيي جريدة الوفد منذ أسابيع للحصول على الحد الأدنى من الأجور، ثم اعتصام صحفيي “البوابة” الذين تحولت أوضاعهم إلى مأساة كاملة، بينما تعاني مؤسسات أخرى من نفس الأزمات وإن كانت النار تحت الرماد.
وأضاف أن النقابة تؤدي دورها وتساند الصحفيين، لكن هذا الملف ليس مسئولية النقابة وحدها، متسائلا: أين الجهات التي يفترض أن تطبق القوانين المنظمة لسوق العمل داخل المؤسسات الصحفية؟، وأين منظومة الأجور والعلاج والصناديق الاجتماعية ولجان النقابات الداخلية ولوائح التعيين الإلزامية للمتدربين؟.
وتابع قلاش: “هل يعقل أن يظل صحفيون يعملون لأكثر من 15 عامًا دون تعيين؟ وكيف يمكن تجاهل الظروف الاقتصادية الحالية التي أصبحت تدفع البعض نحو حافة الانفجار واليأس؟”.
وأشار إلى أن استمرار غلق باب التعيين في المؤسسات القومية يمثل خطرا على المهنة وعلى النقابة معا، وأن بعض الجهات تشارك في تأجيج الأزمة بدلا من حلها، متسائلًا: “من الذي ينصح باستمرار هذا الوضع؟ ومن الذي يشكك في جدوى لجان تطوير الإعلام التي شكّلتها الدولة؟”.
وطالب قلاش وزير الإعلام خالد عبد العزيز بالتدخل الفوري لوقف تفاقم الأزمة، مؤكدا أن الحل يبدأ بالاعتراف بخطورة الوضع ووضع خطة علاج عاجلة تشمل رفع الأجور بما يحقق حدا أدنى كريما، ومضاعفة بدل التدريب والتكنولوجيا، وزيادة المعاشات لتتماشى مع كلفة الحياة.
وأوضح أن بدل التدريب أصبح مجرد مسكن لمريض يحتضر، وأن عشرات الصحفيين لا يحصلون عليه لأسباب غير منطقية، بينما بات العلاج ترفا لا يقدر عليه كثيرون، قائلاً: “أعرف زملاء لا يغادرون منازلهم إلا للضرورة توفيرًا للنفقات، وأصبح تدبير مصاريف الدراسة معجزة”.
وأشار قلاش إلى تجاهل الجهات المعنية نتائج استبيان المؤتمر العام السادس للصحفيين والذي حذر بوضوح من تدهور أوضاع الصحفيين، لافتا إلى أن الكاتبة الكبيرة سناء البيسي تناولت هذه الأزمة في مقالاتها الأخيرة تحت عنوان “السلطة الرابعة”.
وفي دعا قلاش إلى إنقاذ عاجل قبل أن يتحول مستصغر الشرر إلى حريق كبير، مؤكدا أن المؤسسات الصحفية التي كانت خط الدفاع الأول عن أمن الوطن باتت اليوم في حاجة لمن يدافع عنها وعن العاملين فيها.
يحيى فلاش يكتب بعد أزمتي”الوفد” و”البوابة نيوز”يحذر: أوضاع الصحفيين في تدهور.. والقنبلة على وشك الانفجار

