كتب – ناصر عابدين
نجحت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية، في ضبط عدد من عناصر حركة حسم الإرهابية المتورطين فى مخطط يستهدف تقويض دعائم الأمن والاستقرار وإشاعة الفوضى بالبلاد وهدم مقدراتها الاقتصادية بالتزامن مع ذكرى 25 يناير، ومن بينهم بعض منفذى العملية الإرهابية بمركز طوخ بالقليوبية.
ورصدت معلومات قطاع الأمن الوطنى إعداد قيادات التنظيم الهاربة بتركيا مخططًا يستهدف تقويض دعائم الأمن والإستقرار وإشاعة الفوضى بالبلاد وهدم مقدراتها الاقتصادية بالتزامن مع ذكرى 25 يناير.
وادلى الاخواني أحمد علي ابوضيف، باعترافات تفصيلية عن مخطط عناصر الجماعة الارهابية في تركيا لاستهداف مصر، قائلا انه عضو باللجنة الاعلامية التابعة لجماعة الاخوان الارهابية، وتحصل على تعليمات من قيادات الجماعة في تركيا منذ فترة.
واضاف ان التعليمات شملت التحرك والاستعداد للتظاهرات التى يتم تجهيزها في 25 يناير 2020، وعمل ضجة اعلامية واذاعة اشائعات عن وجود فساد داخل البلاد، متابعا انهم كانوا يستغلون اسماء قنوات فضائية معروفة عن طريق التحدث مع المواطنين عن انهم مع مصر وينفذون حوارات عن الاوضاع الاقتصادية في مصر، وارسالها الى تركيا ثم عمل مونتاج وتغير في الكلام للتوضيح كذبا أن هناك انهيار في الدولة المصرية.
وأكد ابو ضيف ان هناك دعم مالى كان يتم ارساله من تركيا واستلامه في مصر باسماء حركية للاستفادة منه في الاعمال الارهابية واشاعة الفوضى.
وقال المتهم الاخوانى أحمد الشرقاوى سعد، انه عضو بجماعة الاخوان الارهابية، وصدر له تكليف من قيادات الجماعة في تركيا بالانضمام الى الحركة الشعبية وان يكون مشرف على عمليات التدريب فيها، مضيفا انه وبعض العناصر الاخرى قاموا بالانضمام للحركة الشعبية وتواصلوا مع الهارب تامر جمال حركى “الجوكر”، وصدرت لهم تكليفات من الجوكر بإستقطاب الشباب.
وتابع المتهم، كنت اقوم بإستقطاب الشباب غير الواعى لما يحدث في مصر، وكان المدخل في هذا الموضوع هو حالات الانتحار التى تحدث وكنت اعلل الانتحار بأنه بسبب الحالة الاقتصادية، وكنا نقوم بتقسيم الشباب لمجموعات ونقوم بتدريبهم على التلجرام كى لا يتم رصدنا من قبل الأمن.
واضاف الشرقاوى، كنا نقوم بتجهيز هؤلاء الشباب لاستخدامهم في المظاهرات، وقمنا بتقسيمهم لمجموعات، بينهم مجموعة الخرطوش ومجموعة لقطع الطريق ومجموعة لاشاعة الشغب، وكنا نختار الشباب البعيد عن الاخوان حتى اذا فشلنا لا يتم ادراج اسم الجماعة في اى شيء وتكون بعيدة عن المخطط، وكنا نقوم بإقناعهم بأنهم سيكون لهم شأنا في الدولة بعد ذلك.
واعترف المتهم الاخوانى محمد ابراهيم سيد ياسين، بانه كان ضمن مجموعات التنفيذ بحركة حسم الارهابية، و كان احد العناصر التى نفذت العملية الارهابية لاستهداف الكمين الأمنى بميدان محمد زكي.
وتابع المتهم: تم تكليفى بتولى تخزين الاسلحة والمتفجرات الخاصة بالحركة، وبالفعل قمت بتأجير بعض الشقق وقمت بتجميع الاسلحة التى استلمتها على مراحل داخل هذه الشقق.
