كتب – عاطف عبد الستار
القاهرة محور الغاز في المنطقة حقيقة يظهرها انطلاق منتدى غاز شرق المتوسط، الذي تستضيفه القاهرة، اليوم الخميس، برئاسة طارق الملا وزير البترول، بمشاركة كلٍ من وزير الطاقة والتجارة والصناعة القبرصي، ووزير البيئة والطاقة اليوناني، ومستشار الرئيس الفلسطيني للشئون الاقتصادية، وممثل وزارة الطاقة الأردنية، ووزير الطاقة الإسرائيلي، ووكيل وزارة التنمية الاقتصادية بإيطاليا.
ومن المتوقع أن يوافق كل من وزراء الطاقة في مصري وقبرص واسرائيل واليونان وإيطاليا والأردن وفلسطين على تأسيس منظمة إقليمية للغاز خلال انعقاد القمة.
وتأمل مصر بعد استيراد الغاز الإسرائيلي والقبرصي في أن تتحول إلى مركز إقليمي لتصدير الغاز للعالم، مستغلة بذلك الميزة النسبية التي تمتلكها، دون غيرها من دول شرق البحر المتوسط، وهي وحدات إسالة الغاز، فضلًا عن موقعها الجغرافي المميز.
يشارك بالمنتدى، اليوم، نائب مساعد وزير الطاقة الأمريكي، ورئيس القطاعات الاستراتيجية لأوروبا والشئون الخارجية بوزارة الخارجية الفرنسية، إلى جانب سفير الاتحاد الأوروبي بالقاهرة، وممثل البنك الدولي.
فيما قالت وزارة البترول اليوم الخميس إن فرنسا تطلب الانضمام رسميا إلى عضوية منتدى غاز شرق المتوسط.
وابدى نائب مساعد وزير الطاقة الأمريكي رغبة بلاده في الانضمام إلى المنتدى كمراقب بصفة دائمة.
وأضاف البيان أن طلب فرنسا والولايات المتحدة جاء خلال الاجتماع الوزاري الثالث للمنتدى المُنعقد يوم الخميس في القاهرة.
وقال وزير البترول طارق الملا إنه سيتم إقرار الطلبات من الأعضاء المؤسسين للمنتدى وفقا للنظام الأساسي له بحسب البيان.
وتضم عضوية المنتدى الذي تأسس في يناير 2019 مصر وإسرائيل وقبرص واليونان وإيطاليا والأردن والسلطة الفلسطينية.
ويمكن لأي من دول شرق المتوسط المنتجة أو المستهلكة للغاز، أو دول العبور، الانضمام لعضوية المنتدى بحسب ما أعلنته مصر وهي مقر المنتدى في وقت سابق.
وقال طارق الملا، في افتتاح الاجتماع، إن دول منتدى غاز شرق المتوسط يقع على عاتقها مسئولية التعاون للتغلب على التحديات الواسعة والتغيرات الهائلة بالمنطقة والتي أفرزت مصاعب جيوسياسية واقتصادية.
وأضاف الملا أن هذا التعاون يهدف إلى الاستمرار في تنمية الموارد الطبيعية بالمنطقة، من خلال تضافر الجهود بين الدول المشاركة لتحقيق رفاهية الدول وشعوبها، وهو ما يمثل هدفاً رئيسياً للمنتدى.
وذكر أن المنتدى يساهم في تخفيف التوترات السياسية، وتعزيز السلام والاستقرار من خلال نموذج ناجح للتعاون الاقتصادي و الإقليمي، والتكامل بين دول المنتدى بما يثبت للمنطقة وللعالم أجمع أن التعاون هو الوسيلة الأساسية لجني الفوائد للشعوب.
وأشار الملا إلى أن دول المنتدى تمكنت من تنفيذ خارطة طريق واضحة تم وضعها منذ بداية اجتماعات المنتدى بما ساهم في الانتهاء من الإطار التأسيسي للمنتدى واعتماده في اجتماع اليوم إيذاناً بالتأسيس الرسمي.
