التطبيب لا يبرر الجريمة.. توصيات وطنية لمواجهة أخطر أشكال العنف ضد الفتيات

كتبت : ميادة فايق
عقد المجلس القومي للطفولة والأمومة بالتعاون مع هيئة بلان إنترناشونال مصر مائدة مستديرة بعنوان:
«معًا للقضاء على تشويه الأعضاء التناسلية للإناث: آليات التنفيذ»، وذلك لمناقشة جهود مناهضة “تطبيب” ختان الإناث، وتعزيز سياسات حماية الطفولة على المستويين الوطني والمجتمعي، برئاسة المجلس القومي للطفولة والأمومة والمجلس القومي للمرأة.
افتتح اللقاء الدكتور وائل عبد الرازق، الأمين العام للمجلس القومي للطفولة والأمومة، مؤكدًا أن الجهود الوطنية لمناهضة ختان الإناث مستمرة لضمان حق كل طفلة في سلامة جسدها وكرامتها.
وأوضح أن عنوان المائدة يعكس انتقال الدولة من مرحلة تغليظ العقوبات إلى مرحلة التنفيذ الفعلي على أرض الواقع، من خلال توصيات عملية تُحدد أدوار ومسؤوليات الجهات المعنية وتعزز الانتقال من التوعية إلى الحماية والمساءلة
كما شدّد على أن جريمة تشويه الأعضاء التناسلية للإناث تُعد من أخطر التحديات التي تتطلب تكاتفًا شاملًا.
وأكدت بسنت علي، استشاري الحماية والدمج بهيئة بلان إنترناشونال، أهمية رفع الوعي المجتمعي بخطورة ختان الإناث، لا سيما مواجهة ظاهرة “التطبيب”، مشيرة إلى دعم الهيئة لبرامج التوعية والتدريب وبناء القدرات للممارسين الصحيين والأخصائيين الاجتماعيين والمعلمين لحماية الفتيات من جميع أشكال العنف.
وشهدت الفعالية مشاركة ممثلين عن عدد من الجهات الوطنية والدولية، ومنها: مكتب حماية الطفل والأشخاص ذوي الإعاقة والمسنين بمكتب النائب العام، ووزارات العدل، والتربية والتعليم، والتضامن الاجتماعي، والصحة والسكان، والأوقاف، إضافة إلى ممثلي المجلس القومي للمرأة والمجلس القومي للسكان، ومشيخة الأزهر الشريف، والكنيسة القبطية الأرثوذكسية، والهيئة القبطية الإنجيلية، ومنظمتي يونيسف مصر وصندوق الأمم المتحدة للسكان.
واستعرض صبري عثمان، مدير الإدارة العامة لخط نجدة الطفل التشريعات الوطنية الخاصة بحماية حقوق الأطفال وتجريم تشويه الأعضاء التناسلية للإناث، إلى جانب نتائج دراسات حديثة حول هذه الظاهرة، ودور المؤسسات الصحية في مواجهتها، إضافة إلى آليات التنسيق الوطني بين المجلس والجهات الحكومية وشركاء التنمية.
ومن جانبها أكدت الدكتورة إيمان حبيب، مدير برنامج مناهضة تشويه الأعضاء التناسلية للإناث، أن مناهضة ختان الإناث ضرورة ملحّة لحماية الفتيات، مشددة على أن إضفاء طابع طبي على هذه الجريمة لا يُلغي عدم قانونيتها ولا يقلل من خطورتها، بل يزيدها جسامة لأنها تُمارس من قِبل من يُفترض بهم حمايتهم.
كما عرضت علياء عابدين، مدير برنامج “طاقة نور” التابع لبلان إنترناشونال، تجربة البرنامج المنفذ بمحافظة أسيوط – مركز ساحل سليم، بالتعاون مع الجمعية المصرية للباحثين العلميين، والذي يهدف إلى حماية الأطفال وتمكين الفتيات عبر رفع الوعي بحقوق الطفل ومناهضة الممارسات الضارة مثل ختان الإناث وزواج الأطفال.
واختُتمت المائدة بالتأكيد على ضرورة استمرار العمل المشترك وتوحيد الجهود لضمان حماية الفتيات، وتعزيز الالتزام بتطبيق السياسات الوطنية، ووضع إطار واضح للتعاون خلال الفترة المقبلة بما يسهم في تحقيق الهدف الوطني بالقضاء التام على ختان الإناث.








