كتبت:فوقيه ياسين
يقدم جناح الأزهر الشريف بمعرِض القاهرة الدوليّ للكتاب 2020، لزواره كتاب “وسطية الإسلام”، بقلم الشيخ محمد محمد المدني، من إصدارات هيئة كبار العلماء بالأزهر.
يذكر المؤلف، في مقدمة كتابه، أن الهدف الذي يرمي إليه الكتاب هو أن يقتنع القارئ المسلم بأنه يعتنق أكمل الأديان وأعدلها، وأن مبادئ الدين وأحكامه ومُثله ومقاييسه هي المبادئ السليمة الكفيلة بإسعاد الفرد والمجتمع، وأن يقتنع القارئ غير المسلم بهذا المعنى نفسه حتى لا يتصور الإسلام أنه دعوة تعصبية أو قاصرة عما يكُفل الحياة السعيدة للناس، وأن يعرف أن ما جاء به الإسلام إنما هو برنامج عمل إصلاحي للبشرية كافة، وأنه ينظر إلى مخالفيه نظرة قوامها التسامح والبر، وليس كما يصوره أعداؤه دينًا هجوميًا اغتياليًا، أو هادمًا مدمرًا.
وعن مفهوم وسطية الإسلام، يوضح الكتاب أنها تعني عدالته فيما جاء به من أحكام ومبادئ ومُثل، وكونه قوامًا بين الأطراف وميزانًا للتعديل، يرجع إليه الناس في معرفة الخير والشر، والحق والباطل، والصلاح والفساد، والاستقامة والاعوجاج، والقصد والغلو، إلى غير ذلك من المعاني المتقابلة التي يتعرض إليها الناس في مختلف شؤونهم ووجوه حياتهم، وأن هذه الوسطية هي المنهج القويم الذي يلاحظ الفطرة، ويعالج الطبيعة، ويرد المجتمع إلى اليسر والتماسك، ويبعده عن الفساد والانحلال، مع الرحمة به والتخفيف عنه.
ويشير الشيخ المدني إلى أن القرآن الكريم يؤكد في العديد من آياته بأنه لا يريد العنت بالعباد، وأنه مع رفع الحرج عن الناس، ولذلك كانت أوامره وتكاليفه مقيدة بالاستطاعة.
ويستعرض الكتاب في فصوله ومباحثه عددًا من القضايا المهمة المتعلقة بالوسطية أبرزها: تعريف الوسطية ومفهومها في ضوء القران الكريم والسنة النبوية، مظاهر الوسطية في الإسلام، المزاوجة في طبيعة الإنسان بين الروح والجسد والاعتراف بفطرة الإنسان وميوله وعواطفه، منهج الوسطية في اللباس والزينة والطعام والشراب والطيبات من الرزق، ففي إنفاق المال لا إسراف ولا تقتير، وفي مجال العبادة لا غلو ولا إهمال.
ويشارك الأزهر الشريف – للعام الرابع على التوالي – بجناحٍ خاص في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 51؛ وذلك انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير الذي تبناه طيلة أكثر من ألف عام.
ويقع جناح الأزهر بالمعرض في قاعة التراث رقم “4”، حيث يمتد على مساحة نحو ألف متر، تشمل عدة أركان، مثل قاعة للندوات، وركن للفتوى، وبانوراما الأزهر، وركن للخط العربي، فضلًا عن ركن للأطفال والأنشطة والورش الفنية.