المرأة

“طرق آمنة”.. حملة مصرية لتأمين الفضاء العام وتمكين النساء خلال فعاليات الـ16 يومًا لمناهضة العنف

كتبت : ميادة فايق 

أطلق المركز المصري لحقوق المرأة حملته الإلكترونية الجديدة “طرق آمنة” بالتزامن مع انطلاق الحملة الدولية “16 يومًا من النشاط لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي”، التي تبدأ في 25 نوفمبر، اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، وتستمر حتى 10 ديسمبر.

وتسعى الحملة إلى تعزيز مشاركة المرأة في الحياة العامة، عبر ضمان وجودهنّ الآمن في الشوارع ووسائل النقل والأماكن العامة، باعتبار أن الفضاء العام الآمن هو المدخل الرئيسي لتمكين المرأة تعليميًا واقتصاديًا ومجتمعيًا.

وتؤكد الحملة أن العنف والتحرش في الطرقات لا ينتهك الجسد فحسب، بل يحدّ من حرية الحركة، ويقيد فرص التعليم والعمل، ويُقصي النساء عن المشاركة الفاعلة في تنمية المجتمع.

تنفذ الحملة سلسلة من الرسائل التوعوية عبر منصات التواصل الاجتماعي لتسليط الضوء على أثر الفضاءات العامة غير الآمنة في استمرار دائرة العنف ضد النساء، وكيف يؤدي التهديد المستمر بالتحرش والاعتداء إلى تعطيل مشاركتهنّ في الحياة الاقتصادية والاجتماعية.

الى جانب إصدار ورقة بحثية بعنوان “واقع المرأة في الفضاءات العامة في مصر”، تتناول تأثير تخطيط المدن وتصميم الطرق على حركة النساء، مع تقديم نماذج دولية ناجحة دمجت منظور النوع الاجتماعي في التخطيط العمراني.

كما يقدم المركز استشارات قانونية مجانية للناجيات من العنف والتحرش، دعمًا لهنّ في الوصول إلى حقوقهن ومواجهة الانتهاكات التي يتعرضن لها.

وتشمل الحملة العمل على تفعيل التشريعات المصرية التي تجرّم العنف ضد المرأة، وبناء شراكات مع جهات حكومية ومنظمات محلية ودولية لضمان رؤية موحدة لفضاءات عامة آمنة وداعمة للنساء.

وفي هذا السياق، شددت نهاد أبو القمصان، رئيسة المركز المصري لحقوق المرأة، على أن تأمين الشوارع ليس مطلبًا ثانويًا، بل هو أساس العدالة والمساواة، قائلة:
“عندما تصبح الطرق إلى العمل والجامعة والمنزل غير آمنة، تُحرم المرأة من حقها الأساسي في الحياة والتعلم والعمل. حملة ‘طرق آمنة’ هي استثمار في تمكين المرأة الاقتصادي والاجتماعي، ورسالة واضحة بأن حق المرأة في المدينة وفي الفضاء العام هو حق أصيل لا يقبل المساومة، وهو ما نستند فيه إلى الدستور المصري والاتفاقيات الدولية التي التزمت بها الدولة.”

ويواصل المركز، منذ تأسيسه عام 1996، دوره الريادي في دعم حقوق النساء، عبر مسيرة حافلة بالإنجازات، من بينها الحصول على جوائز دولية في مكافحة العنف، وتكوين شبكة واسعة تضم أكثر من 800 جمعية أهلية تعمل معه في قضايا النوع الاجتماعي.

ويختتم المركز دعوته بمطالبة جميع الأفراد والمؤسسات بالمشاركة في حملة “طرق آمنة” من أجل بناء مجتمع أكثر أمنًا وعدلًا، تتاح فيه الفرص المتكافئة لكل امرأة دون خوف أو عوائق.

زر الذهاب إلى الأعلى