نصحت الشركات فى الصين موظفيها بالعمل من المنزل، فى محاولة للتصدى لانتشار لفيروس الكورونا الفتاك، وأوضحت هيئة الإذاعة البريطانية “بى.بى.سى”، أن الشركات تعرض على العمال أيضاً الحصول على عطلات أطول، بالإضافة وطلبت من الموظفين العائدين من المناطق الأكثر تضرراً بهذا الفيروس بالابتعاد عن العمل.
جاء ذلك بعد أن مددت الحكومة الصينية عطلة رأس السنة القمرية الجديدة لمدة 3 أيام إلى يوم الأحد، إثر انتشار فيروس كورونا، الذي أودى بحياة ما لا يقل عن 80 شخصاً فى الصين ووجود نحو 3 آلاف حالة إصابة مؤكدة فى جميع أنحاء العالم.
وأبلغت شركة “بايت دانس” الصينية لتكنولوجيا الإنترنت، التى تملك منصة “تيك توك” لمشاركة مقاطع الفيديو، وعملاق الألعاب الصيني “تينسنت” الموظفين بالعمل من المنزل، كما أغلقت سلسلة مطاعم “هايديلاو” فروعها فى جميع أنحاء الصين حتى يوم الجمعة المقبلة، وفى الوقت نفسه، قالت حكومة مدينة سوتشو، يوم اﻷحد الماضى، أن الشركات المتواجدة بها ستظل مغلقة حتى 8 فبراير على الأقل.
وتجدر الإشارة إلى أن مدينة سوتشو تعرف بكونها مركزاً للتصنيع في شرق الصين وموطن لأكبر مجمع للأدوية والتكنولوجيا، وفى الوقت نفسه، أخبرت العديد من الشركات الموظفين العائدين من مدينة ووهان أو مقاطعة هوبى، بضرورة القيام بحجر صحى ﻷنفسهم في المنزل.
طالبت مجموعات “كريدى سويس” و”يو.بي.إس” المصرفية و “سيتي جروب” للخدمات المالية موظفيها في هونج كونج بالعمل من المنزل لمدة أسبوعين، إن كانوا قد قاموا بزيارة البر الرئيسى في الصين للتو.
وأوضحت وكالة أنباء “بلومبرج” أن هذه الخطوة جاءت في ظل تصاعد وتيرة استجابة البنوك العالمية لتفشي فيروس كورونا الفتاك، وأفاد بنك “كريدى سويس”، في مذكرة داخلية حصلت “بلومبرج” على نسخة منها، أن الموظفين بحاجة ماسة للتحدث مع مدراء أقسامهم وقسم الموارد البشرية قبل العودة إلى العمل بعد ذلك الوقت.
وذكر أن أى شخص يعاني من أعراض الحمى أو أعراض مشابهة للإنفلونزا يطلب منه العمل من المنزل إلى أن تثبت الفحوصات الطبية بأنه بات ينعم بصحة جيدة تساعده على العودة إلى العمل، وأشارت “بلومبرج” إلى أن “كريدى سويس” و”يو.بي.إس” يفرضان أيضاً قيوداً على السفر.
وأوضح “كريدى سويس”، أن هذه التدابير جاءت لحماية الموظفين والعملاء بعد قرار هونج كونج، يوم السبت الماضي، برفع مستوى الاستجابة إلى الطوارئ من أجل لاحتواء انتشار فيروس كورونا الجديد، الذي يعتقد أن فترة حضنه تبلغ 14 يوماً تقريباً.
وأشارت المذكرة الحديثة الصادرة عن البنك، إلى أن برج مركز التجارة الدولي، حيث يوجد المكتب الرئيسى للبنك، سوف يبدأ في إجراء اختبارات درجة الحرارة أيضاً.
وأوضحت مجموعة “يو.بى.إس” المصرفية، في مذكرة إلى الموظفين، إن مكتب البنك في هونج كونج سيكون مفتوحا كالمعتاد يوم الأربعاء، ولكنه طلب من الموظفين فى المدينة وسنغافورة العمل عن بعد إن كانوا قد عادوا من البر الرئيسى فى الصين خلال الأيام الـ 14 الماضية.
أما فيما يخص مجموعة “سيتى بنك”، فقد قال المتحدث الرسمي باسم المجموعة إنه يُطلب من الموظفين في المجموعة الإبلاغ عن أى سفر شخصى إلى مدينة ووهان أو المنطقة المحيطة بها والعمل من المنزل لمدة أسبوعين بعد عودتهم.
وبدأ فيروس كورونا فى الانتشار في بداية ديسمبر الماضي في مدينة ووهان، وسط الصين، ومنذ ذلك الحين انتشر الفيروس داخل وخارج البلاد، متسبباً فى وفاة ما لا يقل عن 80 شخصاً.
وفى هونج كونج، قام سوق تداول اﻷوراق المالية بإلغاء حفلا كان من المقرر انعقاده يوم الأربعاء للاحتفال باليوم الأول للتداول فى العام القمرى الجديد، نظراً للمخاوف المتعلقة بخطر الإصابة بالفيروس.
وتأثرت الأسواق العالمية بقلق المستثمرين المتزايد تجاه إمكانية تأثير التدابير الرامية إلى وقف انتشار الفيروس الشبيه بالإنفلونزا بشكل سلبي على الاقتصاد العالمي، كما أنه من المقرر أن تظل البورصات فى شنغهاى وشنتشن، التي كان من المقرر إعادة فتحها في 31 يناير، مغلقة حتى 2 فبراير.
وفى أسواق السلع، تراجعت أسعار كل شىء بداية من البترول وحتى النحاس، حيث يراهن التجار على إمكانية انخفاض الطلب العالمى فى الوقت الذى تظل فيه المدن الصينية فى حالة إقفال تام.