وأوضح أن الدول المشاركة بدأت فعليا في أنشطة المنتدى بالتوازي مع إجراءات التأسيس سعيا لبلوغ طموحاتها لتنمية واستغلال موارد الغاز بالمنطقة.
تأسيس اللجنة الاستشارية لصناعة الغاز GIAC
وقال الوزير إنه تم تأسيس اللجنة الاستشارية لصناعة الغاز “GIAC” المنبثقة من المنتدى في نوفمبر الماضي، كمنصة دائمة تتيح الفرصة للقطاع الخاص للمشاركة بالآراء والدراسات، التي تعزز التعاون وتساعد في تحقيق أهداف المنتدى.
وأكد الملا على التعاون المثمر بين المنتدى وكل من الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والبنك الدولي، وما حظى به المنتدى من دعم كبير من تلك الأطراف إيمانا منها بدوره وأهميته في تحقيق فوائد كبرى للمنطقة بأكملها وللعالم.
وأعرب الوزير في ختام كلمته عن يقين مصر والدول المشاركة بتحقيق نتائج ملموسة لأعمال المنتدى خلال العام الحالي بما يسهم في تحقيق مستقبل مزدهر ومستدام للمنطقة.
إنشاء خط أنابيب مباشر لنقل الغاز القبرصي إلى مصر
وبحث طارق الملا وزير البترول مع يورجوس لاكوتريبس وزير الطاقة والتجارة والصناعة القبرصي، خطوات تفعيل الاتفاق الحكومي المشترك لإنشاء خط أنابيب مباشر لنقل الغاز القبرصي إلى مصر لمصنع إدكو لإسالة الغاز الطبيعي.
جاء لقاء الوزيرين على هامش الاجتماع الوزاري الثالث لمنتدى غاز شرق المتوسط، والذي يعقد اليوم الخميس بالقاهرة.
ولدى مصر مصنعين لإسالة الغاز إدكو ودمياط، والتي تستخدمهما في تصدير شحنات الغاز المسالة إلى الخارج.
واستعرض الوزيران الموقف التنفيذي لتنمية حقل أفروديت القبرصي بالبحر المتوسط في ضوء الاتفاقات الأخيرة للحكومة القبرصية مع الشركات المكتشفة للحقل.
وبحث الوزيران أيضا الجهود المشتركة لدفع التعاون الثنائي بين مصر وقبرص في مجال الغاز في شرق المتوسط
مصر تستقبل الغاز الطبيعي الإسرائيلي استعدادًا لإسالته
وبدأت مصر استقبال الغاز الطبيعي الإسرائيلي استعدادًا لإسالته عبر محطات الإسالة في مصر، ثم إعادة تصديره مرة أخرى.
وهذه هي المرة الأولى في تاريخ البلدين التي يتم فيها استقبال الغاز الإسرائيلي في مصر بعد أن كانت مصر تصدره إلى تل أبيب.
وبينما تبدأ مصر هذه الخطوة فإنها تنتظر خطوة ثانية في إطار التحول لمركز طاقة إقليمي، عبر استيراد الغاز من حقل “أفروديت” القبرصي، لإسالته وإعادة تصديره هو الآخر.
ويأتي استيراد الغاز الطبيعي من إسرائيل بعد اتفاق وقعته الشركات الإسرائيلية والمصرية؛ لاستيراد الغاز من حقلي “ليفياثان وتمار” الإسرائيليين للغاز بنحو 20 مليار دولار.
وذكر البيان المشترك لوزارتي البترول المصرية والإسرائيلية، إن هذا التطور سيمكن إسرائيل من نقل كميات من الغاز الطبيعي لديها إلى أوروبا عبر مصانع الغاز الطبيعي المسال المصرية، وذلك فى إطار دور مصر المتنامى كمركز إقليمى للغاز.
وذكر البيان أن هذه الخطوة تمثل تطورًا هامًا يخدم المصالح الاقتصادية للبلدين، إذ يمكن ذلك إسرائيل من نقل كميات من الغاز الطبيعي لديها إلى أوروبا عبر مصانع الغاز الطبيعي المسال المصرية، وذلك فى إطار دور مصر المتنامى كمركز إقليمى للغاز.
