كتب – عاطف عبد الستار
قال المهندس طارق الملا، وزير البترول، إن مصر أعلنت في عامي 2014 و2015 أنها لن تستورد الغاز من إسرائيل إلا بعد الانتهاء من قضايا التحكيم الدولي، بشرط أن يكون للاستيراد قيمة مضافة، وأن يتوافق مع الأمن القومي.
وأكد الملا، أن الغاز الإسرائيلي في إطار وبهدف تجاري، حيث يتم استقبال الغاز لضخه في شبكة الأنابيب في مصر، والتي تعد ميزة نسبية عن دول الجوار، ليدخل لمحطات الإسالة ويتم تصديره إلى أوروبا أو أي وجهات أخرى من خلال شحنات على مراكب عبر البحر المتوسط.
وأضاف الوزير ، خلال مداخلة هاتفية لبرنامج “الحكاية”، المذاع على فضائية “mbc مصر”، مساء الجمعة، أن الغاز بدأ يتدفق إلى مصر يوم 15 يناير الجاري؛ بعد نهاية قضايا التحكيم الدولي، وأن مصر تستطيع استخدام الغاز الإسرائيلي في الإسالة والتصدير.
وأوضح وزير البترول، أن استيراد الغاز في الوقت الحالي يعد جزءًا من الأمن القومي، وموضحًا أن مصر دولة استراتيجية تؤمن بدائل وتقوم بعمل مناورات ليكون لديها باستمرار روافد أخرى في حال الطوارئ مثل العطل أو النقص في حقول الغاز بها.
وأعلن وزير البترول والثروة المعدنية المهندس طارق الملا ونظيره الإسرائيلي عن بدء ضخ الغاز الطبيعي من إسرائيل إلى مصر، يوم الأربعاء الماضي، وهو ما يمثل تطورا مهما يخدم المصالح الاقتصادية لكلا البلدين، حيث سيمكن هذا التطور إسرائيل من نقل كميات من الغاز الطبيعي لديها إلى أوروبا عبر مصانع الغاز الطبيعي المسال المصرية، وذلك في إطار دور مصر المتنامي كمركز إقليمي للغاز.
أعلن وزراء الطاقة في 7 دول، شملت مصر وقبرص واليونان وإيطاليا والأردن وإسرائيل والأراضي الفلسطينية إنشاء منتدى غاز شرق المتوسط (EMGF)والمقر هنا فى مصر
ورحبت وزارة البترول بطلب فرنسا الانضمام لعضوية منتدى غاز شرق المتوسط وطلب امريكا الانضمام كمراقب بصفة دائمة.
أبرز المعلومات عن تميز مصر فى تسييل الغاز
1 – يحتاج الغاز الطبيعي المكتشف في أي دولة إلى تحويله لمادة سائلة من أجل تحميله على السفن وتصديره، إذا لم تكن هناك إمكانية لنقله عبر أنابيب ممتدة إلى الأسواق المستهدفة.
2 – مع اكتشاف الغاز الطبيعي في مصر، وإسرائيل وقبرص، ظهرت الحاجة إلى محطات إسالة قادرة على تحويل هذا الغاز وتسهيل عملية تصديره.
3 – اكتشفت إسرائيل كميات كبيرة من الغاز ولا يمكنها تصريفها، وتريد تصديرها ولا توجد وسيلة أمامها حاليا، سوى خط الغاز الذي كانت تستورد منه الغاز من مصر.
4 تمتلك مصر محطتي إسالة في إدكو ودمياط، وهي ميزة غير متوفرة في دول شرق المتوسط التي تسعى؛ لتصدير الغاز المكتشف في سواحلها.
5 – كانت هذه الوحدات توقفت عن العمل في السنوات الأخيرة، بسبب نقص الإنتاج المحلي من الغاز، وتحول مصر إلى مستورد صافٍ له، من أجل سد العجز بين الإنتاج والاستهلاك.
6 – تم إصلاح خط غاز شرق المتوسط وتعديله بحيث يسمح بمرور الغاز في الاتجاهين، بحيث يضخ الغاز الإسرائيلي في الخط، لتسييله في مصر وتصديره لحساب إسرائيل.
7 – وقعت مصر في سبتمبر 2018 اتفاقًا لإقامة مشروع خط أنابيب بحري مباشر؛ ليتم نقل الغاز الطبيعي من حقل “أفروديت” القبرصي إلى محطات الإسالة بمصر، وإعادة تصديره إلى الأسواق المختلفة.
8 – كما تستقبل مصر الغاز الطبيعي من إسرائيل بعد اتفاق وقعته الشركات الإسرائيلية والمصرية؛ لاستيراد الغاز من حقلي “ليفياثان وتمار” الإسرائيليين للغاز بنحو 20 مليار دولار، لإسالته وإعادة تصديره.