واضاف: كان يتم تكليفى بتسليم بعض الاسلحة والمتفجرات للمسئولين عن تنفيذ العمليات الارهابية ضد الجيش والشرطة والشخصيات الهامة، وعلمت اخيرا ان هناك مخططا لتنفيذ عملية ارهابية كبيرة خلال ذكرى25 يناير.
كما اعترف المتهم الاخوانى سامي جمال جاد الرب، بانه تلقى تعليمات من قيادات جماعة الاخوان الارهابية في تركيا للتحرك على مواقع التواصل الاجتماعى فيسبوك استعدادا لتظاهرات 25 يناير.
وتابع المتهم، : بدأنا بالفعل ضم شباب على الصفحة المفتوحة للحركة الشعبية على موقع فيسبوك الخاصة بجماعة الاخوان الارهابية، وكنا نختار الشباب المهتمين بالشأن السياسي والمتأثرين بالكلام السلبي ثم ضمهم لمجموعات على التلجرام.
واضاف المتهم: كنا نجهز مجموعات لقطع الطريق واخرى للخرطوش، ومجموعات ضرب طوب ومجموعات شغب، ودور الجماعة كان عبارة عن اذا نجح المخطط تستمر الجماعة وتخرج الى الشارع، واذا فشل وتم القبض على عناصره يكون هناك ضمان بأن الشباب ليسوا من الاخوان.
كما شرحت تحريات الأمن الوطني تكليف القيادات عناصرها بالداخل لتنفيذ المخطط من خلال عدة محاور جاء على رأسها العمل على إثارة الشارع المصرى من خلال تكثيف الدعوات التحريضية والترويج للشائعات والأخبار المغلوطة والمفبركة لمحاولة تشويه مؤسسات الدولة، وقيام التنظيم فى سبيل ذلك بإستحداث كيانات إلكترونية تحت مسمى “الحركة الشعبية – الجوكر”، ارتكزت على إنشاء صفحات إلكترونية مفتوحة على موقع “Facebook” لاستقطاب وفرز العناصر المتأثرة بتلك الدعوات، يعقبها ضمهم لمجموعات سرية مغلقة على تطبيق “Telegram”، تتولى كل منها أدوارًا محددة تستهدف تنظيم التظاهرات وإثارة الشغب وقطع الطرق وتعطيل حركة المواصلات العامة والقيام بعمليات تخريبية ضد منشآت الدولة.
وأضافت التحريات قيام عناصر اللجان الإعلامية التابعة للتنظيم بالداخل بتكثيف نشاطهم من خلال الترويج للأكاذيب والشائعات لإيجاد حالة من الاحتقان الشعبى، وكذا إعداد لقاءات ميدانية مصورة مع بعض المواطنين وإرسالها للقنوات الفضائية الموالية للتنظيم لإذاعتها بعد تحريفها بشكل يُظهر الإسقاط على مؤسسات الدولة، وكذا بثها على مواقع التواصل الاجتماعى ودعمها من خلال حسابات إلكترونية وهمية للإيحاء بوجود رأى عام مؤيد لتلك الادعاءات.
وكذلك شرحت التحريات تكليفهم لحركة حسم المسلحة التابعة للتنظيم بالتخطيط والإعداد لتنفيذ سلسلة من العمليات الإرهابية تمهيدًا لارتكاب عمليات تستهدف شخصيات ومنشآت هامة ودور العبادة المختلفة بالتزامن مع ذكرى 25 يناير.
وعلى أثر ذلك، قامت بعض عنـاصر الحركــة فى إطــار تنفيذ هــذا المخطط باستهداف 2 من الخفراء النظاميين وأحد المواطنين (تصادف وجوده بمكان الحادث) بقرية كفر حصافة مركز طوخ بمحافظة القليوبية بتاريخ 11 نوفمبر 2019، مما أدى إلى استشهادهم.
كما شرحت التحريات أن التنظيم بالخارج قام بتوفير الدعم المالى اللازم للإعداد والتجهيز وتدبير الأدوات المقرر استخدامها فى تنفيذ المخطط من خلال استحداث عدة وسائل لتهريب الأموال من الخارج ونقلها إلى عناصر التنظيم بالداخل عبر شركات تجارية تُستخدم كواجهة لنشاط التنظيم.