و من المخطط الوصول بكمية الغاز المستوردة تدريجيًا إلى ما يقرب من 7 مليارات متر مكعب بحلول 2022.
وسيقوم كلا الوزيرين المهندس طارق الملا وشتاينس بإعلان هذا التطور أثناء المؤتمر الوزاري لمنتدى غاز شرق المتوسط.
تستقبل مصر الغاز من إسرائيل عبر خط أنابيب شرق المتوسط، الذي كان يستخدم سابقا في تصدير الغاز المصري لإسرائيل، والذي توقف عن العمل منذ 2012، بعد إلغاء اتفاق التصدير.
وجرى إصلاح الخط الذي تعرض لعدة تفجيرات بعد ثورة يناير على يد متشددين في سيناء، كما تم ادخال تعديلات عليه حتى يمكن استخدامه في تصدير الغاز من إسرائيل إلى مصر.
وبموجب الاتفاق الذي أبرمته شركات الغاز العاملة في إسرائيل، مع شركة “دولفينوس” المصرية الخاصة، ستورد الشركات نحو 85.3 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي لمصر، على مدى 15 عاما بقيمة نحو 20 مليار دولار.
وتزيد هذه الكمية بنحو 35% عما تم الاتفاق عليه في 2018 عند الإعلان الأول عن الصفقة.
وتستهدف مصر، أن تصبح مركزًا للطاقة خلال السنوات المقبلة وبالتالي تركز على دعم البنية التحتية للشبكات المصرية التي يمكن أن تساعدها في تحقيق هذا الهدف.
وتمتلك مصر محطتي إسالة في إدكو ودمياط، وهي ميزة غير متوفرة في دول شرق المتوسط التي تسعى لتصدير الغاز المكتشف في سواحلها، فالغاز الطبيعي يحتاج إلى تحويله لمادة سائلة من أجل تحميله على السفن وتصديره.
وتوقفت هذه الوحدات عن العمل في السنوات الأخيرة، بسبب نقص الإنتاج المحلي من الغاز، وتحول مصر إلى مستورد صافٍ له، من أجل سد العجز بين الإنتاج والاستهلاك.
لكن مع الاكتشافات الكبيرة التي تحققت لمصر في البحر المتوسط، تأمل مصر في إعادة تشغيل هذه المحطات من أجل تصدير كميات من الغاز الخاص بها، أو الغاز المكتشف في الدول المجاورة مثل إسرائيل وقبرص.
وضمن خطة التحول لمركز إقليمي للطاقة، وقعت مصر في سبتمبر 2018 اتفاقًا لإقامة مشروع خط أنابيب بحري مباشر.
وبموجب الإتفاق سيتم نقل الغاز الطبيعي من حقل “أفروديت” القبرصي إلى محطات الإسالة بمصر، وإعادة تصديره إلى الأسواق المختلفة.
منتدى غاز شرق المتوسط خطوة في طريق التنمية الحقيقية وتحويل مصر لمركز إقليمي للطاقة، و فرصة حقيقية لتحقيق التقدم المنشود في قطاع الطاقة لمصر. ويعد المنتدى تعد إنجازًا جديدًا يُضاف لإنجازات الرئيس عبدالفتاح السيسي والتي حققها خلال فترة حكمه لمصر.
ويمكن لأي من دول شرق المتوسط المنتجة أو المستهلكة للغاز، أو دول العبور، الانضمام لعضوية المنتدى بحسب ما أعلنته مصر وهي مقر المنتدى.
وتعمل مصر على أن تكون مركز إقليمي للغاز منذ فترة واليوم نمتلك بنية تحتية قوية تؤهلنا لأن نصبح مركزًا إقليميًا لتجارة وتداول الغاز بمنطقة البحر المتوسط ومنها الشبكة القومية للغازات الطبيعية وكذلك مصانع الإسالة والتي تقع على شواطئ البحر المتوسط وهي مصانع إدكو ودمياط لإسالة الغاز الطبيعي والتي تُعد من أضخم مصانع إسالة الغاز كما أنها لديها إمكانيات للتوسع مستقبليا في الطاقة الاستيعابية للمحطات.