حامد المحلاوى يكتب : لا يوجد وطن مثالي

المدينة الفاضلة غير موجودة إلا في رؤوس الشعراء والفلاسفة وأصحاب الخيال الواسع فقط .. لذلك النظرة المعتدلة للأمور والأحداث وكل ما يدورعلى الساحة هو فقط الذي يمكننا من الحكم على حياتنا بطريقة أفضل وأكثر واقعية ..

الخير والشر متلازمان منذ بدء الخليقة وحتى قيام الساعة .. وعليه يجب ألا ننزعج كثيرا من ظهوربعض المثالب والظواهر السيئة التي تطفو على السطح أحيانا .. أمر طبيعي جدا .. المهم أن المجتمعات المتحضرة هي التي تسعى دائما إلى زيادة مساحة الخير وتقليص مساحة الشر قدرالإمكان .. هنا يأتي دورالرئيس والحكومة وأجهزة الدولة .. ثم النخبة الواعية وأهل الفكر والثقافة والقوى النافذة في المجتمع .

المهمة الأساسية للجميع فرض القانون والتأكيد على احترام الأعراف السائدة والأخلاق المجتمعية الحميدة وكذا السعي نحو إقامة مجتمع الكفاية والعدل .. الأهداف المعروفة التي تسعى إليها كل المجتمعات .. مؤكد أنه لا يوجد دولة في العالم بلا مشاكل .. حتى أغناها وأكثرها قوة وهو ما نشاهده كل يوم على شاشات التليفزيون  ..

– مشاكلنا كثيرة ..

نعم .. لكننا بفضل الله بلد متماسك مترابط غير قابل للتفكك أو التحلل كبلدان كبيرة حولنا وهذه نعمة كبرى .. جاء من يقظة أبنائه الشرفاء .. أيضا هو نتيجة الوعي الجمعي الهائل المختزن في أعماق العقل الباطن لدي كافة المصريين .. عدوهم يضرب على هذا الوتر بإصرار وعناد  شديدين .. لكنها ضربات خائبة طائشة في الغالب .. يركزعلى إثارة الفتن وشحن النفوس بغية أن تقوم ثورة تحمل في ثناياها الخراب الذي سيكون فرصة لا تعوض للانقضاض على البلد الذي صنع الحضارة الإنسانية .. من لا يراه فهو أعمى البصر والبصيرة ! ..

مهم جدا ألا ننساق وراء مروجي الشائعات ولا نستمع إلى صوت أهل الشر في الداخل والخارج معا .. هدفهم زرع اليأس في نفوسنا وإيهامنا أننا نعيش في بلد ظالم .. الحقوق فيه ضائعة والعدل غائب ! ..

– وطن طارد لم يعد يحتمل أبناءه ولا يطاق ..

لا أفهم كيف لا يطاق ! .. ارتباط المصري ببلده يضرب به المثل دائما .. حتى المهاجر لا يتحمل أن ينفصل نفسيا عن بلده ويظل مرتبط به في وجدانه وعقله على الدوام .. أيضا مصر طول عمرها بلد الخير والمحبة والإخاء والتعايش .. بلد يرحب بالغريب أصلا فكيف لا يحتضن أبناءه ! .. كلام فارغ طبعا ! .. يعيش بيننا الآن 6 مليون عربي إخوة أعزاء بعد أن ضاقت عليهم بلادهم على رحابتها .. أهلا بهم ..

– فقير ..

صحيح لكن لا يجوع فيه أحد ..

– خلل في توزيع الثروات ومشاكل بالجملة ..

أكيد .. لكننا نحاول الإصلاح ونمشي في طريق التصحيح بالإنتاج والبناء والتعمير بهمة ونشاط في كل القطاعات .. المهم أن نمتلك الثروة أولا ثم نفكر كيف نوزعها ..

– نظام سياسي ناقص وغير مكتمل ..

تمام .. لكن لا تنس أننا مازلنا في مرحلة البناء وتثبيت أركان الدولة التي أوشكنا أن نعبرها بنجاح كبير .. أما التركيزعلى المقارنات مع دول العالم المتحضرالراسخ في التجربة الديمقراطية .. الغني الذي لديه فائض في كل شيء .. فمدخل شرير لزعزعة النفوس الهدف منه واضح ومعروف ..

الخلاصة :

عندما تكون المعارضة خطوة نحو تفكيك وهدم الوطن فبلاها معارضة يا أخي ونحن راضون به حتى لو كان نص نص ..

ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ! ..