إعاقة البدن لاتمنع الإبداع..هدية ربانية لا تقدر بثمن للكفيف.. والنبى يحذر من عاقبة هذا الفعل

إعاقة البدن لا تمنع أبدًا من الإبداع والإنجاز، والتاريخ الإسلامي حافل بمثل هؤلاء الذين تحدوا إعاقتهم، وأثبتوا أنهم أقدر وأقوى من صحاح الجسد، وحققوا ما لم يصل إليه أكثر الناس صحة وبدنًا.

عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، أنها قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «إن الله عز وجل أوحى إليّ أنه من سلك مسلكًا في طلب العلم سهلت له طريق الجنة ومن سلبت كريمتيه [يعني عينيه] أثبته عليهما الجنة».

فعلى الرغم من أن الإسلام يسر على من به عجز، والله عز وجل يقول: «‏غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ» (سورة النساء : 95)، إلا أنه عمد إلى تحفيز هؤلاء لتحقيق أهدافهم وطموحاتهم، ولم يغلق باب الاجتهاد أبدًا، بل اعتبر ذلك زيادة في الاجتهاد.

فإذا ما جاء رجل ضرير، وطلب أن يتعلم أمرًا ما، فعلى من يقصده للتعلم أن يعلمه، وألا يقف في وجه طموحه وهدفه هذا، لأن ذلك ليس من الإسلام، بل مساعدته وتوجيهه للطريق الصحيح هو عين الإسلام.

وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم أشد التحذير، من تضليل الكفيف عن طريقه، أو إيذائه، عبسًا وسخرية، فقال : « ملعون من كمه أعمى عن طريق».

بل عمد الإسلام إلى ضرورة مساعدة هؤلاء أيضًا بالدعاء وليس فقط بالمساعدة الحسية، لدفعهم دفعًا إلى صنع الإرادة في أنفسهم وبناء العزم في وجدانهم.

ويروى أن رجلاً ضرير البصر أتى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : ادع الله أن يعافيني . فقال صلى الله عليه وسلم : «إن شئت دعوت لك ، وإن شئت أخرت ذاك ، فهو خير لك. (وفي رواية ): «وإن شئتَ صبرت فهو خير لك»

فقال : ادعه. فأمره أن يتوضأ ، فيحسن وضوءه ، فيصلي ركعتين ، ويدعو بهذا الدعاء : اللهم إني أسألك ، وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة ، يا محمد إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه ، فتقضى لي ، اللهم فشفعه فيَ وشفعني فيه» . قيل: ففعل الرجل فبرأ، ما يكشف أن النبي عليه الصلاة والسلام لم يرد الضرير وإنما وجهه لما يريد، وخيره بين الصبر ورد البصر، ونفذ له ما أراد.

زر الذهاب إلى الأعلى