كتب فتحي حسين
عقد الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، اجتماعًا تنسيقيًا ضم الدكتور عمر شريف عمر، أمين المجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية، ووفدًا رفيع المستوى من شركة “أسترازينيكا” العالمية للرعاية الصحية، بحضور نخبة من كبار أساتذة الأطفال وأمراض الكلى في مصر، وذلك بهدف مناقشة وتعزيز سبل التعاون المشترك لدعم ملف أمراض الأطفال النادرة، ورفع القدرات التشخيصية والعلاجية داخل المنظومة الصحية المصرية.
وفي كلمته الافتتاحية، أكد الدكتور أيمن عاشور، الاهتمام الكبير الذي توليه الوزارة والمستشفيات الجامعية لملف أمراض الأطفال النادرة، مشيرًا إلى أن التحدي الأكبر في رحلة المريض يكمن في صعوبة التشخيص؛ موضحًا أن التشخيص المبكر هو حجر الزاوية للعلاج الفعال، وهو المفتاح الذي يمكن من خلاله تحقيق الشفاء التام، خاصة عندما يتم اكتشاف المرض في مراحله الأولى.
كما أشاد الوزير بالطفرة النوعية التي تشهدها المستشفيات الجامعية، وغيرها من المراكز الطبية الرائدة، معتبرًا إياها نماذج مضيئة للرعاية الصحية المتطورة في مصر، ووصف ملف أمراض الأطفال النادرة بأنه تحدٍ وطني تتضافر فيه كافة الجهود للتغلب عليه، انطلاقًا من المسئولية تجاه تقديم أفضل رعاية صحية للمواطنين.
من جانبه، رحب الدكتور عمر شريف عمر، أمين المجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية، بحضور وفد “أسترازينيكا”، معربًا عن شكره للوزير على الدعم المستمر الذي تقدمه الوزارة، مستعرضًا الركائز الأساسية للتعامل مع ملف أمراض الأطفال النادرة، مشيرًا إلى التركيز على محورين رئيسيين: الأول هو رفع الوعي المهني بهذه الأمراض، والثاني هو تحقيق التشخيص السريع والكشف المبكر عن الحالات، مما ينعكس إيجابًا على جودة الرعاية الصحية ويضمن وصول المريض للعلاج المناسب في الوقت الأمثل.
وأوضح الدكتور عمر، أن هذا البرنامج الطموح يُنفذ بالشراكة مع “أسترازينيكا” وبمنهجية علمية متكاملة، تهدف إلى تأهيل وتدريب شباب الأطباء الخريجين، وتمكينهم من اكتشاف أمراض الأطفال النادرة عند ظهور الأعراض الأولى، كما أكد على التزام البرنامج بتحقيق العدالة الصحية، من خلال اختيار أطباء يمثلون الأقاليم الجغرافية السبعة لمصر، بما يتوافق مع رؤية مصر للتنمية المستدامة 2030.
كما أعرب الدكتور أحمد قشطة، رئيس قطاع الشؤون المؤسسية لشركة “أسترازينيكا”، عن فخره بالشراكة في تطوير المنظومة الصحية المصرية، مؤكدًا أن سعي الشركة لا يقتصر على اكتشاف الحالات الأكثر احتياجًا فحسب، بل يمتد إلى ضمان الوصول إلى كافة أقاليم ومحافظات مصر، بما في ذلك القرى والمناطق النائية، موضحًا أنهم على أتم الاستعداد للتعاون مع أي مشروع يساهم في استعادة صحة المريض المصري وتحسين حالته الصحية.
واستعرض الدكتور توماس لبيب، المدير الطبي لشركة “أسترازينيكا”، المحتوى العلمي المتكامل لمبادرة (CARE FOR RARE)، موضحًا أن أهدافها تتمثل في نشر الوعي الطبي بالأمراض النادرة، وتدريب شباب الأطباء على آليات التشخيص المبكر، مضيفًا أن الهدف الاستراتيجي هو تمكين الأطباء من تحويل المريض إلى التخصص الدقيق المطلوب، سواء في أمراض الكلى أو الأورام أو أمراض الدم وغيرها من الأمراض، في أقصر وقت ممكن، مما يختصر زمن رحلة العلاج ويزيد من فرص الشفاء.
وجرى الاتفاق على تشكيل فرق عمل طبية متخصصة، تم اختيار أعضائها بعناية من جامعات (القاهرة، عين شمس، الإسكندرية، الزقازيق، المنصورة، المنيا، أسيوط، سوهاج) لضمان التغطية الشاملة للأقاليم الجغرافية السبعة، ومن المقرر أن يتميز هذا البرنامج بكونه نموذجًا علميًا رائدًا قابلاً للتصدير إقليميًا ودوليًا، حيث سيمكن متابعة جلساته التدريبية والعلمية من قبل متخصصين من الدول الإفريقية المجاورة، مما يعكس مكانة مصر الريادية في المجال الطبي والبحثي.
يأتي هذا الاجتماع في إطار الجهود المستمرة لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والمجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية؛ لتطوير الخدمات الصحية والتنمية البشرية في مصر، وتحقيق مستهدفات رؤية مصر 2030 في مجال الصحة والتنمية البشرية.
شهد الاجتماع مشاركة فعالة من قيادات شركة “أسترازينيكا”، حيث مثل الشركة كل من: الدكتور أحمد قشطة رئيس الشؤون المؤسسية، والدكتور أحمد صيام رئيس القطاع الطبي، والدكتور هشام شفيق مدير الشؤون الحكومية، والدكتور توماس لبيب المدير الطبي، والدكتورة ياسمين حبيب المنسق الطبي، كما حضر عن المجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية الدكتور أحمد غنيم العميد الأسبق لكلية طب طنطا، والدكتورة فاتينة فاضل أمين اللجنة العليا لأمراض الكلى بالمستشفيات الجامعية، والدكتورة ماجدة بدوي مقرر اللجنة العليا لمستشفيات الأطفال الجامعية.