9 – تحصل مصر في المقابل على رسوم على عبور الغاز وتسييله.
10 – يمكن ذلك إسرائيل من نقل كميات من الغاز الطبيعي لديها إلى أوروبا عبر مصانع الغاز الطبيعي المسال المصرية، كما يخدم خطة تحول مصر كمركز إقليمي للغاز.
الفرق بين الغاز الطبيعي والغاز المسال
الغاز الطبيعي يتم استخراجة من الحقول بصورة طبيعية من باطن الأرض إما مصاحباً لآبار البترول أوعن طريق آبار منفردة ، وبيتكون الغاز الطبيعى من مواد الميثان والايثان ، ولابد من استخلاص المتكثفات والبوتاجاز من الغاز الطبيعى لاستخدامه ، وبيتم تسييله فى درجة حرارة معينة لنقله مع إمكانية تصديره .
الغاز المسال يتكون من مواد البيوتان والبروبان ، وبيتم انتاجه عن طريق معامل التكرير والتسييل للغاز الطبيعي ، بالإضافة الى انه بيتم نقله من خلال شبكات خطوط الأنابيب أو السيارات “الصهريجية” من مناطق إنتاجه إلى المصانع أو أن يتم تعبئة اسطوانات البوتاجاز ، أو حاويات نقل الغاز عند النقل لمسافات طويلة كالتصدير للدول .
إستنادًا لبعض المواقع العلمية فإن تسييل الغاز الطبيعي يقلل الحجم بنسبة 1 : 600 ، بشيء من التفصيل ، حجم المتر مكعب من الغاز المسال بيساوي حجم 600 متر مكعب من الغازالطبيعي في حالته الغازية .
لماذا تستورد مصر غاز من إسرائيل وقبرص ؟
بإختصار شديد الإجابة في كلمة واحدة وهي ” التسييل ” ، مصر تمتلك بنية تحتية كبيرة جدًا في مجال نقل الغاز وتمتلك محطتي إسالة بقدرة 635 مليار قدم مكعب سنويًا وهما محطتي الإسالة بإدكو ودمياط . و مصر الدولة الوحيدة في المنطقة التي بتمتلك محطات تسييل .
وبناء عليه مصر تستورد الغاز من اسرائيل وقبرص خام في حالته الطبيعية و يتم تسيله وتصديره لأوروبا ، وبالفعل مصر بدأت في التصدير لـ أوروبا بطاقة إجمالية مليار قدم مكعب يوميَا ومستهدف وصول الرقم لـ 2 مليار قدم مكعب يوميًا .
لماذا لم تنشئ إسرائيل محطات اسالة غاز ؟
بناء محطات إسالة يتطلب بنية تحتية ضخمة بتكلفة عالية جدًا ، كما أن الشريط الساحلي في إسرائيل مكتظ بالسكان ولا يوجد مكان لانشاء محطات إسالة ، بالإضافة الى ان الشركات العاملة في مجال الغاز الاسرائيلي يبيعون الغاز بأقصى سرعة لتغطية النفقات وإيجاد سيولة كافية لإستكمال أعمال التنقيب والإستخراج الغاز ، وليس لديهم رفاهية الوقت لبناء محطات مدة إنشاءها تصل لـ 7 سنين ، ناهيك إن الحكومة الإسرائيلية متمثلة في المؤسسات المعنية بشؤون البيئة رفضت إقامة محطات تسييل بسبب البيئة و إكتظاظ السكان على السواحل .
سر عدم دخول مصر اتفاق خط أيست ميد بين قبرص واليونان وإسرائيل
مصر رفضت الإتفاق لأن خط أيست ميد ينقل الغاز بصورته الطبيعية عكس إستراتيجية مصر والقائمة على التصدرير بعد التسييل وليس مادة خام .
كما أن خط إيست مقترح منذ 2013 وتكلفته تصل لـ 7 مليار دولار و لايوجد أي تمويل للإنشاء. وعندما يتم انشاء الخط فعلًا سينقل 2% من إحتياجات اوروبا من الغاز ، ولذلك ليس له اي تأثير على مصر ، لأن السوق الأوروبي مفتوح .
وتعد مصر الدولة الأكثر إستفادة الى الآن من غاز شرق المتوسط ، بحيث إنها أصبحث مركز إقليمي لتداول الغاز من شرق المتوسط الى أوروبا عن طريق الإستحواذ على نسب كبيرة من الغاز الإسرائيلي والقبرصي بالإضافة للغاز المصري وتصديرهم الى أوروبا بعد عملية التسييل .