وعقب تقنين الإجراءات، أمكن تحديد القائمين على إدارة هذا المخطط والمتواجدين بدولة تركيا أبرزهم كل مــــن تامر جمال محمد حسنى، وشهرته “عطوة كنانة”، مسئول ما يسمى مجموعات الجوكر، مطلوب ضبطه فى إحدى القضايا الإرهابية، وهانى محمد صبرى محمد إسماعيل، مسئول ما يسمى “الحركة الشعبية”، مطلوب ضبطه فى إحدى القضايا الإرهابية، وحذيفة سمير عبد القادر السيد، مسئول إدارة اللجنة الإعلامية من الخارج، محكوم عليه ومطلوب ضبطه فى قضايا إرهابية، وأحمد محمد عبد الرحمن عبد الهادى، مسئول الكيان المسلح، محكوم عليه ومطلوب ضبطه فى 7 قضايا إرهابية، ويحيى السيد إبراهيم موسى، مسئول إدارة الكيان المسلح، محكوم عليه ومطلوب ضبطه فى 5 قضايا إرهابية، وأحمد إبراهيم فؤاد الشوربجى، أحد مسئولى تمويل التنظيم، مطلوب ضبطه فى 4 قضايا إرهابية، وفاتن أحمد على إسماعيل، أحد مسئولى نقل أموال التنظيم، محكوم عليها هارب بالسجن لمدة 10 سنوات فى إحدى القضايا الإرهابية.
كما أسفرت جهود المتابعة عن تحديد المجموعات الإلكترونية التى تضطلع بعمليات الاستقطاب والإعداد للقيام بأعمال الشغب وتخريب منشآت الدولة، حيث أمكن ضبط عدد من العناصر القائمة عليها وعُثر بحوزتهم على “14 فرد خرطوش وكمية من طلقات الخرطوش – ماسكات الجوكر – أقنعة بدائية واقية من الغاز – أسلحة بيضاء ونبال لقذف الحجارة – كميات من العوائق المسمارية لإلقائها على الأرض لتعطيل السيارات”.
وباستمرار عمليات المتابعة الميدانية، أمكن تحديد وضبط عناصر اللجان الإعلامية التابعة للتنظيم الإرهابى، كما تم ضبط الأجهزة والمعدات المستخدمة فى نشاطهم وهى “طائرة بدون طيار Drone- أجهزة كمبيوتر وكاميرات تصوير وهواتف محمولة مزودة بتطبيقات مؤمنة للتواصل مع القنوات الفضائية والمواقع الإلكترونية الإخوانية”.
كما أسفرت عمليات الفحص الأمنى والفنى عن تحديد وضبط عدد من عناصر حركة حسم الإرهابية المتورطين فى هذا المخطط، ومن بينهم بعض منفذى العملية الإرهابية بمركز طوخ بالقليوبية، وكذا تحديد وضبط عدد من مخازن الأسلحة والمتفجرات التى كان يتم إعدادها لتنفيذ المخطط الإرهابى، حيث عُثر على “20 سلاحا آليا – 12 بندقية خرطوش – 2 سلاح متعدد – بندقية قناصة – قواذف RPG وكمية من مقذوفاته وطلقاته الدافعة – 7 عبوات ناسفة شديدة الانفجار- مواد تُستخدم فى تصنيع المتفجرات – أدوات تنكر وتخفى”.
تم اتخاذ الإجراءات القانونية حيال المتورطين فى هذا المخطط، وتتولى نيابة أمن الدولة العليا التحقيق وجار ضبط باقى العناصر الهاربة.
وأكدت وزارة الداخلية الاستمرار فى التصدى بكل حسم لأي محاولات تستهدف المساس بأمن الوطن والمواطنين، ودعت الشعب المصرى العظيم إلى الحذر من الدعوات التحريضية والشائعات والأخبار المغلوطة التى تستهدف إثارة البلبلة والفوضى والنيل من استقرار البلاد.