طارق الصاوى يكتب : الإمام ” الطيب” يضع يده على الداء والدواء فى قضية التجديد

لاقت ردود الإمام الأكبر الشيخ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر على هجوم الحداثيين علي التراث الإسلامي حفاوة بالغة من رواد مواقع التواصل الإجتماعي ، يعبر عن رأي عام بالمجتمع المصري المتمسك بالثوابت والأصول الإسلامية الثابتة بنصوص شرعية قطعية الثبوت والدلالة ، موضحا ان هذه الثوابت الشرعية والاصول العقدية لا تجديد فيها ولا تغيير إنما يجب أن يكون التجديد فى أسلوب الخطاب الذى يوافق المستجدات العصرية ويحقق المنافع والمصالح العامة للناس دون تصادم مع نصوص الشرع القطعية فى ثبوتها ودلالتها ، ويكون التجديد فى الأحكام الإجتهادية التى تتغير وفق الزمان والحال ومصالح المجتمع والأفراد .

ويجب ان يقوم بصياغة هذا التجديد والتطوير في أسلوب الخطاب الدينى والاحكام الإجتهادية علماء الشريعة والفقهاء المتخصصين وليس غيرهم ، حيث لا يصح ان يفتي او يطور في علوم الطب مهندسون أو العكس ، فلكل علم أصوله ومنهجه وعلماءه،

كما أوضح الإمام الأكبر فى ردوده وفى بيانه الختامي في المؤتمر العالمي لتجديد الفكر الإسلامي الذى اقامه الأزهر الشريف وجمع عددا كبيرا من علماء الإسلام من كافة الدول الإسلامية.

والتراث الإسلامي مبرأ من كل اتهامات الحداثيين حيث تمكن به الأولون فى هذه الامة من الصحابة والتابعين والسلف الصالحين ان يحكموا العالم بأثره ويملئوا الأرض عدلا وعلما.

وكانوا اكثر تقدما وحضارة مقارنة بجميع الأمم مما نحن عليه الآن ، فقد وضع المسلمون الأوائل اقدامهم من شرق آسيا إلى غرب أوربا ، بتمسكهم بأصول وثوابت هذا التراث الإسلامى. وضاعت وتخلفت الأمة فى الأزمنة التي تركت فيها تمسكها بهذا التراث.

وحين انخرطت الأمة الإسلامية في اتباع سنن غيرها واخذوا من طباع الغرب والشرق بما يخالف تراثهم وحضارتهم ودينهم الإسلامي ، وما ظهر في امة الإسلام هذه الأفكار المتشددة وممارسى العنف الإرهاب إلا بالبعد عن ثوابت الدين وأصول الشريعة الإسلامية وعدم التمسك بتراثها وحضارتها.

لقد وضع الإمام يده علي الداء والدواء فى هذه القضية فالداء هو ضياع الثوابت والأصول الإسلامية الصحيحة ما بين الإفراط والتفريط والذي يمارسه راغبى التحلل وراغبى التشدد وهما ظاهرتان متلازمتان ، فما ظهر بيننا اهل التشدد والغلو والتطرف إلا حين ظهر بيننا فئة من الحداثين تريد التحلل من الدين وهم أولائك الذين يهاجمون الإمام الطيب عبر وسائل الإفساد التي يرتادونها ويظهرون خلالها ، وكأن علوم الدين والشرع عارية مستباحة لكل ناعق لا يملك ان يفتى حتى فى علم الطهي وأن إمام علماءه لايحق له ان يتحدث باصول علمه الذي لايوافق أهوائهم المريضة التى تنكر المعلوم من الدين بالضرورة ومنهم من يسب الصحابة والتابعين والسلف الصالحين ومن يدعو لتعطيل حكم المواريث وفقا لشريعة الإسلام و منهم من يدعى أن حجاب المسلمة ليس فرضا ومن من يريد العبث في احكام الزواج والطلاق ومنهم من يروج للرزيلة .

ولأن لكل فعل رد فعل مضاد له فى الإتجاه ظهرت فى الإتجاه الآخر طائفة تدعو للتشدد والغلو والتطرف ثم إلي التكفير والإرهاب.

وهذين الطائفتين مواجهتهما بالحق والتخلص من دعواتهما العوجاء واجب شرعي ووطني ، فهما من أصابا مجتمعات الإسلام فى ثقافته وهويته وشوهوا صورته أيما تشويه واعطوا لأعداء امة الإسلام سلاحا نافذا يحربوننا به.

وكما أوضح الإمام الأكبر شيخ الأزهر ردا على الحداثيين الذين وجدوا فى فتح باب التجديد للفكر الإسلامي فرصة لمحاولة نسف الثوابت والأصول تحت مسمى التراث أن القضية ليست في التراث الإسلامي إنما القضية مخالفة التراث وعدم فهمه واخذه من علماءه الربانيين وفقهاء الشريعة المتخصصين.
وإنما يراد بالتجديد في اساليب الدعوة والخطاب الدينى بما يتوافق مع متغيرات العصر ويحقق المصالح العامة والخاصة دون صدام مع نصوص الشريعة قطعية الثبوت والدلالة والذي يصيغ ذلك التجديد هم اهل الحل والعقد من علماء الاصول وفقهاء الشريعة.

وليس دعاة التحلل من الدين وترك الشريعة، فلا للتشدد ولا للتحلل والنجاة في الوسطية والإعتدال ، واخذ الدين من علماءه وليس من اهل الافلام واصحاب الاقلام الذن رأينا الكثير منهم فى أعمالهم الأدبية والفنية والإعلامية ، وهم يحولون الإبداع إلي ابتداع والثقافة إلى سخافة والأدب إلى قلة أدب.

إن أولئك الذين يهاجمون الإمام الطيب والذي لا يساوي احدهم حبة من خردل مقارنة بشيخ الازهر في علمه وتخصصه ، ويتهمونه بالتعالى في رده علي رئيس جامعة القاهرة ، لا يعرفون أن الشيخ الطيب من اكثر الناس تواضعا وبساطة ، ولا يعرفون ان رئيس جامعة القاهرة هو الذى تعالى علي الإمام حين تحدث أمامه حديثا لا يليق عن تراث الإسلام الذي لايعلم عنه عشر معشار ما يعرفه شيخ الازهر ، مماجعل للإمام الأكبر حقا ان يفند كلامه وان يرد عليه بكل قوة وبالأدلة الشرعية والتاريخية ، مما اشعر اولائك الحداثيين راغبي التحلل من نصوص الدين حينها بالدونية الشديدة فراحوا كعادتهم فى قلب الحقائق يتهمون الشيخ بالتعالي .

لا يادعاة التحلل إن الإمام لم يتعالى علي احد بل انتم دونه فى علمه وتخصصه بمسافة جعلته كالذي يخاطبكم من الدور العاشر وانتم علي طين الأرض . فضحد باطلكم وفند مزاعمكم وانتصر لعلمه ودينه وامته.

( فيا شيخ الأزهر الإمام الأكبر الدكتور احمد الطيب ، لافض فوك ومات حاسدوك ، حفظك الله ورعاك )

زر الذهاب إلى الأعلى