Site icon بوابة العمال

“طفل متوازن.. مجتمع متماسك”: منصة وطنية تعزز التكامل بين الأسرة والمدرسة والمؤسسات المجتمعية

كتبت : ميادة فايق 

نظم المجلس القومي للطفولة والأمومة بالتعاون مع مؤسسة فاهم للدعم النفسي ومستشفى المشفى ومؤسسة رزق للتنمية المجتمعية، مائدة مستديرة موسعة بهدف تفعيل الشراكة بين الحكومة والمجتمع المدني لوضع حلول عملية وتنسيق جهود حماية ورعاية الطفل في مصر. وجاء ذلك بحضور الدكتورة هيام نظيف نائبة رئيس المجلس. و ميراي نسيم عضو مجلس إدارة المجلس، وأحمد عادل محام بوحدة الدعم القانوني .

وأوضحت الدكتورة سحر السنباطي، رئيسة المجلس القومي للطفولة والأمومة، أن المجلس من خلال سياساته وبرامجه، يواصل العمل على توفير بيئة حاضنة وداعمة لكل طفل؛ بيئة تُمكّنه من النمو بشكل متوازن، وتحصّنه من جميع أشكال العنف والإساءة والاستغلال، وتدعم مشاركته وتمكينه وقدرته على التعبير عن ذاته.

ولفتت إلى أن المجلس يعمل حاليًا على وضع سياسات حماية واضحة ومفعّلة داخل جميع المنشآت التي تتعامل مع الأطفال، بالتعاون والشراكة مع جميع الجهات المعنية، فضلًا عن إصدار دليل معياري موحد لحماية الأطفال بهدف توحيد المفاهيم والإجراءات لدى كافة العاملين والمتعاملين مع الطفل، مؤكدة على أن هذا اللقاء يجسّد نموذجًا حيًا للتكامل المجتمعي من أجل حماية الأطفال ورعايتهم، مشيرة إلى أن مثل هذه الشراكات تُسهم في تعزيز بيئة آمنة وملائمة تضمن تنشئة الطفل تنشئة سليمة على المستويين التربوي والنفسي.

كما أشارت السنباطي إلى أن المجلس أطلق مبادرة “زرع… حصد” بهدف تعزيز حقوق الأطفال وتنمية ودعم قدراتهم على المشاركة والتفاعل الاجتماعي، موضحة أنه سيتم تنفيذها بالتكامل مع مبادرة “طفل متوازن… مجتمع متماسك” من أجل تعزيز دور الأسرة من خلال منهجية التربية بالمشاركة، بما ينعكس بصورة مباشرة على الصحة النفسية للأطفال ويسهم في بناء جيل أكثر وعيًا واتزانًا وقدرة على التواصل.

وفي سياق متصل، شددت السنباطي على الدور المحوري للدراما والإعلام في تعزيز ثقافة حقوق الطفل، مؤكدة أهمية التناول الإعلامي الواعي لقضايا الطفولة، وتعزيز ثقافة الإبلاغ وعدم التزام الصمت أمام أي انتهاك قد يتعرض له الأطفال.

وأشارت السفيرة نبيلة مكرم رئيس مجلس امناء مؤسسة فاهم للدعم النفسي أن اللقاء يفتح نقاشًا صريحًا حول قضية موجعة تتعلق بالصحة النفسية للأطفال، التي باتت تتطلب تدخّلًا عاجلًا من الأسرة والمدرسة والمجتمع.

وأوضحت أن هناك فجوة كبيرة في قدرة الأطفال على التعبير عمّا يمرون به، رغم ازدياد حدة المشكلات النفسية، وهو ما يفرض على الجميع—، أولياء أمور، مدارس، أندية، و مؤسسات—التحرك المشترك لحماية الطفل وتعزيز إحساسه بالأمان.

وشددت رئيس مجلس أمناء مؤسسة فاهم على ضرورة “جمع الجهود ووقف كرة النار” عبر تعاون الدولة ممثلة في مختلف الوزارات والمؤسسات المعنية والمجتمع المدني والإعلام، في ظل تحديات بعضها تقليدي وبعصها تطور مثل تأثير مواقع التواصل الاجتماعي و الذكاء الاصطناعي وتأثيراته على الهوية والقيم المجتمعية.

ومن جانبها، أكدت الدكتورة شريهان القشاوي، رئيس مجلس أمناء مؤسسة رزق، أن دعم الصحة النفسية للأطفال لم يعد رفاهية، مشيرة إلى أن المؤسسة تعمل على تنفيذ برامج ميدانية وتوعوية من بينها بروتوكول التعاون الذي تم توقيعه مع مؤسسة فاهم

وأضافت أن اهم نتائج التعاون سيكون إطلاق سلسلة “كامبس” الصيفية لطلاب المدارس لتعزيز الصحة النفسية ومكافحة التنمّر، مؤكدة أن العمل الحقيقي يبدأ بتحويل التوصيات إلى خطوات عملية داخل الأسرة والمدرسة.

كما تحدثت الدكتورة نهلة فرحات، ممثلة مستشفى المشفى شريك المبادرة، عن تأثير السوشيال ميديا في كشف جذور مشكلات عمرها عقود، مشيرة إلى أن الخلل يبدأ من الأسرة عبر العنف، الانفصال، والانشغال، بينما تواجه المدارس منافسة وضغوطًا تتطلب تدريبًا متخصصًا للمعلمين. وشددت على أن مواقع التواصل أصبحت “سلاحًا ذا حدّين” بين التوعية ونقل صور مضللة تُفاقم القلق لدى الأطفال.

وتوافق المشاركون على مجموعة من التوصيات العملية، أبرزها:
– إطلاق خطوات المبادرة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم في قناة مدرستنا لتحقيق حراك مجتمعي.

• تقدم مؤسسة فاهم برامج تدريب العاملين في المدارس الأخصائين النفسيين في المدارس على مبادئ الإسعاف النفسي وفهم القلق والاكتئاب والتنمّر وصعوبات التعلم.

• العمل على تعزيز استخدام التواصل الإيجابي بين المعلمين والطلاب ومنع المقارنة السلبية والعقاب البدني.

• تنظيم ندوات دورية للطلاب وأولياء الأمور حول التحديات النفسية اليومية.

• دعم ثقافة الإبلاغ، التي بدأت تتزايد بعد تناول الدراما لقضايا شائكة كمسلسل “لام شمسية”

واختُتمت المائدة المستديرة التي ادارتها سها السعيد مدير تنفيذي مؤسسة فاهم ،بالتأكيد على أن الألم النفسي ينعكس مباشرة على الصحة الجسدية للطفل، وأن توفير عوامل الأمان والرقابة على الأماكن المخصصة للأطفال هو خط الدفاع الأول، إلى جانب الإسراع في تطبيق العدالة وحماية الضحايا.

هذا التعاون يعكس التزامًا مشتركًا بين الدولة والمجتمع المدني، بقيادة المجلس القومي للطفولة والأمومة، لتأسيس بيئة أكثر أمانًا وتوازنًا تدعم الأجيال الجديدة وتبني مجتمعًا أكثر تماسكًا.

Exit mobile version